بيت القصيد
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
الذي جعلني أتذكر معرض الكتاب في الكويت لأن الإخوة في دمشق أخذوا يمتدحون تنظيم المعرض الكويتي واهتمام الجمهور واقباله على معرض منظم وزعت فيه الدور حسب دولها وصاحب ذلك جهد حقيقي في تذليل مهمة الباحث عن كتاب معين عبر توفير الفهرس الآلي. ولكن ذلك لم يمنع الأغلبية من توجيه النقد لمعرض الكتاب في الكويت، بالرغم من تفوقه على معرض عاصمة ثقافية عريقة تنظيميا وجماهيريا. ونحن أيضا نتفق مع النقد كونه الأداة التي نضمن من خلالها التطور وأن نتفوق باهتمامنا الثقافي على كثير من الدول بغض النظر عن عمر التجربة الثقافية أو كثافة الإنتاج الأدبي. الحالة الثانية، والتي أيضا أحسست فيها أننا مازلنا بخير في الكويت هي غياب الجمهور بشكل غريب عن معرض الفنان التشكيلي محمود طه، وهو أحد أهم الفنانين التشكيليين في العالم العربي وقدم تجربة جميلة في مزج الخط بالتشكيل الخزفي. في يوم افتتاح المعرض تغيب الفنانون الذين أقيم المعرض تحت رعايتهم. والزميل مجيد جمول الذي صاحبنا الى المعرض يحرض الزملاء عبر هواتفهم، لكن الحضور لم يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.الذي أعجبني ضمن مجموعة الفعاليات التي حضرتها كانت تجربة الشباب السوري في بيت القصيد، وبيت القصيد هو قبو في فندق يحضره مجموعة من الشباب الشعراء والجمهور المحب للشعر تلقى فيه القصائد المقررة ويتلقى الشاعر رد الجمهور على قصائده مباشرة دون تحفظ. يقاطع الجمهور بعض الشعراء ويضحك بصوت مرتفع ضد الآخر ويستمع باستمتاع للشاعر الجيد. ردود الفعل الجماهيرية تحول قاعة بيت القصيد الى ما يشبه المسرح الشعري المصغر، حيث لا يتردد الشاعر بفرض نفسه على الحضور أو الانسحاب اذا فشل في اقناع الجمهور بشاعريته، يقدم أمسيات بيت القصيد الشاعر والممثل لقمان ديركي وهو صاحب موهبة حقيقية في التقديم تفوق مواهبه المتعددة الأخرى. أول من يعلق على الشعراء هو لقمان وآخر من يسمعهم تعليقاته المشجعة أو المحبطة هو لقمان. الجميل في بيت القصيد أن الشعراء يتقبلون رأي جمهورهم برحابة صدر ويبادلونهم التعليقات ثم يعودون للجلوس بعضهم مع بعض بعيدا عن الشعر.الجميل في الشام أن الفعاليات تستمر في الصيف، ولا يكاد يمر يوم دون أن تحضر فعالية أو تلتقي مجموعة من المثقفين.