يرحل رجل يكبر وطن
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
رحل النقيب قبل يومين من كتابة هذا المقال وتناولت الصحف والأقلام العربية وزملاء مهنة الدكتور خبر رحيله لتؤكد دون اخبار مباشر بأن الكويت البلد الصغير على الخليج أنجب رجالا لم يخدمهم مجتمعهم ولم يسوّق لهم بل على العكس منعت كتبهم وأطروحاتهم في أغلب الأحيان عن أهليهم وانتشرت بفعل المد المعرفي والتواصل الاجتماعي ككتب رصينة منهجية حققت أعلى شروط البحث العلمي دون أن تبحث عن قبول أهل الاختلاف معها ولكنها تقبلت اختلافهم. رحل المفكر النقيب في وقت نحن والعالم العربي بأمس الحاجة اليه في ظل هذه التقلبات الاجتماعية وهو الرجل الذي ناقش فقه تخلفنا في زمن العولمة ورصد أثر القبيلة على الحياة الديمقراطية. في ظل هذه التغيرات العارمة في الوطن نرى حاجتنا الى الدكتور النقيب موجها لطلبته ومريديه وهم يرصدون أثر الثورات العربية المتتالية وما صنعته العولمة التي أرهبتنا في بادئ الأمر لتفتح لنا كوة رائعة من الأمل وهي تجمع الشعب تحت صوت واحد «الشعب يريد...».رحل النقيب وما زالت أغلب كتبه تباع في بلد وتمنع في بلد وربما لولا العولمة والقرية الكونية لما استطاع صاحبي العربي حتى أن يتعرف على فكر النقيب السياسي ودراساته التي ساهم النشر الالكتروني بتوزيعها من قطب الكرة الأرضية الى قطبها الآخر.رحل المفكر ونحن نتلمس أول خيوط التغيير وهي تتشابك في أيدينا فلا نعرف كيف ننسجها أوطانا ديمقراطية ومدنية تكفل حق الفرد بغض النظر عن دينه أو عرقه أو مذهبه أو قبيلته. وعزاؤنا الوحيد أن الرجل شهد بدايات التغيير معنا حتى وان لم يتمكن من أن يقول فيه شيئا لنا.خلدون النقيب إحدى أوراقنا الخضراء التي سقطت لكنها لم تمت تماما. لك الرحمة وليس لنا النسيان.