الجائزة الجائرة
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
قبل أن أبدأ بالتعليق على هذه النتائج أقول إن فوز أي روائي عربي بالجائزة هو فوز للرواية ودعم لقدرتها الهائلة في الوصول الى القارئ، ولا علاقة للمسألة القطرية في نقاش النتائج، ونحن نبارك مسبقا للفائز. الجائزة تحمل اسم بوكر ماكونيل قبل أن تختصر الى بوكر، ولا أعتقد أن الأدب العربي توقف عند ابتكار جائزة تحمل اسم رجل من رجالات الوطن العربي الكبير. باختصار كان يمكن أن تكون لدينا جائزة باسم عربي دون هذا التقليد الأعمى وغير المبرر، وهو تقليد تشوبه شوائب عديدة يمكننا أن نتطرق إليها في مقال قادم، ابتداء من المديرة التنفيذية للجائزة، مرورا بالجانب الانجلوفوني، وانتهاء بآلية عمل الجائزة، التي استقال بسببها الناشر رياض الريس بعد منح الجائزة لرواية عزازيل ليوسف زيدان. أضف إلى ذلك أننا نمتلك تجربة أكثر من ناجحة في هذا المجال وهي جائزة العويس. أعود إلى المقارنة بين البوكر الأجنبية والعربية، ففي الأولى تتشكل لجنة اختيار الحكام من مؤلف وناشريْن ووكيل أدبي وبائع كتب وموظف مكتبة ورئيس لجنة تختاره المؤسسة، تقوم هذه اللجنة باختيار لجنة التحكيم، وفي الغالب هم من النقاد والأكاديميين والكتاب. في المقابل تقوم البوكر العربية بذات الشيء، ولكن الرواية المرشحة للجائزة يتم ترشيحها من قبل دار النشر اعتمادا على ثقافة صاحب دار النشر الذي ربما يكون ذا اهتمامات ليست الرواية كفن من بينها.الجميل في النسخة الأجنبية أن مجموعة من الأسماء الفائزة فازت بعد تلك الجائزة بجائزة نوبل للآداب مثل «في. س. نيبول» الذي فاز بالجائزة عام 1971 ونوبل عام 2001، ونادين غورديمير التي فازت بالجائزة عام 1974 ونوبل عام 1991، وهذا يعني أن الترشيح يحمل رؤية نقدية ثاقبة ومبشرة للعمل، وهي رؤية أتمنى أن نحقق جزءا يسيرا منها.هناك دائما حل وحيد للابتعاد عن حساسية العرب والجوائز، يكمن هذا الحل في ترشيح روائي كبير من كل بلد عربي، وتقديم الأعمال الروائية اليهم بعد نزع الأغلفة التي تدل على المؤلف ودار النشر، كما يحدث في تصحيح أوراق الطلبة في الامتحانات، فحين تنعدم الثقة بالمعلّم هل سنجدها في المحكّم.