شن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مرة أخرى هجوما عبر «تويتر» ضد الصين، مهاجما السياستين النقدية والعسكرية.

وغرد ترامب قائلا: «هل سألتنا الصين إن كنا نوافق على خفض عملتها (وهو ما يعقد مهمة شركاتنا في مجال المنافسة) وعلى أن تقوم بفرض ضريبة مرتفعة جدا على موادنا المصدرة إليها (الولايات المتحدة لا تفرض ضرائب عليها) وعلى بنائها مجمعا عسكريا ضخما في بحر الصين الجنوبي؟ لا أظن ذلك!».

Ad

ولدى الصين 1.19 تريليون دولار من سندات الخزينة الأميركية، إلا أن هكذا خطاب قد يضر بالعلاقات ويعزز إمكانية وقوع حرب تجارية.

وبعد العاصفة الجديدة التي أثارتها تغريدات ترامب، يبدو أن العلاقات مع الصين ستشهد توترا، خصوصا أنها جاءت بينما كان مقربون من ترامب يحاولون التهدئة، إثر غضب عبرت عنه الصين في نهاية الأسبوع، جراء مكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي المنتخب ورئيسة تايوان تساي اينغ وين.

وأكد نائب الرئيس الاميركي المنتخب مايك بنس أمس الأول أن المحادثة الهاتفية بين ترامب ورئيسة تايوان لا تعدو كونها مجاملة بادرت إليها رئيسة تايوان لتهنئة ترامب. وعن سياسة الصين الواحدة، قال: «سنتعامل مع هذه السياسة بعد 20 يناير»، في اشارة الى اليوم الذي يتولى فيه ترامب مهامه.

ولم يسبق لأي رئيس أميركي أن تحدث إلى رئيس تايواني منذ قطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان الجزيرة المستقلة بحكم الأمر الواقع عام 1979.

وأوردت صحيفة واشنطن بوست، أمس الأول، نقلا عن مصادر مطلعة في التخطيط لهذه المكالمة الهاتفية، انه تم التخطيط لأسابيع لإجراء المكالمة بين ترامب ورئيسة تايوان، بهدف إرسال رسالة مفادها حدوث تغيير كبير في سياسات الولايات المتحدة تجاه الصين وتايوان.

كيري

وفي رد فعل على التوتر الصيني - الأميركي، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأول إنه سيكون من المفيد أن يسعى الفريق الانتقالي لترامب إلى الحصول على توصيات وزارة الخارجية، قبل الاتصال بزعماء أجانب.

وقال كيري، خلال جلسة رد على أسئلة في مؤتمر بحثي، «لم يجر الاتصال بنا قبل أي من هذه المحادثات. لم يُطلب منا تقديم نقاط النقاش».

وأضاف: «أعتقد أن هناك قيمة بشكل واضح في أن تكون لديك التوصيات على الأقل، ومسألة ما إذا اخترتم اتباعها من عدمه قضية مختلفة، لكن أعتقد ان من المفيد أن تسأل الناس الذين يديرون العمل والذين يعملون منذ فترة طويلة عن معلوماتهم في الموقف الحالي، وهل هناك مشكلة معينة في هذه اللحظة».

التعيينات

في سياق آخر، اكدت كيليان كونواي، مساعدة ترامب، أمس، أن الرئيس لديه «عدد كبير من الاجتماعات»، حيث يسعى لإنهاء التعيينات في إدارته المقبلة.

وينتظر العالم معرفة من سيختار ترامب لمنصب وزير الخارجية، لكشف توجه السياسة الخارجية الأميركية بعد أن يؤدي اليمين الرئاسية في 20 يناير المقبل. ولم يتضح حتى الآن إن كان ترامب ينوي تعيين مرشح يملك خبرة دبلوماسية لمنصب وزير الخارجية، بينما طرح اسم عدة مرشحين.

وبرزت في الأسابيع الاخيرة اسماء 5 مرشحين رئيسيين هم رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني، والمرشح السابق للرئاسة ميت رومني، والسفير الاميركي السابق لدى الامم المتحدة جون بولتون، والسيناتور الجمهوري بوب كروكر، والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ديفيد بترايوس.

وأعلن بترايوس أمس الأول أنه دفع ثمن الأخطاء التي ارتكبها قبل خمس سنوات، وهو مستعد اليوم لتولي وزارة الخارجية في إدارة ترامب.

وقالت كيليان كونواي للصحافيين، في ترامب تاور بنيويورك، «صحيح انه قام بتوسيع البحث»، مؤكدة أنه يجب على المرشح في نهاية المطاف أن يكون مستعدا «لتطبيق والالتزام بسياسة الرئيس المنتخب الخارجية القائمة على أميركا أولا».

وطرح اسم حاكم ولاية يوتاه السابق وسفير الولايات المتحدة في بكين جون هانتسمان، بينما تناقلت تقارير اخرى ان الرئيس التنفيذي لشركة إيكسون ريكس تيليرسون من المرشحين المحتملين.

وقالت متحدثة باسم الأميرال البحري المتقاعد جيمس ستافريديس إن ترامب سيلتقي الخميس مع ستافريديس، وهو قائد أعلى سابق لقوات حلف شمال الأطلسي، وعميد كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية في جامعة تافتس.

وقالت جولي هانسكوم، المتحدثة باسم ستافريديس، أمس الأول، في رد على تقارير، إن ترامب يفكر في ستافريديس كوزير خارجية محتمل «لم يحدث نقاش لشغل منصب في إدارة ترامب».

كارسون للإسكان

إلى ذلك، أعلن ترامب أمس اختياره منافسه الرئاسي السابق الجراح الشهير بن كارسون، لشغل منصب وزير الإسكان والتنمية الحضرية.

وقال ترامب، في بيان، «يتمتع بن كارسون بعقلية ذكية وشغف بتقوية المجتمعات والأسر الموجودة في هذه المجتمعات».