أثارت زيارة مفتي سورية أحمد بدر الدين حسون إلى لبنان جملة من الحساسيات، نظراً لتبعيته للنظام السوري، ودفاعه المستميت عن رئيسه بشار الأسد. ووجدت شريحة وازنة من اللبنانيين في زيارة حسون انتقاصاً من العهد وانطلاقته، كما طرحت تساؤلات عديدة، لاسيما حول تحييد لبنان، وما تردد عن أنّه دعا رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون لزيارة دمشق.

وأتت زيارة حسون في وقت تشهد مدينة حلب مجازر ممنهجة من قبل النظام السوري وحلفائه، وهو ما رأى فيه المفتي السوري «صباحاً حلواً»، إذ بدأ كلامه بعد زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون أمس بـ«صباح حلب الحلو».

Ad

وشدد مفتي سورية على أن «عون انتخب من الشعب قبل القيادات، وهو رجل وطني. وأضاف «لم ولن نخاصم أحداً لا في لبنان ولا في أي مكان آخر».

وقال: «ندعو كل من خاصمنا في لبنان أو غيره إلى المسامحة والمصافحة، فحالة العالم اليوم تدعونا إلى أن نستيقظ قوات روحية وسياسية»، وطالب بـ»إعادة النور والضياء للبنان والعزة إلى سورية».

واستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر أمس في الصرح البطريركي في بكركي، المفتي حسون يرافقه السفير السوري علي عبدالكريم.

وفي تصريحات استفزازية، قال حسون بعد اللقاء: «في هذا اليوم المبارك، اعتبر هذا اليوم يوم البشارة الحقيقية لسورية التي تزغرد الآن لحلب التي لم تهدم كما أرادوها أن تهدم، إنما ينسحب منها الإرهابيون».

وختم: «نناشدكم أن تتقاربوا وتتناصحوا وتتصالحوا وتتصارحوا وتسامحوا، فلبنان وسورية بحاجة للبناء والعمل، ونحن بالنسبة الينا ندعو لكم بكل التوفيق، هذا أملنا الكبير في سورية ولبنان بقيادة فخامة الرئيس عون وفخامة الرئيس الأسد، وكذلك بقيادتنا الروحية التي نرجو لها أن تكون دائما بوصلة التوجيه للشعب في أن يحب بعضه بعضا وأن يتآخى أمام هذا الزحف المتطرف الخطير الذي لا يمثل إسلاما ولا دينا».

جعجع

إلى ذلك، أكَّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمس، أنَّ «الحياة عادت إلى الجمهورية بعد فراغٍ دام أكثر من سنتين ونصف السنة، ونحن في بداية مسارٍ طويل»، معرباً عن «تفاؤله وتمنياته بتشكيلِ الحكومة قبل الأعياد»، آملاً أن «تأخذ الأمور مسارها الطبيعي، وإزالة العقبات في أقرب وقتٍ ممكن».

وأشار جعجع إثر زيارته للمرة الأولى قصر بعبدا بعد انتخاب عون رئيساً إلى أنَّ «الكلام في تشكيل الحكومة لايزال عند حكومة 24 وزيرا، وليس هناك من تغيير في التركيبة»، معتبراً أنَّ «هذا العهد هو بي وام الصبي، ونحن أكثر من قدَّم التضحيات، والموضوع لا ينحصر هنا، لأن الجميع يعلم أنَّ المشكلة سياسية»، لافتاً إلى أنَّ «رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يقوم باتصالاته، ولا يمكن لأحدٍ فرض شروطه في اختيار الحقائب».

وشدَّد جعجع على أنَّ «تفاهمنا مع التيار الوطني الحر تفاهم بخطة وطنية في القضية كلها، ورأينا اليوم كيف تمدد تفاهمنا ووصل إلى تيار المستقبل»، متمنياً أن «يصل هذا التفاهم إلى عين التينة ويكمل إلى الضاحية، لأنه لا يوجد فيتو في وجه أي شخص».

وأكَّد أنَّ «عون والحريري هما من يشكلان الحكومة، وفي الحياة السياسية هناك معارضة وموالاة، وبالتالي عون والحريري يشكلان الحكومة ويضعانها في مجلس النواب، وعندها يتخذ كل فريق الموقف المناسب».

المحركات الحكومية عاودت عملها، بعدما بدأت كل القوى تشعر بخطر استمرار المراوحة، لكن هذا لا يعني أن الحكومة المنتظرة ستشكل «غدا»، فالتفاصيل المعقدة يلزمها بعض الوقت، ولاسيما أن كل تفصيل يرتبط بتوازنات المرحلة المقبلة، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في مؤتمره الصحافي أمس الأول، عندما أكد أن النقاش الدائر يتخطى الحقائب الوزارية إلى إرساء واقع سياسي جديد يرتكز على التوازن الوطني الحقيقي والميثاقية.

بري

في السياق، نقل النواب المشاركون في لقاء «الأربعاء النيابي» أمس عن رئيس مجلس النواب نبيه برّي قوله، إن «الاتصالات متواصلة في موضوع تأليف الحكومة، وهي تجري بوتيرة ناشطة»، آملاً أن «تصل إلى النتائج الإيجابية المرجوّة لتتألّف الحكومة في أسرع وقت ممكن».

وجدد بري التأكيد على «أهمية العمل الجاري من أجل إقرار قانون جديد للانتخابات، ودفن قانون الستين الحالي إلى غير رجعة»، داعياً إلى «تضافر الجهود في هذا المجال».

المطارنة الموارنة

في موازاة ذلك، أعرب المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهري أمس عن «تفاؤلهم بمستقبل زاهر للبنان، بعد الزخم الميثاقي والشعبي الذي انطلق به العهد الرئاسي الجديد والتأييد الدولي له، خصوصا أن رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة، ورمز وحدة الوطن. لكن يقلقهم تعثر تشكيل الحكومة بسبب التجاذبات السياسية بين الأطراف، والتشبث بالمواقف والمطالب من مختلف الجهات، الأمر الذي يأتي على حساب المصلحة الوطنية العليا وخير اللبنانيين، ويعطل ممارسة مهام السلطة الإجرائية فيما الاستحقاقات كثيرة وملحة، ولابد من الإسراع بتشكيل حكومة جامعة وقادرة، من شأنها أن تستكمل المصالحة الوطنية الشاملة، وتعزز الثقة بين مكونات الوطن، وتعمل جدياً على إطلاق عجلة الاقتصاد وتشجيع الاستثمارات، وتحقيق شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز العدالة الاجتماعية».

الجيش يوقف منفذي «هجوم بقاعصفرين»

تمكنت قوة من مديرية المخابرات ووحدات الجيش، فجر أمس، وبنتيجة البحث والتقصي ومتابعة حادث الاعتداء على حاجز الجيش في محلة بقاعصفرين – الضنية بتاريخ 4 /12 /2016، الذي أدى إلى مقتل أحد العسكريين وإصابة آخر بجروح، من توقيف جميع منفذي الاعتداء بعد تنفيذها عمليات دهم واسعة وهم: (أ.و)، (أ.ن)، (ز.ش)، (ب.ش)، كما ضبطت في الأحراج المجاورة الأسلحة الحربية المستعملة في الاعتداء المذكور.