الذكي والعبقري
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
أشعر بكم الألم الذي يعتصر طلابه ومحبيه هناك في مصر وهنا في الكويت، ولكن كما قالت العرب «سبق السيف العذل»، ولم يبق من تجربة عصفور الذي لا يسعفه الوقت ولا العمر للتكفير عنها سوى الاقتداء بها، فربما كان الدرس الذي قدمته تجربة عصفور الأخيرة تعادل كم المحاضرات التي ألقاها والدراسات التي قدمها. وأتمنى عليه ألا يخرج لنا مبرراً تجربته بأنها محاولة للإصلاح، وأنه كان ينوي بقبوله الوزارة إعادة الهرم المقلوب إلى حالته الطبيعية، أتمنى عليه فقط أن يثق بعقولنا وألا يكون كالمثال القادم الذي سنطرحه. هو ليس بقامة جابر عصفور، ولكنه صورة نمطية للإعلامي المنافق بامتياز، الذي انقلب على سيده قبل أن يصل الأخير إلى مقر إقامته. فجأة يتحول عمرو أديب من المنادين بالرئيس مبارك والثائر بوجه الثوار إلى المناضل المسكين الذي عاش الذل تحت حكم مبارك، ونادى قبل الآخرين بالثورة وتحدث بصفاقة جعلتني أتمنى أن يعود مبارك لأرى كيف بإمكانه أن يستبدل جلده مرة أخرى. عمرو أديب الذي صنع الكوارث بالإعلام اكتشف فجأة أنه ضحية، وأنه كان مناضلاً ضد الظلم، ولكن مشكلته تكمن في أنه اكتشف ذلك فجأة.طرده الناس من الميدان وهم يصرخون «امشي يا عمرو مش عاوزينك»، ومع ذلك عاد دون حياء ليقول لهم أنا من نادى في برنامجه بالثورة على مبارك، ولكنكم سمعتم صوتي ولم تنظروا إلى سريرتي.المثالان أعلاه، وبالرغم من تمايزهما العقلي والمعرفي، هما ما سنرى في القادم من الأيام. إنهما يمثلان الرجل الذكي الذي يريد نفسه أولاً ودائماً، ويبحث عن ذاته تحت وطأة الظرف الجديد.الفرق بين الذكي والعبقري هو أن العبقري من يريد أمته أولاً ولا يهمه أين يكون موقعه. العبقري هنا شاب اسمه وائل غنيم!