يعيد حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي الألماني الذي يلتئم الثلاثاء انتخاب المستشارة انغيلا ميركل بغالبية كبيرة على رأس المحافظين الألمان، ويطلق حملة انتخابات 2017 التشريعية في مواجهة تنامي الشعبوية.
ويشارك نحو ألف مندوب في مؤتمر الحزب الذي سينتخب ميركل بعد أسبوعين من إعلان ترشحها لولاية رابعة على رأس الحكومة خلال الانتخابات التي ستنظم على الأرجح في سبتمبر.وبعد 11 عاماً في الحكم، حطمت ميركل الرقم السياسي للبقاء في السلطة بين قادة الغرب، وباتت تستهدف تحطيم أرقام قياسية وطنية سجلها كونراد ادناور وهلموت كول اللذان توليا الحكم لمدة 14 و16 عاماً على التوالي.وميركل البالغة من العمر 62 عاماً هي المرشحة الوحيدة لرئاسة الاتحاد المسيحي الديموقراطي، وعليها أن تحدد في خطابها الثلاثاء الخطوط العريضة لبرنامجها لانتخابات 2017.وسيصوت المشاركون على انتخابها لولاية تاسعة على رأس الحزب بعد الظهر.وحصلت ميركل في 2014 لدى إعادة انتخابها على 96,7% من الأصوات، وهي أعلى نسبة تحصل عليها خلال 16 عاماً على رأس الحزب الذي يعتبر ركيزة الحياة السياسية لفترة ما بعد الحرب في ألمانيا.ومع إعلانها في نهاية نوفمبر رغبتها في تجديد ولايتها، اكتفت ميركل بالعموميات ووعدت بتجسيد الاستمرارية في مواجهة التقلبات العالمية، لكنها قدمت نفسها أيضاً بوصفها حصناً في مواجهة تنامي الشعبوية في ألمانيا والعالم وحارسة للقيم الديموقراطية، لا سيما بعد فوز دونالد ترامب في الولايات المتحدة.ومن بريكست إلى استقالة رئيس الحكومة الإيطالي ماتيو رينزي بعد فشل استفتاء على اصلاحات دستورية الأحد وتنامي شعبية زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبن... كلها عوامل عززت المخاوف في أوروبا.ولكن ميركل التي ترددت قبل إعلان ترشحها، حذّرت من أن الحملة الانتخابية ستكون الأصعب منذ إعادة توحيد ألمانيا في 1990.ومنذ سنة، تواجه ميركل انتقادات بعد وصول 900 ألف طالب لجوء في 2015 إلى ألمانيا، ما أثار اعتراضات في البلاد.ومع التزامها الحذر وسياسة شديدة العقلانية، واجهت ميركل صعود اليمين الشعبوي وموجة من كراهية الأجانب في بلد كان يعتقد أنه محصن ضد مثل هذه الظاهرة منذ سقوط هتلر.ويتغذى حزب «البديل لألمانيا» الذي يحظى بما بين 12 و13% من الأصوات، من مخاوف قسم من السكان لا سيما في ألمانيا الشرقية سابقاً الذين يشعرون بأنهم مهمشون اجتماعياً ويرفضون النخب.ولا يكف حزب «البديل لألمانيا» عن توجيه سهامه ضد المسلمين واللاجئين، وإزاء هذا الغضب، يعتزم الاتحاد المسيحي الديموقراطي تشديد اللهجة بشأن الهجرة، فيما يدعو بعض القادة المحافظين إلى التشدد في منح حق اللجوء واعتماد الحزم في ترحيل الأشخاص الذين لا تنطبق عليهم مواصفات اللجوء.ويتضمن برنامج المناقشات الثلاثاء والأربعاء منع ارتداء النقاب، وإن كان هذا الموضوع يبدو ظاهرة هامشية.وبعد تراجعه في استطلاعات الرأي نهاية السنة الماضية وبداية 2016 إثر أزمة الهجرة، تمكن الاتحاد المسيحي الديموقراطي من تحسين شعبيته التي ارتفعت كذلك بعد إعلان ميركل ترشحها إلى 37% مقابل 22% للحزب الديموقراطي الاجتماعي، وفق معهد «امنيد».ولكن ميركل تواجه انتقادات حادة داخل حزبها برزت خلال اللقاءات التحضيرية قبل المؤتمر.فقد انتقد البعض هيمنتها على الحزب، وقال أحد المنتسبين الجمعة في لينا في شرق البلاد «ما تفعلينه هو عبادة الشخصية». وانتقد آخرون سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين وقال لها أحدهم الأسبوع الماضي خلال اجتماع عام في كاريسروهي «استقيلي».
آخر الأخبار
ميركل تعد حزبها لمعركة انتخابات 2017
06-12-2016