أدلى الناخبون الإيطاليون، أمس، بأصواتهم في استفتاء حول اصلاح دستوري يقترحه رئيس الحكومة اليساري ماتيو رينزي، ويدعو إلى مزيد من المركزية وإلغاء نظام الأقاليم، الأمر الذي اكتسب أهمية مضاعفة مع صعود الشعبويين الذين طرحوا أنفسهم بديلا للطبقة السياسية التقليدية. وفتحت مراكز الاقتراع في الاستفتاء على مصير رينزي الذي أكد أنه سيستقيل اذا رفضت الاصلاحات لأكثر من 46 مليون ناخب، بينما انتهى الاقتراع لنحو اربعة ملايين ايطالي في الخارج صوتوا بالمراسلة مساء الخميس.
وبلغت نسبة الاقبال على التصويت عند منتصف النهار، بحسب وزارة الداخلية، 20 في المئة، لكن تصعب المقارنة مع آخر الاستفتاءات المماثلة التي كانت تجرى على يومين.وكانت نسبة المشاركة أعلى في الشمال عنها في الجنوب، حيث لم يدل سوى أكثر قليلا من 10 في المئة بأصواتهم. وفي غياب بديل واضح، يثير غموض النتيجة قلقا في أوروبا وبأسواق المال التي تخشى بعد صدمة قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الاوروبي وصعود الحركات الشعبوية، مرحلة جديدة من عدم الاستقرار في ثالث اقتصاد بمنطقة اليورو.ويتعلق التصويت بإصلاح دستوري يقضي بتقليص صلاحيات مجلس الشيوخ بشكل كبير والحد من صلاحيات المناطق وإلغاء نظام الأقاليم.ويدعو جزء كبير من الطبقة السياسية من اليمين الى الشعبويين في حركة "خمسة نجوم" او "رابطة الشمال"، مرورا بكل التيارات المتطرفة وحتى متمردين من الحزب الديمقراطي الذي ينتمي اليه رينزي، الى رفض هذه الاصلاحات التي يرون انها تؤدي الى تركيز مفرط للسلطات بيد رئيس الحكومة.هذه المعارضة توحدها ايضا الرغبة في طرد رينزي الذي وصل الى السلطة في فبراير 2014 ويهيمن على وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاعلامي في تصريحاته للدفاع عن اصلاحاته التي تهدف الى تبسيط الحياة السياسية في بلد شهد تشكيل ستون حكومة منذ 1948.وتشير استطلاعات أخيرة إلى فوز الـ"لا" بفارق يتراوح بين خمس وثماني نقاط. لكن عدد المترددين كبير.وفي انعكاس للقلق في الخارج، دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر، علنا الايطاليين الى قبول الاصلاحات.وفي حال رفض الاصلاحات، سيدعو حزب "خمسة نجوم" على الارجح الى انتخابات مبكرة. لكن يتوقع الا يحل الرئيس سيرجيو ماتاريلا البرلمان قبل تعديل القانون المتعلق بانتخاب النواب.وكان مؤسس هذه الحركة بيبي غريلو قد دعا الجمعة الايطاليين الى رفض الاصلاحات دفاعا عن حرياتهم واستقلالهم.ومسألة استقالة رينزي تتعلق بنسبة تأييده في الاستفتاء. وحتى اذا قدم استقالة حكومته، يمكنه البقاء على رأس الحزب "الديمقراطي" (يسار الوسط) والعودة حتى الى رئاسة الحكومة. لكنه اكد مرارا انه لن يترأس حكومة تقنية مكلفة تعديل القانون الانتخابي فقط.
دوليات
الإيطاليون يصوتون في استفتاء على «المركزية»
05-12-2016