حلب... كفٌّ تواجه المخرز!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لقد بقي هذا النظام، حتى بعد الاستنجاد بفيالق الحرس الثوري الإيراني وبكل هذه الشراذم الطائفية، ولاحقاً بالاحتلال الروسي لسورية، لأكثر من أربعة أعوام، وهو يحاول تحقيق إنجاز حقيقي في هذه المدينة التي كان عدد المدافعين عنها لا يتجاوز بضعة آلاف، وبأسلحة فردية، وبالإيمان بعدالة قضيتهم، وبما يدافعون عنه، وهنا فإن المؤكد أنها لن تسقط أبداً ما دام القتال لا يزال متواصلاً في إدلب وحمص وحماة وفي ضواحي دمشق، مع أن البلاغات العسكرية الكاذبة كانت قد اعتبرت أن إنجازات هذا التحالف سوف تدرس في أهم "الأكاديميات" العسكرية.ما هو هذا الإنجاز العسكري الذي يتغنى به أصحابه ويعتبرونه تحولاً تاريخياً، ما دام على رأس الذين خاضوا حرب شرقي حلب جيش روسيا وشاركتهم في كل هذه الجرائم التي ارتكبت ضد عدد محدود من المقاتلين إيران؟ كل هذا إلى جانب باقي ما تبقى من جيش بشار الأسد وإلى جانب كل هذه الشراذم الطائفية التي تم "استيرادها" بدوافع تم إخراجها من كهوف التاريخ والتي من المفترض أنها لم تعد لها أي علاقة لا بالإسلام ولا بالمسلمين، بينما قطع القرن الحادي والعشرون نحو عقدين من الزمن من الألفية الثالثة.قد يحقق هذا التحالف الشيطاني المزيد من هذه "الانتصارات" التي ارتقت بها مبالغات المُفلسين إلى مستوى المعارك التاريخية والمطالبة بتدريس إنجازاتها في أرقى "الأكاديميات" العسكرية في العالم، لكن المعروف أن "الأمور بخواتيمها" وأن النصر دائماً وأبداً يكون إلى جانب الشعوب التي تبذل الأرواح من أجل قضية عادلة، ويقيناً فإنه لا توجد قضية أكثر عدالة من هذه القضية حيث انتفض شعب عظيم ملأ التاريخ القديم والجديد بالعطاءات الحضارية، من أجل كرامته ومن أجل حريته ومن أجل انتشال بلده من القهر والظلم وإخراجه من ظلام تواصل لأكثر من نصف قرن من السنوات الموجعة التي تحولت سورية خلالها إلى سجن كبير وإلى مقبرة واسعة.