يا من لستم على حب!
![مسفر الدوسري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1507745577082709700/1507745592000/1280x960.jpg)
الشتاء بالنسبة لهؤلاء حاضنة حب، يهدي الحنين للحب الطاعن في السن، وحقيبة ألعاب طفلة ليختار منها ما تناسبه. أما الحب الذي يلد في الشتاء، فهو الأكثر حظاً، حيث يجد الرعاية الأكثر عطاء له والأبقى في التفاصيل الصغيرة، والأسرار الدافئة التي تعلّق في غرف القلب بخيوط من السهر، ومناديل اللحظات المشتركة التي يفترش فيها عاشقان غفلة من العمر!يا من لستم على حب، اتقوا الشتاء ما استطعتم ذلك سبيلا، لن تقيكم المظلات، ولا ما اتخذتم من جمر وليّا لرجفة ظلالكم، ولا ما تدثرتم به من أردية يثقل كواهلكم حملها، ولا علب الفيتامينات التي ازدحمت بها الطاولة الجانبية لسرير النوم، ولا الاستلقاء أمام مدفأة مستمعين لموسيقى أو ممسكين بكتاب، ولا الاحتماء بخيمة تتقدمها بقعة حمراء كبيرة ذات لهب ينير معظم زواياها. كل ذلك لن يوقف نزيف أنف الفراغ الشاغر في قلوبكم، لن يردم هوّة البرد فيها، شيطان الوحشة، سيظل حارساً شرساً عليها من شر الدفء، يحرمها من أن تغزل مع آخر لحظة، مع علمه أن شجرة الدفء لن تثمر ما لم يأنس تحت غطائها آخر غيرك، إن الدفء الذي يولد من خلية واحدة، بذرة أنانية، ونبت شيطاني يتكاثر في حقل القلب إلى أن يأتي على كل أخضر فيه إن لم يتم اجتثاثه.يا من لستم على حب، لا يأخذكم الإثم بالجمال، واتقوا الشتاء بتجنب هداياه المفخخة التي يخبئها في الابتسامات المجانية على الوجوه بلا سبب، تجنبوا كل ما في الشتاء من جمال، واحذروا الحماس كثيراً مع مباهجه، حتى لا يعاقبكم بسعال الوحدة من شدة البرد.بالنسبة لي شخصيا ابتكرت حلا منذ زمن لتجاوز نزلات البرد تلك، بالفرجة "اللصيقة" على قصص أصدقائي العاشقين، والوقوف على تفاصيلها، لأرويها لهم صيفا كلما احتاجوا!