وارت كوبا أمس رماد فيدل كاسترو في مدينة سانتياغو دي كوبا (شرق) مهد ثورته، في موكب اقتصر على مقربين، واختتم تسعة ايام من الحداد، وطوى اكثر من نصف قرن من تاريخ كوبا.

وبخلاف ما كان متوقعا، لم يتم نقل وقائع الجنازة مباشرة عبر التلفزيون، كما أبقيت وسائل الإعلام الأجنبية على بعد مسافة من المقبرة.

Ad

وشاهد مصور لوكالة فرانس برس من بعد أن المراسم تمت بحضور ثلاثين شخصا، وانه تم دفن رماد كاسترو قرب ضريح ضحايا الهجوم الفاشل على ثكنة مونكادا في سانتياغو في 1953، الذي يعتبر شرارة الثورة الكوبية. ويقع هذا النصب قرب نصب خوسيه مارتي بطل استقلال كوبا.

وقبل مراسم الدفن نقل رماد الراحل، الذي حمل على سيارة جيب عسكرية، الى مقبرة سانتا ايفجينيا، التي تجمع عندها آلاف الأشخاص وهم يهتفون «عاش فيدل».

وفيدل كاسترو، الذي يؤلهه البعض ويندد به البعض الاخر، حكم كوبا بلا منازع، وتحدى القوة الاميركية العظمى، لنحو نصف قرن.

أنهت مراسم اليوم الحداد الوطني الذي استمر تسعة ايام. وخلال فترة الحداد كررت السلطات ووسائل الإعلام ان الرهان الان هو استدامة ارث زعيم الثورة الكوبية.

واقسم الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، شقيق فيدل، مساء امس الأول، أمام رماد شقيقه، على «الدفاع عن الوطن والاشتراكية» في مراسم تكريم أقيمت عشية جنازة كاسترو.

وأضاف الرئيس الكوبي في الخطاب الأخير لتكريم شقيقه في ساحة الثورة في «المدينة البطلة»، أن فيدل كاسترو «أثبت أن الأمر ممكن، يمكننا إزالة اي عقبة أو تهديد لتصميمنا على بناء الاشتراكية في كوبا».

وفاجأ كاسترو، الذي تولى السلطة في 2006، الكوبيين بإعلان عزمه على تقديم مشروع قانون الى الجمعية الوطنية يقضي، بناء على طلب فيدل، بعدم اطلاق اسمه على اي موقع أو شارع في الجزيرة.

وأكد أنصار الزعيم الراحل في سانتياغو ثقتهم بشقيقه راؤول، الذي اعلن اعتزامه التخلي عن السلطة عام 2018.