لاتزال المراوحة في موضوع تشكيل الحكومة والتجاذبات والخلافات لناحية تقاسم الحصص وتوزيع الحقائب سيدة المواقف. وتتركز الجهود حاليا على كيفية إيجاد مخرج لزيارة رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية إلى بعبدا، وخاصة أن مطلب فرنجية بقيام رئيس الجمهورية ميشال عون بدعوته عبر اتصال هاتفي غير واردة لدى بعبدا.

وقالت مصادر متابعة إن "الهدف حاليا إقناع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل بزيارة بنشعي، أو أي وفد عوني بدلا منه للقيام بمصالحة بين المردة والتيار الوطني الحر لتنعكس بشكل تلقائي على علاقة فرنجية بعون". وأضافت المصادر أن "إنهاء مسألة فرنجية سيؤدي تلقائيا إلى تسريع عملية تشكيل الحكومة"، مؤكدة أن "الهدف هو إنجاز عملية التشكيل قبل حلول فترة الأعياد، لأن من شأن ذلك إراحة الناس وإعطاء دفع جديد للحركة الاقتصادية".

Ad

وكان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قد استقبل مساء أمس الأول في بيت الوسط رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، واستعرض معه الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة. وبحث الحريري مع جعجع في احتمال أن تقبل "القوات" بتنازل أو بتعديل ما، في حصتها الوزارية، الأمر الذي من شأنه أن يفتح الباب أمام إمكان توزيع جديد لبعض الحقائب، شرط موافقة معراب.

وأعلنت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية"، في بيان أمس، أن: "قانون الانتخاب تصدر في الأيام الأخيرة معظم النقاش السياسي، وقد عمد بعض الزملاء عن حسن نية أو سوء نية، إلى التلميح، مباشرة أو مواربة، بأن القوات اللبنانية لا تعارض ضمنا استمرار قانون الستين، وبالتالي إزاء هذا الكلام، يهم الدائرة الإعلامية في "القوات أن تؤكد تمسك كل من القوات والمستقبل والاشتراكي بالقانون المختلط، وبالتالي يرفض هذا الثلاثي العودة إلى قانون الستين".

وزير الخارجية الكندي

في موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون، في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل، أن "انتشارنا في المنطقة سيكون بغية المساعدة والمساندة، ونحن ندعم لبنان".

وقال: "سنقوم بكل ما في وسعنا لمساعدة لبنان على استيعاب النازحين الذين يشكلون ثلث الشعب اللبناني، وسنعزز ونقوي علاقاتنا مع لبنان"، مضيفا: "طلبنا أن تعطى المساعدات المخصصة للاجئين مباشرة الى الدولة اللبنانية".

وأكد باسيل "أننا نتشارك مع كندا باحترام التنوع الذي من دونه لا يبقى لبنان، ولبنان التعددية هو النموذج الذي نسعى جميعا للمحافظة عليه". وقال: "نعول على دعم كندا للبنان الذي علينا جميعا الحفاظ عليه".

ولفت الى "أننا ركزنا على موضوع النازحين وأصررنا على العودة الآمنة"، وقال: "اتفقت مع نظيري الكندي على أن الحل في سورية سياسي".

وقال باسيل: "عانينا اقتصاديا من النزوح السوري، ونناشد للوصول الى مقاربة جديدة تنقل من مساعدة إنسانية الى مساعدة للتطور". وأكد أن "لبنان يواجه المنظمات الارهابية، وجيشنا يواجهها بصلابة".

في سياق منفصل، أقدم مسلحون فجر أمس الأول على إطلاق النار من أسلحة حربية باتجاه حاجز تابع للجيش في منطقة بقاعصفرين – الضنية (شمال)، ما أدى إلى إصابة عسكريين اثنين بجروح ما لبث أن استشهد أحدهما لاحقا متأثرا بجراحه. وقامت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة بتنفيذ عمليات تفتيش ودهم بحثا عن مطلقي النار لتوقيفهم.

واستنكر جعجع أشد الاستنكار "الهجوم المسلح على مركز لواء المشاة العاشر في بقاعصفرين الذي أدى إلى استشهاد الجندي عامر مصطفى المحمد". وأكد في سلسلة تغريدات له عبر "تويتر"، أمس، أن "الكمين الذي نُصب للجيش ولو كان جغرافياً في منطقة الضنيّة إلا أنه لا يشبه أهالي المنطقة بتاتا". كما ذكر نواب المنية - الضنية أحمد فتفت وقاسم عبدالعزيز وكاظم الخير، في بيان أمس، "باسم أبناء الضنية كافة دان نواب المنية الضنية العملية الإجرامية والدنيئة والخطيرة التي تعرض لها مركز للجيش اللبناني في منطقة بقاعصفرين- الضنية". ولفت النواب إلى أن "أفراد الجيش القيمين على أمن المواطنين في منطقتنا الحبيبة هم أبناؤنا، واستهدافهم استهداف لنا وشهداؤهم شهداؤنا".