بوكر دون ضجة
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
يبدو أن القائمين على الجائزة قد تعلموا درسا قاسيا من التجربة السابقة فرأوا أن يتم كل شيء بصمت وكتمان، حتى يتم الإعلان النهائي عن الاسم الفائز. ولكن ذلك أيضا لم يكن في صالح الجائزة ولا في مصلحة الحاصلين عليها لأن الثراء في نقاش الجائزة كان يحقق لها جذوة من شهرة يحتاج إليها الكاتب أكثر من حاجة الجائزة لها.الملاحظ هنا هو اقتسام الجائزة التي اعتاد القائمون عليها منحها لكاتب منفرد، وكأن اللجنة رأت أن تضع اسم المرأة الروائية على استحياء حتى لا أقول على مضض. رجاء عالم وميرال طحاوي، على وجه الخصوص، كاتبتان لهما تجربة ثرية لا تقل عن تجربة الرجل، وكنت أتمنى أن تفوز احداهما بالجائزة وتحافظ الجائزة على طريقتها في منح الجائزة لأديب واحد كل عام لسبب بسيط هو أن الجائزة لا تحتمل هذه القسمة، خصوصا أننا في العالم العربي لا ننتج روايات كما تنتج بريطانيا التي تمنح الجائزة لفائز وحيد وبقاء الرواية الثانية في اللائحة القصيرة لا يضيرها كثيرا.هناك أكثر من نقطة ايجابية في هذه الدورة بالإضافة إلى منح الأديبة السعودية رجا العالم جائزة تتوج بها أعمالها وجهدها الإبداعي، وهي روائية خرجت من مجتمع ذكوري وأخلصت لعملها الإبداعي منذ بدايات الكتابة النسوية في السعودية لتشكل وزميلاتها أميمة الخميس وفوزية بوخالد وأخريات صوت له ملامح الأدب والحركة والنسوية في آن واحد. أما النقطة الايجابية فهي انسجام لجنة التحكيم التي جاءت هذه المرة منتقاة بشكل جيد وضمت الناقد سعيد يقطين والدكتورة منيرة الفاضل والشاعر أمجد ناصر والمستشرقة الايطالية ايزيبيلا دافيلتو استاذة الأدب العربي في جامعة روما، وهو ما يعني أن الجائزة تقوم بتقييم مسارها بشكل يستحق الثناء وربما سيستمر ذلك بشكل تصاعدي حتى لا تقع الجائزة تحت هيمنة التوزيع الجغرافي أو (الجندر) الاجتماعي وتضع الرواية هدفها الحقيقي.