الأسد يعزل الفصائل في القسم الجنوبي من «حلب الشرقية»

• النظام سيطر على 5 أحياء بينها «الشعار»
• موسكو «تبتز» إدارة أوباما في المرحلة الانتقالية

نشر في 07-12-2016
آخر تحديث 07-12-2016 | 00:04
مستفيدة من المرحلة الانتقالية في واشنطن، وحالة الارتباك التي تعيشها أوروبا، تمكنت قوات النظام السوري من تحقيق تقدم جديد في حلب، حيث باتت تحاصر الفصائل المعارضة في القسم الجنوبي من حلب الشرقية، وسط تفوق روسي على إدارة أوباما، التي ترفض اتخاذ أي قرارات حاسمة قبل رحيلها في 20 يناير المقبل.
سيطرت القوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد أمس، على خمسة أحياء جديدة في مدينة حلب بينها حي الشعار الاستراتيجي، ليصبح أكثر من ثلثي الأحياء الشرقية تحت سيطرتها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان :"تمكنت قوات النظام من السيطرة على أحياء الشعار، وضهرة عواد، وجورة عواد، وكرم البيك، وكرم الجبل، ليصبح أكثر من ثلثي الأحياء الشرقية تحت سيطرتها".

وتصبح الفصائل المعارضة في حال سيطرة قوات النظام على كامل حي الشعار "محصورة" في القسم الجنوبي من الأحياء الشرقية، وفق توقعات بأن تبدأ قوات النظام إثر ذلك "عملية قضم تدريجي" للأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل.

وغداة "الفيتو" المزدوج من قبل موسكو وبكين في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يدعو إلى هدنة لـ7 أيام في مدينة حلب السورية شمال البلاد، توعد نظام الرئيس بشار الأسد وروسيا بإبادة الفصائل المقاتلة التي لا تزال موجودة في أحياء حلب الشرقية، في حال أصر المقاتلون على رفض الخروج منها.

وأكدت الحكومة السورية الموالية للأسد "رفض أي محاولة من أي جهة كانت لوقف إطلاق النار شرق حلب ما لم تتضمن خروج جميع الإرهابيين منها". وأعربت في بيان أصدرته وزارة الخارجية ونشرته وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن "امتنانها" لروسيا والصين لاستخدامهما حق الفيتو.

في المقابل، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، الولايات المتحدة بالمماطلة في بحث مسألة خروج مقاتلي المعارضة.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن إيغلاند: "لقد فهمنا أن من المتعذر إجراء مناقشة جدية مع شركائنا الأميركيين"، متهماً واشنطن بإلغاء محادثات حول سورية بين خبراء روس وأميركيين كانت مقررة اليوم الأربعاء.

وخلال جلسة مجلس الأمن، أمس الأول، اتهمت واشنطن موسكو بمحاولة "كسب الوقت". وأكدت نائبة المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة ميشال سيسون عدم وجود "أي اختراق" في المحادثات بين الطرفين.

واتهمت موسكو بأنها "تريد الاحتفاظ بمكاسبها العسكرية"، مضيفة "لن نسمح لروسيا بخداع المجلس".

وفي وقت لاحق، نفى وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتهامات روسيا بالمماطلة، وسط حالة ارتباك كبيرة في واشنطن ناتجة عن الضغوط الروسية على إدارة الرئيس باراك أوباما، التي لا تريد اتخاذ أي قرارات حاسمة فيما تستعد للرحيل مع تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير المقبل.

ونفى وزير الخارجية الروسي أمس، اتهاماً لموسكو بأنها لا تريد عقد اتفاق إلا قبل تنصيب ترامب.

وقال مراقبون، إن موسكو تحاول ابتزاز واشنطن لخلق ضغوط على الإدارة الجديدة وربما أيضاً على الدول الغربية الأوروبية مثل فرنسا والمانيا، لعدم تصعيد الموقف ضدها لحظة سقوط حلب بالكامل في يد النظام.

ومن شأن خسارة حلب أن تشكل نكسة كبيرة وربما قاضية لمقاتلي المعارضة السورية منذ بدء النزاع، الذي تسبب خلال أكثر من خمس سنوات بمقتل أكثر من 300 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.

وقبل بدء الهجوم الأخير لقوات النظام منتصف الشهر الماضي، كانت الأمم المتحدة تقدر وجود ثمانية آلاف مقاتل في شرق حلب. وتحدث المرصد عن 15 ألفاً، بينهم نحو 900 مقاتل من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً).

ودفعت المعارك في حلب أكثر من خمسين ألف مدني، وفق المرصد السوري إلى الفرار لأحياء أخرى في المدينة، بعضها تحت سيطرة النظام وأخرى تحت سيطرة المقاتلين الاكراد. كما نزح الآلاف داخل الأحياء الشرقية.

وأحصى المرصد منذ بدء الهجوم مقتل 341 مدنياً بينهم 44 طفلاً جراء قصف قوات النظام على شرق حلب، في حين قتل 81 مواطناً بينهم 31 طفلاً جراء قذائف أطلقتها الفصائل على غرب حلب، وتسببت الاثنين بمقتل طبيبتين عسكريتين روسيتين كانتا تعملان داخل مشفى روسي ميداني، وفق ما أعلنت موسكو.

وتحتفظ الفصائل المقاتلة بسيطرتها على محافظة إدلب (شمال غرب) حيث أحصى المرصد مقتل 85 مدنياً بينهم 18 طفلاً منذ السبت الماضي، غالبيتهم جراء غارات روسية.

back to top