فاز الروائي الفلسطيني الشاب مازن معروف بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية عن مجموعته "نكات للمسلحين"، التي تفوقت على 190 مجموعة قصصية لروائيين من 15 دولة عربية، وحصل على جائزتها المالية 20 ألف دولار في الحفل الكبير، الذي أقيم برعاية وحضور وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، في قاعة مبنى العلوم والآداب الحرة بالجامعة الاميركية بالسالمية.واستهل الحفل بكلمة معبرة لراعي الحفل وداعم الجائزة الأول الشيخ ناصر صباح الاحمد، الذي أظهر تواضعا جما وحضورا طاغيا من فرط إنسانيته، عندما رفض الصعود على المنصة وطلب الجلوس قريبا من الجمهور الذي حضر الحفل من كل الأقطار العربية حتى لا يكون حاجزا بينه وبينهم. واردف: "اتمنى ان يكون للجائزة دور مؤثر وكبير في صنع الخيال الايجابي المبدع لاجيالنا في هذا الفن الروائي المكثف الذي يكتب بكلمات قليلة قصة كبيرة".ورحب بضيوف الملتقى من كتاب القصة من مختلف أقطار الوطن العربي ودول العالم، وممثلي الجوائز العربية ورجال الاعلام، متمنيا لهم طيب الاقامة في بلدهم الثاني الكويت، وألا يكون حضورهم اليها المرة الاخيرة.
تطوير القصة القصيرة
وقال مؤسس الجائزة الأديب الكويتي طالب الرفاعي إن "الملتقى يأتي تحقيقا لحلم راوده لتطوير فن وأدب القصة القصيرة التي تتميز بتركيزها الكبير وصعوبة ممارستها، لاسيما ثقل معنى كل كلمة تكتب كما في الشعر الذي يزن فيها الشاعر كل كلمة".وشدد الرفاعي على أن "جائزة الملتقى" تهدف إلى تشجيع الانخراط في هذا الفن الكتابي في أرجاء الوطن العربي والمحافظة عليه لأهميته، والثقافة بشكل عام في تطور الشعوب والحضارات.وأعرب عن تقديره لرعاية وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، ودعمه المباشر للفن والثقافة ونشرها، سواء عن طريق دار الآثار الإسلامية باعتبارها سفيرا للانسانية الكويتية في أرجاء العالم، أو دعم الملتقيات الثقافية والأدبية، ومنها ملتقى القصة القصيرة العربية في دورته الأولى.وحصل على مبلغ 5000 دولار الروائيون الخمسة الذين تأهلوا الى "القائمة القصيرة" وهم: المغربي أنيس الرافعي عن مجموعته القصصية "مصحة الدمى"، والسعودية خديجة النمر عن "الأفكار السابحة بين الأرض والسماء"، واليمني لطفي الصراري عن "الرجاء عدم القصف"، والمصري محمد رفيع عن "عسل النون".ترجمة القصص
وأعلن رئيس لجنة التحكيم الأديب والناقد المغربي أحمد المديني، خلال احتفالية الدورة الأولى لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، اسم الفائز الفلسطيني مازن معروف.وسيقوم معهد العالم العربي في باريس بنشر ترجمة المجموعة الفائزة سنويا إلى اللغة الفرنسية، إلى جانب قيام "جائزة الملتقى" بترجمة المجموعة إلى اللغة الإنكليزية، بالتعاون مع الناشر الأصلي للمجموعة.يذكر أن جائزة الملتقى انبثقت في العام الفائت بالشراكة بين الملتقى الثقافي الذي يديره الأديب طالب الرفاعي وبين الجامعة الأميركية بالكويت، وأنها تمثل الجائزة العربية الأولى المختصة بجنس القصة القصيرة العربية، وقد لاقى حضورها ترحيبا كبيرا وواسعا بين أوساط الكتّاب والناشرين العرب.وكانت جائزة الملتقى لمؤسسها ورئيسها الأديب طالب الرفاعي شكلت لجنة تحكيم من: أحمد المديني رئيسا، وعضوية عزت القمحاوي ود. فاديا الفقير ود. علي العنزي والقاصة سالمة صالح. وأعلنت اللجنة القائمة الطويلة للجائزة، والمكونة من عشرو مجاميع في بداية أكتوبر، والقائمة القصيرة في بداية نوفمبر الماضيين.إطار فانتازي
وصدرت المجموعة الفائزة بجائزة الملتقى "نِكات للمسلحين" لمازن معروف عن دار الكوكب رياض الريس للكتب والنشر ببيروت، وانتقل عبرها مؤلفها من الشعر إلى السرد فى 14 قصة قصيرة كتبها فى آيسلندا، وتدور أحداثها فى إطار فانتازي على تماس دائم مع الواقع.ونهل معروف في مجموعته الاحداث والمواقف من شخصيات التي التقاها وتعامل معها وصادقها كفلسطيني في بيروت، وأعاد ترتيب صورتها واهتماماتها الوجودية والإنسانية لتبرز كما لو أنها حبيسة مفارقة طويلة يمتزج فيها الألم بالنادرة.ومعروف أكاديمي كيميائي، يحمل درجة الماجستير في تخصص الكيمياء من الجامعة اللبنانية، وعمل في مجال تخصصه العلمي 9 سنوات قبل تفرغه التام للكتابة، وله العديد من الترجمات والمقالات النقدية.وأصدر قبل هذه المجموعة ثلاث مجموعات شعرية، منها "ملاك على حبل غسيل"، من إصدار دار رياض الريس، كما نقل إلى العربية مختارات شعرية لأكثر من 30 شاعرا آيسلنديين، وثلاث روايات من الأدب الآيسلندي هي: "الثعلب الأزرق"، و"حكاية الكوكب الأزرق"، و"حجر الأقزام"، وهي رواية للأطفال للآيسلندي آدالستين آوسبرغ.وقال معروف لـ"الجريدة"، عقب تسلمه الجائزة، "اشكر القائمين على جائزة الملتقى وأثمن جهد لجنة النحكيم على عملها الكبير وجهدها الملموس".رمزية كبيرة
واضاف ان وجود هذه الجائزة التي ابتدعها الاديب الكويتي الكبير طالب الرفاعي رمزية كبيرة ترد الاعتبار لأدب القصة القصيرة، معتبرا فوزه بالجائزة تعزيزا للمشهد الثقافي الفلسطيني، وتكريما للكاتب الفلسطيني، فأنا مولود في الشتات ولم أزر فلسطين إلا مؤخرا.وافتتح الحفل بكلمة للدكتور سليمان الشطي نائبا عن مجلس امناء الجائزة، تحدث فيها عن الجائزة واهمية وجودها في هذه الفترة، معتبرا ان فن كتابة القصة القصيرة ابداع يفوق الوصف، ووجه التحية لمحتضن الجائزة وراعيها وداعمها ماليا وادبيا الشيخ ناصر صباح الاحمد، ولثلاثة من المع نجومها في العالم.وامتدح الشطي جهد المحكمين وشكر مؤسس الجائزة طالب الرفاعي واعضاء مجلس الامناء، وهم: نزار حمزة رئيس الجامعة الأميركية بالكويت نائبا لرئيس الجائزة، وأمل البنعلي نائبة رئيس الجامعة الأميركية بالكويت مقرر الجائزة، والاعضاء د. سليمان الشطي والروائي إسماعيل فهد إسماعيل ود. سعود العنزي ود. ريموند فارين ومناف الهاجري وندى الفارس.وتوجه وزير الثقافة المغربي الاديب والشاعر محمد الاشعري، نيابة عن ضيوف الحفل، بالشكر إلى القائمين على الجائزة، وكرم الضيافة وحسن الوفادة.سفينة نوح
والقى مدير معهد العالم العربي في باريس السعودي معجب الزهراني كلمة داعب في بدايتها الحضور قائلا إن الثقافة في الوطن العربي هي "سفينة نوح"، متناولا واقع المجتمعات العربية الحالية "التي لا تشعرنا بالقلق فقط بل بالخوف الإيجابي".وشرح الزهراني معنى "الخوف الإيجابي" عندما تكون المجتمعات أمام تحديات واسعة شاسعة وصعبة، مبينا أن الوطن العربي بات يواجه تلك التحديات منذ نحو عقدين من الزمن.ورأى أن هذا الواقع "لا يثير فينا الفرح، لكنه لن يهزمنا، لاسيما مع ما نقرأه عن التاريخ العربي الإسلامي الذي قاد العالم لنحو خمسة قرون ودوره المباشر في بزوغ ما يطلق عليه العالم الحديث".وأشاد بدور الكويت في نشر الثقافة عموما، ودعمها معهد العالم العربي خصوصا، حيث لها دور وفضل أساسي في إثراء المتحف الذي يضمه المعهد، لافتا إلى أن الكويت ستحط ضيفة شرف في احتفالية المعهد بمرور 30 عاما على تأسيسه العام المقبل.