نحبه نكرهه نحن
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
لماذا ألوم الإنسان البسيط، الذي بدأ حياته الدراسية ببيت شعر يقول «أنت شمس والملوك كواكب» وأنهى حياته الجامعية على يد أستاذ حاصل على جائزة العقيد القذافي وله صورة مع القائد الضرورة صدام حسين، وكان في ضيافة جميع الرتب العسكرية التي حكمت هذا الإنسان البسيط منذ ولادته حتى كهولته. الشعراء الذين يلقون القصائد العصماء على ملايين من الجمهور يلهجون بحب القائد، المفكرون لا يفوتهم مؤتمر يقيمه القائد ويتشرفون بالسلام عليه ويستمعون لتوجيهاته وهو لا يعرف أول الكلام من آخره. حتى أن الدكتور عبدالرزاق عيد في مؤتمر الرواية في الكويت رفض إصدار بيان يطالب القائد الضرورة بإطلاق الأسرى والمرتهنين الكويتيين كي لا يخدش علاقته بالقائد. الفنانون الذين يتابع أخبارهم الإنسان البسيط وينام وهو ممسك بكنترول القنوات يتفرج على «إبداعهم» لا يعرف (زعيمهم) «هو مبارك عمل ايه عشان يتشتم»، ولا يتصور أحمد بدير أن يصبح الصباح دون أن يرى صورة الزعيم خلف مكتبه، وكأن صور الزعماء الذين سبقوه مازالت خلف مكتبه.وحين تهتز الأرض تحت الزعيم يتحول فجأة من ملهم للثورات وصانع للأمجاد وجالب للغيث والربيع إلى حارس جهنم وخازن النار وحامل مفتاح السجن الكبير الذي كان يسمى وطناً. فينقلب الجميع وأولهم حامل جائزته ورجل اسمه دريد لحام كان يلتقيه في كل زيارة مع زملائه الفنانين للاستماع لتوجيهاته السديدة حول ماهية «الفن الأخضر».لا ألوم الإنسان البسيط وهو صاحب عقل بشري يتم حشوه كل يوم بهذه الصور وهذه الكلمات والأشعار، ولكنني أقول له هذه المرة إذا ثرت فلتكن ثورتك ثورة رفض لكل هؤلاء المنافقين وأمثالهم، وأنت الآن تعرفهم جيداً. وإذا لم تفعل فتأكد أنك لن تصنع شيئاً. لتكن ثورتك على كتاب اللغة العربية ثم تفرغ لما يليه!