أعترف أن الكتابة للناس وهم في المطار أو داخل الطائرة مغامرة كبيرة، لأن مجرد الشعور بأن موعد الإقلاع لأي جهة كفيل بإنقاص هموم المسافر ورفع معنوياته حتى تحسين صحته، وما زلت أذكر قول الدكتور أحمد البغدادي، رحمه الله، عن شعوره الخاص عند السفر: "بس تعمل الطيارة تيك أوف يروح الصداع ويزول الألم".بصراحة ذلك القول صحيح من خلال التجربة، فمثلا لا أذكر أني أتناول حبة الباندول أو شعرت بالدوار منتصف النهار خلال السفر، كما أذكر عدم حرصي على متابعة الأخبار وقراءة المقالات لأنها عوامل جذب قوية نحو الواقع الذي خرجنا منه لبعض الوقت لا حاجة لها؛ لأننا لن نغير شيئا لو كنا هناك، ولأنها عملية شد مرهقة وفاشلة لن تزحزحنا قبل موعد رحلة العودة، وبهذه المناسبة أشكر كل من يقرأ لي وهو خارج الكويت في رحلة استجمام أو علاج، فإني أدعو لهم بالنسيان السريع، أما من كانوا خارج الكويت للعمل أو الدراسة فأرجو أن يدعو لي بالثبات أو الانتقال صوبهم.
المهم، اليوم الخميس إجازة وبعض الناس غادروا الكويت من الأمس، أو ربما توجهوا للبر والحكومة الجديدة لم تعلن حتى ساعة كتابة هذه الأسطر، البعض وهم ثلاثة أصناف رئيسة (واهم، طبال، رايق) يعدون أنفسهم وبقية خلق الله بأن نمط التفكير التقليدي سيأتي لهم بشيء غير تقليدي، وهذا وضع طبيعي عندما يستبعد العقل من النقاش ويضرب التاريخ بالمصلحة الشخصية المباشرة.ختاما، أقولها لكم من الآن "هارد لك"، استمتعوا بعطلتكم الصغيرة قدر الإمكان، تدثروا جيدا من برد "المربعانية"، ضعوا نصف ملعقة دارسين داخل "مطارة" الحليب الساخن، فهذا الخليط العجيب "يحلي اللي ما يحلى"، تسامروا في كل شيء وغردوا بكل الاتجاهات، وعندما تنتهون أحضروا "جناسيكم" وتمعنوا في كم الأختام الملونة التي صبغتها، ثم نقبوا في الفواصل الزمنية بين الختم والختم لتعرفوا فوائد الدارسين مع الحليب في النسيان والتناسي وأشياء أخرى.
مقالات
الأغلبية الصامتة: فوائد الدارسين
08-12-2016