وسط توقعات بأن يمنى اليسار الفرنسي بخسارة تاريخية في الانتخابات الرئاسية في 2017، وبعد أيام من انسحاب الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند من السباق بإعلانه عدم نيته الترشح لولاية ثانية، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ترشحه، ليزيد بذلك عدد مرشحي اليسار في مواجهة اليمين واليمين المتطرف الجاهزين للمعركة.

Ad

«تمهيدية» اليسار

وبحسب استطلاع للرأي نشرته "جورنال دو ديمانش"، فإن فالس هو الشخصية المفضلة لمناصري اليسار لكي يصبح مرشح الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية.

وينظم الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه فالس انتخابات تمهيدية في 22 و29 يناير لاختيار مرشحه للاقتراع الرئاسي الذي سيجري في مايو.

واعتبر ارنو مونتبور المرشح الوحيد من الحزب الاشتراكي الذي أعلن مشاركته في الانتخابات التمهيدية أن هولاند وفالس يعتمدان السياسة نفسها. وكان فالس نفسه تعهد خلال زيارة الى شرق فرنسا قبل أيام بـ "الدفاع" عن حصيلة حكم الرئيس هولاند.

ميلونشون وماكرون

وحتى في حال الفوز في الانتخابات التمهيدية، ستبقى الطريق مليئة بالعراقيل أمام مرشح الحزب الاشتراكي الذي قد يجد نفسه عالقا بين زعيم أقصى اليسار جان لوك ميلونشون ووزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون الذي يميل أكثر الى الوسط. وقد رفض الاثنان المشاركة في الانتخابات التمهيدية التي ينظمها الحزب الاشتراكي لاختيار مرشح اليسار، على غرار ما قامت به أحزاب يمين الوسط التي اختارت رئيس الحكومة السابق فرانسوا فيون.

علماني متشدد

وسيسعى فالس بعد إعلان ترشيحه الى مواصلة تخفيف الجوانب المثيرة للانقسام في خطابه وتأمين تحالفات جديدة.

ويحاول رئيس الوزراء منذ سنوات فرض برنامج أكثر حداثة لليسار، لكن شخصيته السلطوية وخطابه المؤيد لأوساط الأعمال ودفاعه عن علمانية متشددة تثير انزعاج قسم من معسكره.

وقال النائب فيليب دوسيه وهو أحد داعمي فالس: "يجب أن يصمت مانويل فالس حول عدد من الأمور".

من جهته، قال السكرتير الأول للحزب الاشتراكي جان كريستوف كامبادليس "أنصحه بكل محبة، أن يعتمد موقفا جديدا جامعا (...) يجب أن يحافظ على ما هو عليه، لكن في الوقت نفسه تقديم أفق جديد".

أفق مسدود

وفي هذا الإطار، ومع وجود يسار مفكك بعد ولاية هولاند التي سجلت مستويات قياسية من هبوط شعبيته، تشير كل استطلاعات الرأي الى ان مرشح اليمين فرانسوا فيون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن سيصلان الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في مايو، وأنه سيتم استبعاد اليسار اعتبارا من الدورة الأولى، كما حصل عام 2002.

استقالة من الحكومة

وكعادتهما في يوم الاثنين، التقى هولاند وفالس على الغداء في القصر الرئاسي، وسيتركز النقاش هذه المرة على الرحيل المرجح لرئيس الوزراء الذي عين في هذا المنصب في نهاية مارس 2014.

وبالنسبة إلى أوساط مانويل فالس، فإن استقالته لم تعد موضع شك. وقال مصدر مقرب منه "بحسب معرفتي برئيس الوزراء، فهو لا يعتبر أنه حين تكون لديه مسؤوليات كبيرة جدا، لا يمكن جمعها مع وضع مرشح لانتخابات رئاسية".

وقال دومينيك دو فيلبان رئيس الوزراء الأسبق في عهد الرئيس اليميني جاك شيراك ان الرئيس "سيقوم على الأرجح بتعديل (تعيين بديل عن فالس المرشح)، لكي لا يحصل قصور في هذه الفترة، ولكي تبقى جاهزة وموحدة".

وبين الأسماء المطروحة لخلافة مانويل فالس وزراء الداخلية برنار كازنوف والدفاع جان إيف لودريان والزراعة ستيفان لوفول والصحة ماريسول توريان ووزيرة التعليم نجاة فالو- بلقاسم.

ورجحت مصادر وزارية أن يتولى كازنوف رئاسة الحكومة، معتبرة أنه ليس هناك "من بديل"، فيما تحدثت أخرى عن لودريان.

حقائق عن فالس

• ولد في إسبانيا من أم سويسرية وأب رسام إسباني من كتالونيا، وحصل على الجنسية الفرنسية في سن العشرين.

• كان يهوى كسر المحرمات في اليسار مثل اقتراحه تغيير اسم الحزب "الاشتراكي".

• عزز صورته كرجل القبضة الحديدية، بعدما تولى وزارة الداخلية، ما أكسبه شعبية احيانا لدى اليمين اكثر من اليسار.

• بسبب حيويته الزائدة وطموحاته الواسعة، قارنه الكثيرون بالرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي.

• عرف بطبعه المتسلط وقال مرة قبل تسلمه رئاسة الحكومة: "القائد يجب ان يعرف كيف يقود، لهذا انا القائد".

• لجوؤه إلى سلاح دستوري لفرض اصلاحات رغم معارضة البرلمان كلفه عداوات.

• كان أحد القلائل في معسكره الذين صوتوا لحظر الحجاب في الشارع.

• ينتقد بانتظام غطاء الرأس لدى المسلمات، ويصفه بأنه "أمر ديني طائفي شمولي".

• أيد منع رؤساء بلديات يمينيين من ارتداء البوركيني.

• أنجب أربعة اطفال من زواج اول، تزوج مرة ثانية في 2010 بعازفة الكمان آن غرافوان.