ثقافة كرة ام كراهية
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
الدلالات التي تركتها مباراة كرة القدم أكبر من حجم المباراة، يبدو أن المُثل التي نتشدق بها عن وحدة الدم والعروبة والدين والتاريخ المشترك ليست سوى مُثل خيالية ليس لها على الأرض ركائز، ولو من قش تستند إليها. هي أحاديث كتب ووصايا بالقلم الرصاص تستطيع القضاء عليها بمباراة في كرة القدم، هذه الأواصر التي تمتد الى جذور التاريخ يمكن اقتلاعها بضربة كرة قدم واحدة بين ثلاثة قوائم وينتهى كل شيء. ومحاولة اعادة بناء هذه القواعد ليست كمحاولة هدمها.السبب الحقيقي لمحاولة البحث في أسباب تداعيات هذه المباراة «التاريخية» هو الدور الاعلامي السلبي الذي دخل مباراة فاجرة وتدخل بأعضاء ليست الرياضة من اهتماماتهم الى تأجيج مشاعر الكراهية بين الشعب العربي كله لا المصري والجزائري فقط. الإعلام السلبي الذي لا يعي دوره وخطورة المهمة الملقاة على عاتقه إما جهلا أو كردة فعل، كان بالإمكان السيطرة عليها، هو من قادنا الى هذا الغي. الإعلام السلبي صنع لنا من ثقافة الكرة المفقودة ثقافة كراهية لم نكن في حاجة اليها في هذا الوقت بالذات، والإعلام أيضا هو من فتح الردود لكل من هب ودب ليأخذ ثاراته الصغيرة من هنا وهناك. على الذين دخلوا أجواء المباراة عن طريق الخطأ أن يخرجوا من المكان الصحيح، وأن يلملموا الجراح التي فتحوها، وأن يتساموا قليلا ويدركوا ما فعلوا ويحاولوا ترميم ما هدموا لترتاح ضمائرهم وضمائر الذين لا داحس لهم ولا غبراء في هذه المعركة.فاصلة أخيرةوصلتني رسالة جميلة ورقيقة من الشاعر أحمد الشهاوي يعتب بها على مقال سابق، الرسالة تدل على رقي الرجل ونبل تعامله مع ما يكتب عنه، لك تحية أجمل أيها الرجل الجميل.