أثارت التصريحات التي أدلى بها نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني أحمد الجيوشي، الأسبوع الماضي، بخصوص ترحيب الوزارة بفكرة إنشاء مدرسة ثانوية متخصصة في "فن الحلاقة والكوافير" حالة من الانقسام في الرأي، بين مؤيد للفكرة ومعارض لها، حيث اعتبر خبراء تعليميون أنها خطوة جيدة تفتح مجالاً جديداً في سوق العمل، بينما تهكم آخرون معتبرين أن الوزارة "سنصبح وزارة القص واللصق".

حالة الجدل بدأت عقب تصريحات الجيوشي، التي أطلقها بعد انتهاء الحوار المجتمعي، الذي عقدته الوزارة لبحث تطوير التعليم العام والفني، وقال فيها إن وزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني رحب بالفكرة، قائلاً: "إننا بصدد بحث إمكانيات إدخال مادة (الحلاقة والكوافير والتجميل) ضمن مناهج التعليم الثانوي الفني، ومن المقرر أن ينعقد اجتماع بشأن وضع الخطوط العريضة لإقامة مدرسة ثانوية فنية متخصصة في هذا الإطار".

Ad

وفي أول رد فعل لوزارة التربية والتعليم على حالة الجدل، التي سادت عقب تداول التصريح الوزاري، نفى المستشار الإعلامي للوزارة بشير حسن، اتخاذ الوزارة لهذا القرار، وقال لـ"الجريدة" إنه مجرد اقتراح تقدم به نائب الوزير (الجيوشي) أثناء مشاركته في الحوار المجتمعي الذي أجرته الوزارة لبحث آليات النهوض بالتعليم العام والفني، مؤكداً: "لا تأكيد من جانب الوزارة على تنفيذ هذا المقترح".

إلى ذلك، رحَّب بالفكرة خبير المناهج والمواد التعليمية سالم الرفاعي، وقال لـ"الجريدة": "تطبيق هذه الفكرة أمر جيد ومُفيد لسوق العمل، خصوصاً أن التخصص مطلوب في أي مهنة، مثلما الحال في الدول المتقدمة، التي لا يمكن أن يزاول فيها شخص أي مهنة من دون شهادة متخصصة".

وعلى النقيض، انتقد الفكرة أعضاء لجنة التعليم في البرلمان، ومنهم فايز بركات، الذي قال: "لم نصل بعد إلى مرحلة الرفاهية التي تجعلنا نبحث عن التخصصات الغائبة في مجال التعليم الفني من نوعية الحلاقة والكوافير".

من منظور مغاير، تحدثت لـ"الجريدة" رئيسة النقابة العامة لمدربي التنمية البشرية فيروز أبوعمر، معتبرة أن "السبب الرئيسي لتراجع مستوى التعليم الفني هو النظرة المجتمعية الدونية لهذا التعليم، وأن الطالب الفاشل فقط من يلتحق بالمدارس الفنية الصناعية، مطالبة بضرورة رفع درجة القبول في المدارس الفنية، والاهتمام بتدريس الحرف المختلفة لتعزيز فكرة المجتمع المُنتج.