النواب الشباب!
نتمنى أن يشكل النواب الشباب نواة كتلة برلمانية يلتقون فيها على قواسم وطنية ومكتسبات شعبية مشتركة، ليكونوا دائماً أصحاب المبادرة، مع الاستفادة من خبرات زملائهم مهما اختلفوا معهم في الرأي، وأن يتواصلوا فيما بينهم بالتمسك بمبادئهم ويتبادلوا الشعور بأنهم من الناس، وقد جاؤوا لخدمة الناس.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
نعم لا تتوقع أن يكون لهؤلاء النواب الصغار العصا السحرية أو القوة الخارقة في ظل خبراتهم الحياتية والمهنية اليافعة في مقابل حجم هذه المشاكل وتراكمها، ولذلك إن كانت هناك بعض النصائح المتواضعة فأوصيهم ونفسي أولاً بالتمسك بتلك المبادئ والشعارات الجميلة والناصعة التي أعلنوها إبان أنشطتهم السياسية السابقة وخطاباتهم الانتخابية، وفي مقدمتها الخطاب الوطني والهم الكويتي والتعالي عن الأطروحات الرخيصة فئوية كانت أم طائفية أم عرقية. بالإضافة إلى ذلك، منذ لحظة دخول البرلمان سيسجل التاريخ مواقف النواب، ويصنفون سياسياً ووطنياً إما مع الدستور والشعب أو مع المصالح الضيقة والمكتسبات الخاصة، لكن سنوات العضوية ستطوى يوماً ما مهما طالت، وتبقى سمعة النائب وذكراه في قلوب الناس وعقولهم.ثالثاً، الحياة السياسية ليست حافلة ومليئة بالمطبات والعراقيل فقط، بل بالمغريات بكل أنواعها، وقد لا يصمد أمامها إلا من تسلّح بالإيمان ومخافة الله، وحصّن نفسه بحب بلده وسمعة عائلته وتربيته، وعادة ما يبدأ طريق الانحراف بخطوة قد تكون صغيرة، أو موقف واحد يخدش هذه الحصانة، وندعو للجميع بالثبات والاستقامة.النصيحة الأخيرة نتمنى أن يشكل النواب الشباب، ليس بخساً بالنواب الأخيار جميعاً من المخضرمين وأصحاب السجل الوطني النزيه، نواة كتلة برلمانية يلتقون فيها على قواسم وطنية ومكتسبات شعبية مشتركة، ليكونوا دائماً أصحاب المبادرة، مع الاستفادة من خبرات زملائهم مهما اختلفوا معهم في الرأي، وأن يتواصلوا فيما بينهم بالتمسك بمبادئهم ويتبادلوا الشعور بأنهم من الناس، وقد جاؤوا لخدمة الناس. مع كل التمنيات لنوابنا الشباب بالتألق والنجاح!