واجه رئيس الحكومة الفرنسي المستقيل مانويل فالس، بعد ساعات من إعلان ترشحه إلى الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي المقررة في يناير المقبل، انطلاقة متعثرة.

ففي وقت حاول فالس طرح نفسه مرشحاً لـ «إعادة لم الشمل والوحدة»، كما قال أمس الأول في معقله في إيفري قرب باريس، نبش الإعلام الفرنسي عبارة له، نشرتها قبل أيام صحيفة «ليبراسيون» اليسارية دون أن ينتبه إليها أحد، وهو يقول، إنه لا يحترم الرئيس فرانسوا هولاند ولم يعد يطيق العمل معه.

Ad

ومن شأن ذلك أن يعقد مساعي فالس لجمع ما يكفي من الحزب «الاشتراكي» حوله، خصوصاً أن العديد من الشخصيات المناصرة لهولاند في الحزب سبق أن نبهت فالس من أنه لن يستفيد من أي «دعم تلقائي» من قبلهم.

ويحاول فالس (54 عاماً) منذ سنوات فرض برنامج أكثر حداثة لليسار، لكن شخصيته السلطوية ودفاعه عن علمانية متشددة تثير انزعاج قسم من معسكره.

ومواقفه تتجاوز النهج «الاشتراكي» التقليدي، بما في ذلك خطابه المؤيد للشركات، ما يثير مخاوف البعض.

هجوم يميني

أما في جبهة اليمين المتطرف، فقد انتقدت ماريون مارشال لوبن، النائبة عن حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف، ابنة شقيقة زعيمة الحزب مارين لوبن، استقالة فالس، قائلة، إن تنحيه عن مسؤولياته كرئيس للوزراء للترشح إلى الرئاسة، يظهر أنه «يضع طموحه الشخصي فوق مصالح البلاد».

وقالت الوزيرة السابقة ومرشحة اليمين في الدورة الأولى، التي فشلت في التأهل، نتالي كوشيوسكو موريزيه على حسابها على موقع «تويتر» ساخرة «فرنسوا هولاند انسحب. ومانويل فالس يترشح، واليسار في حملة. من يقود فرنسا؟».

عراقيل

وأظهر استطلاع للرأي نشرته مجلة «جورنال دو ديمانش»، قبل أيام أن فالس هو الشخصية المفضلة لكي يصبح مرشح الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل «الدورة الأولى» ومايو «الدورة الثانية» 2017.

لكن حتى في حال فوزه في الانتخابات التمهيدية، ستبقى الطريق أمامه مليئة بالعراقيل وسيجد نفسه عالقاً بين زعيم أقصى اليسار جان لوك ميلونشون، ووزير الاقتصاد السابق ايمانويل ماكرون الذي يميل أكثر إلى الوسط.

ورفض الاثنان المشاركة في الانتخابات التمهيدية لليسار أسوة بأحزاب يمين الوسط، التي اختارت فرانسوا فيون مرشحاً لها، ما يعني أن أنصار اليسار ويسار الوسط ستكون في أقصى تشتتها، في ظل موجة يمينية متشدة تجتاح العلم الغربي.

خطاب الترشح

وكان فالس قال في خطاب الترشح، أمس الأول، الذي ألقاه بحضور زوجته: «أنا مرشح لرئاسة الجمهورية، لأنني لا أريد أن تعيش فرنسا مجدداً صدمة عام 2002 مع مرشح من اليمين المتطرف في الجولة الثانية»، في إشارة الى خسارة المرشح «الاشتراكي» ليونيل جوسبان من الجولة الأولى، ووصول الزعيم المؤسس لحزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف آنذاك جان ماري لوبن الى الدورة الثانية.

وأضاف: «اليوم لدي مسؤولية إعادة لم الشمل، والانتخابات التهميدية وسيلة رائعة لاعادة الوحدة»، موجها نداء إلى «كل الفرنسيين الذين يرفضون اليمين المتطرف ويرفضون العودة إلى الوراء اجتماعياً كما يقترح اليمين»، إلى أن يشاركوا في عمليات الاقتراع هذه.

وأفاد استطلاع رأي نشرت نتائجه أمس أن مرشح يمين الوسط لانتخابات الرئاسة فرانسوا فيون سيهزم زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن في الجولة الثانية من انتخابات فرنسا الرئاسية بنسبة 65 في المئة من الأصوات.

وقال الاستطلاع إن أي مرشح من الحزب «الاشتراكي» لن يحقق أداء أفضل من المركز الخامس.

وطرحت الأسئلة بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي الاشتراكي فرانسوا هولاند أنه لن يكون مرشحاً وقبل أن يقول فالس إنه سيترشح.

في غضون ذلك، عين الرئيس الفرنسي وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف رئيساً للوزراء بعد استقالة فالس. وسيتولى كازنوف (53 عاما) رئاسة الحكومة الاشتراكية حتى انتخابات 2017، وهو الذي أشرف على التدابير التي اتخذتها قوات الأمن رداً على سلسلة من الاعتداءات الجهادية التي أودت بحياة اكثر من 230 شخصاً في فرنسا خلال السنتين الماضيتين.

في وقت لاحق، أعلن مكتب الرئيس الفرنسي أن البرلماني الاشتراكي الكبير برونو لورو سيحل محل كازنوف في منصب وزير الداخلية. ولم تجر تعديلات كبيرة أخرى على مجلس الوزراء.