كشافات الإنارة الليلية، التي أضاءت ليل حي «أبو رفاعي»، الواقع جنوب مدينة الشيخ زويد، في شبه جزيرة سيناء، عملت بكامل طاقتها الأيام الماضية، لأول مرة منذ الهجوم الإرهابي الكبير، الذي شهدته المدينة، مطلع يوليو 2014، حيث عاد خلال الأيام الماضية سكان الحي بعد غياب عامين، تساقطت خلالها القذائف والأعيرة النارية على جدران البيوت، المملوكة غالبيتها لـ «عائلة أبو رفاعي»، إحدى عشائر «قبيلة الرياشات»، السيناوية.

سكان الحي، بدوا فرحين وهم ينفضون عن بيوتهم غبار المعارك، الدائرة بين قوات الجيش والشرطة المصرية، من ناحية، وعناصر تنظيم ما يعرف باسم «أنصار بيت المقدس»، الفرع المصري لتنظيم «داعش»، بعدما سمحت لهم الجهات الأمنية بالعودة ودخول الحي، محمَّلين بأمتعتهم، بينما رفرف العَلم المصري، في شرفات البيوت، على بعد خطوات من مقر «كمين أبو رفاعي»، الذي تعرض لهجوم شرس بسيارة مفخخة، في أبريل الماضي.

Ad

سكان أحياء «العكور» و«المعنية» و«الترابين»، بدأوا العودة إلى بيوتهم، بتنسيق مع الجهات الأمنية، خصوصا أنها أحياء تجاور الطريق الرابط بين ميدان الشيخ زويد الرئيسي المغلق، حتى قرية «الجورة»، فيما يسعى سكان أحياء أخرى، للتنسيق للعودة إلى بيوتهم في مناطق «أبوفرج» و«أبوالعراج» و«الخرافين» و«الشلاق»، حيث يطالب سكانها بالسماح بدخول شاحنات صهاريج نقل المياه، وإصلاح وصلات الكهرباء وتشغيل المدارس والوحدات الصحية، التي تضررت نتيجة سقوط قذائف، خلال الاشتباكات. وقال أحد السكان: «رغم أن أعداد العائدين إلى الأحياء ليست كبيرة، إلا أن الحالة خلقت أملاً لدى سكان بقية القرى المهجرين، في أن يعودوا إلى بيوتهم ومزارعهم مجددا، بعد استقرار الأوضاع الأمنية».

عبدالمنعم أبورفاعي، أحد شيوخ الحي، قال إن أكثر من 42 بيتا، مدمرا بشكل جزئي وبعضها مدمر تماما، وأضاف: «الأهالي يطالبون المحافظ بسرعة تذليل العقبات، وإعادة السماح لسكان الحي بإدخال مواد البناء، وفتح طريق «الشيخ زويد - الجورة»، المؤمن تماما، بدلا من الطرق الالتفافية غير السليمة».

أحمد عيطة، من سكان «الشيخ زويد»، رصد مبادرة وصفها بالرائعة، وقال: «أهالي عائلة «أبو حلو» قاموا للترحيب والاحتفال بجيرانهم أبناء حي أبورفاعي، بإعداد مأدبة غداء لجيرانهم العائدين، وتشاركوا في تنظيف المسجد الخاص بالحي، تماما من كل الركام والحطام وأقاموا صلاة الجمعة، سنظل هنا، وسنعمر أرضنا وبيوتنا ومسجدنا».