كشفت مصادر نفطية مطلعة أن شركة داو للبتروكيماويات الأميركية تراجعت عن التخارج من استثماراتها في الكويت عبر شركة «إيكويت» لصناعة البتروكيماويات، إذ تمتلك حصة وقدرها 42.5 في المئة.

وكانت الشركة الأميركية قد قررت نهاية عام 2014 تقليص مشاركتها في اثنين من المشروعات المليارية المشتركة في الكويت، وقالت الشركة الأميركية، في بيان، على موقعها على الانترنت إنها بصدد إعادة النظر وتقليص مشاركتها في المشروعات المشتركة المملوكة للكويت meglobal وgreater equate.

Ad

وأشارت المصادر إلى أن تخارج «داو» الجزئي قد تم حينما وقعت «ايكويت» في اكتوبر 2015 اتفاقية تم بموجبها بيع إجمالي أسهم شركة «إم إي غلوبل» إلى شركة إيكويت في صفقة تبلغ قيمتها نحو 3.2 مليارات دولار، وتملك شركة صناعة الكيماويات البترولية وشركة داو كيميكال أسهم إم إي غلوبل مناصفة.

وأوضحت أن السبب الرئيسي لتراجع «داو» عن التخارج هو ان الاستثمار ناجح ولا يتعرض لخسائر في الوقت الحالي, لكن إذا لم يتم جني الارباح منه سيتخلصون منها بشكل سريع، مضيفة ان «داو» لديها حصص وتواجد جيد في الكويت والسعودية وترى ان منطقة الخليج مازالت واعدة وستكون قوة في صناعة البتروكيماويات.

وعن السبب الآخر لعدم تخارج «داو» قالت المصادر إن الكويت الى الآن لم تحدد الشريك في مشروع الأولوفينات الثالث، وقد تكون لـ«داو» فرصة في هذا الموضوع مما سيعزز أرباحها.

يذكر أن شركة «الكيماويات البترولية» في نهاية 2014 قالت إن الأسهم التابعة في الشركات ذات الملكية المشتركة مع شركة داو كيميكال في الكويت، التي تنوي الشركة الأميركية التخارج منها سوف تطرح للاكتتاب العام للمواطنين، نافية أن يكون لقضية الغرامة التي دفعتها الكويت للشركة بسبب تراجعها عن الدخول في شركة «كي داو»، أي علاقة بقرار الشركة الأميركية بخفض حصتها في مشاركتها مع الكويت، مبينة ان استراتيجيات شركة داو تعد المحرك لقرارات خفض النسب سواء في الكويت أو خارجها نظرا لوجود فرص استحواذية في صناعات اخرى.

وتوقعت «الكيماويات البترولية» أن تتوافر فرص لإدارج شركة ايكويت في سوق الكويت للأوراق المالية عقب الانتهاء من عمليات التخارج والاكتتاب العام للمواطنين.

مصير «إيكويت»

وأوضحت المصادر أن «لعنة إلغاء كي داو في ديسمبر 2008 ما زالت حاضرة، والدليل أنه بإعلان داو كيميكال التخارج الجزئي من إيكويت والشراكات الأخرى مع الكويت بات مصير إيكويت وصناعة البتروكيماويات في الكويت غامضا، وهي التي لعبت دورا في زيادة الميزان التجاري للكويت، حيث تساهم بأكثر من 80 في المئة من صادرات الكويت غير النفطية، وتغذي ميزانية الدولة بنسبة لا يستهان بها من العوائد، وتخلق قيمة مضافة للغاز، وتوظف الكثير من المواطنين، وتلعب دورا حيويا في نقل التكنولوجيا المتقدمة إلى الكويت، وغير ذلك من إيجابيات»، متسائلة: «متى سيتم نقاش هذا الامر؟ إذ إنه منذ اعلان التخارج لم يتم الحديث لا من قريب أو من بعيد عن هذا الامر».

وشددت على ان هناك سببين لتخارج «داو» من الكويت، الأول بسبب تداعيات إلغاء مشروع كي داو، وتحصيل الغرامة من الكويت بعد التقاضي في المحاكم الدولية، والآخر عدم وجود مجال للتوسع والنمو في الكويت، ولا يوجد انفتاح على صناعة البتروكيماويات كما هو معمول به في الدول المجاورة.

وحول دور هيئة تشجيع الاستثمار المباشر والأجنبي في مناقشة او متابعة التخارج من الكويت قالت المصادر: «إذا كان المستثمر المحلي لا يلقى دعما وتشجيعا او فرصة للعمل في الكويت فكيف سيتم التعامل مع الاجنبي؟»، مضيفة انه من باب اولى الاهتمام بالمستثمرين المحليين.

عدم وضوح الرؤية

وأوضحت المصادر أن مؤسسة البترول تتحرج من فتح موضوع التخارج، وترغب في التعامل مع الأمر بسرية، لافتة الى ان مثل هذه الأمور يجب ان تحسم مع معرفة من هو الشريك الأجنبي لمشروع الاولوفينات الثالث.

وأكدت أن الشركات العالمية لن تتعامل مع الكويت، بسبب التردد في إنشاء المشاريع وعدم وضوح الرؤية حول صناعة البتروكيماويات، مشيرة إلى أن الكويت من خلال مؤسسة البترول الكويتية تدعو إلى دعم المستثمرين عبر تصريحات المسؤولين، لكن في واقع الأمر يتم التعامل بعكس هذا التوجه، مشددة على ان «الكويت تعيش اليوم زمن العبث بمقدرات البلد من السلطتين التنفيذية والتشريعية لجهل البعض بصناعة البتروكيماويات التي تعد قيمة مضافة للاقتصاد».