مثقف السيد الرئيس
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
في لقاء مع دريد لحام على القناة السورية وفي ظل ما يسمى اليوم بربيع الثورات العربية يظهر لنا وجه آخر، وجه مغاير لفنان الشعب، يقول نقيض ما سمعناه ونحن نصفق بغباء لفنان ضيعة تشريننا وغربتنا وكأس أوطاننا وشقائق نعماننا. يختفي وجه الإنسان البسيط المعفر بالتراب والقلق وبضياع الحلم في جمهورية حقيقية يقودها الجماهير ولا تقودهم الى الهاوية والفقر والعوز والذل ليظهر لنا وجه الرجل الأنيق بربطة عنق وبشرة نضرة ليقول لنا ليس لديكم أفضل مما تمتلكون ويذكرنا بأن الذين تقمص أدوارهم في البحث عن لقمة شريفة ونظيفة ودواء غير مغشوش وخبز بلا مسامير ونشارة خشب هم مجموعة من المجرمين والقتلة والمأجورين الذين ينفذون أجندات خارجية وهي أجندات تختلف من ثورة الى أخرى حسب الوضع السياسي للسيد الرئيس.يتنازل دريد لحام عن تاريخه ويمد لنا لسانه فهو صديق خاص للقذافي كما هو صديق مخلص لسيده وكما هو عادل امام صديق مبارك الذي ربما كان يقصد بالزعيم/ المسرحية الرئيس القذافي وليس السيد حسني مبارك. ويقول لنا السيد دريد لحام نعم كنت أضحك عليكم وضحكت على روح شاعركم وكاتبكم الكبير محمد الماغوط فأجدت استخدامه لأخلق من نكساتكم ونكباتكم ما يضحككم، كان ذلك هو دوري في مسرحية أكبر مني ومنكم.دريد لحام وعادل امام ليسا وحدهما من ضحك علينا واستغل طيبتنا وبراءتنا وركب سذاجتنا ونحن لسنا أكثر ذكاء من الماغوط لكن مصيبتنا الحقيقية أننا ساهمنا معهما في استغلالنا فقائمة المثقفين والفنانين طويلة طويلة بعدد أيام حكم الرؤساء الذين يسألوننا بعد أربعين سنة من حكمنا: «من أنتم؟». فهل نحن حقا أبرياء اذا قلنا أننا أبرياء منكم ومن تاريخكم الفني الذي ساهم في جوعنا وفقرنا وغربتنا ولم ينجح الا في ذرف دموعنا ونحن نلعق جراحنا.