علوية صبح ولعبة البوكر

نشر في 06-12-2009
آخر تحديث 06-12-2009 | 00:00
 ناصر الظفيري في الأسبوع الماضي تحدثت عن جائزة بوكر العربية والفساد الثقافي الذي يبلغ أوجه أو ما يمكن تسميته «بيزنس» ثقافي آخر همه الابداع الروائي. تكلم الروائي ابراهيم عبدالمجيد وأكمل الصديق الروائي ابراهيم فرغلي بعض خبايا الفضيحة الجديدة لمجموعة جائزة بوكر العربية وأنا سأكتفي هنا بالاحالة للتصريحات المهمة للكاتبين ولن أضيف لما قالاه شيئاً لأننى سأكرس هذه المساحة لرواية علوية صبح «اسمه الغرام» والتى تقرر أن تفوز بالجائزة قبل أن تترشح لها مهما كانت وجهة نظر اللجنة التحكيمية. ولأن هدفنا هو الدفاع عن الرواية العربية والجهد الجبار الذي خاضه مبدعوها منذ بدايات نجيب محفوظ وتألق الطيب صالح ونبوغ سليم بركات فاننا لن نترك المجال ،كتابا ونقادا، مفتوحا لمجموعة تحوم حولها الشبهات كي تحدد لنا قناعاتنا وتفرض علينا أعمالا لأغراض بعيدة عن القيمة الابداعية.

منذ أن تردد اسم الرواية التى ستفوز بالجائزة والتى نفى جابر عصفور علاقته بها أو تزكيته لها وأنا أبحث عنها حتى وجدتها قبل يومين وأنهيتها في ليلة واحدة. أعتدت أن أحدد موقفي من الكتاب الذي أقرأه بعد قطع نصف المسافة وكان علي أن ألقي بالكتاب جانبا بعد أول خمسين صفحة من كتاب يفوق الثلاثمئة صفحة بكثير. أكملت القراءة لسببين:الأول ربما كان هناك في مكان ما من الرواية ما يجعلها تستحق الجائزة وتتفوق على نظيراتها، والثاني حتى لا أنتقد رواية لم أكملها.

تعتبر الرواية احدى روايات البورنو ، ولا أقول الاروتيكا للفارق الكبير بين المصطلحين، فعلى مدى المساحة الروائية الكبيرة ينتقل الحديث من شخصية الى أخرى تحكى كل واحدة علاقاتها الاباحية مع مجموعة من الرجال أو النساء. نهلا، نادين، سعاد، ميرنا، منى جميعها شخصيات لا يجمعها سوى جرأتها في الحديث عن تفاصيل الجسد الأنثوي وما يربط هذا الجسد بجسد الآخر. لم تترك الراوية ، أو المؤلفة اذا شئتم، أي حدث أو شخصية دون أن تربطه قسرا بايحاء اباحى وكأن الاخلاص لهذا البورنو يفوق الاخلاص للمتعة الروائية.

تسير الرواية تحت وطأة الهم الجنسي بوتيرة واحدة وبناء أفقي ممل ومتشابه فكل أجساد النساء، سواء تحدثت الراوية أو ترك الحديث لهن ، تخضع لوصف أحادي يستخدم لغة تصل الى مستوى هابط قد يثير القرف أحيانا.

وينوب هذا الصوت عن الرجل لتصف لنا الراوية حياة شقيقها الداعرة وعلاقاته مع مومسات وتتمكن بمقدرة عجيبة أن تدخل غرفهن وتعيش ممارستهن مع هذا الشقيق الذي صنع منه واقعه رجل البيت وسيده. وذلك خلل روائي لا يرتكبه مبتدئ في الرواية تضاف اليه هنات كثيرة هنا وهناك فالكثير من التفاصيل لا تخص الراوية وتحدث في غرف مغلقة فيختلط دورها في الرواية كراوية بضمير المتكلم ودور المؤلفة العارفة بكل الأمور. كذلك معرفة الشخصية المتخيله «نهلا» بشخصية متخيلة أخرى»دنيا» من رواية سابقة للمؤلفة و رفضها أن تتشابه نهايتهما. هذه المعرفة تثير كثير من الارتباك في الخطاب الروائي خصوصا حين يكون معتمدا البناء الأفقي أو المستوى الأوحد.

حين أقرأ عملا روائيا أقرأه دائما بالقلم لأضع خطا تحت جملة أصرخ معها «رائع». قرأت الرواية من الغلاف للغلاف ولم أضع خطا واحدا تحت كلمة واحدة. أما السبب فهو فقر اللغة وفقر التقنية الروائية. سأنقل هنا حرفيا بعض السرد الروائي للرواية التي ستفوز بجائزة بوكر العربية ونترجمها الى لغات العالم:

«كانت تطبخ لعبدالمجيد،زوجها، المأكولات التى يحبها باهتمام شديد، فيناولها بكل ما تقع عليع يده، ويرميها بأبشع النعوت ويهتّها بأنها ما عادت تصلح لشئ. فمنظرها مثل المجانين وطبيخها «سايط» أو محروق، وبلا طعمة، وبأنه سوف يتزوج عليها قريبا، وينتهي من عيشه المقرف معها.

فتسجد أمامه راكعة تقبل ركبتيه وتبتهل اليه باكية: سامحني يا عبد المجيد.معش عيدا والله العظيم، الله يخليك سامحني». ثم تغمزه وتعده «بنومة معها غير شكل». فيبصق عليها قائلا: ايه قومي. قومي انقلعي من قدامي يا أم ريحة مخمجة ان شاالله مفكري بعد الي نفس عليك. ص 100.

back to top