قدم الناقد والباحث المغربي أ.د. سعيد يقطين، مجموعة تساؤلات مهمة تعنى بالسرد الحديث كانت بمنزلة إجابات عن نقاط مهمة في المحاضرة القيمة، التي ألقاها تحت عنوان "الخطاب الروائي العربي والسرديات الحديثة"، والتي أقامها مختبر السرديات الكويتي بمسرح مكتبة البابطين المركزية.واستهلت الندوة بكلمة للكاتبة هديل الحساوي، استعرضت فيها ما قام به مختبر السرديات الكويتي من أنشطة منذ عام على تأسيسه.
من جانبه، امتدح مدير الندوة الناقد فهد الهندال، مهنية الضيف سعيد يقطين في البحث بمجال واقع السرديات في العالم العربي.
الكويت بلد التنوير
وبدوره، أشاد يقطين بدور دولة الكويت في التنوير، قائلا: "للثقافة فضائل تليق بالكويت، إحدى منارات الفكر والأدب في الوطن العربي".وعبّر عن سعادته لوجوده مع كوكبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين، للحديث عن السرديات، لأنها قضية مازالت تبحث عن تعريف أكثر دقة بها.وذكر أن السرد كمفهوم جديد لم يتبلور بعد بالشكل الملائم، ولم يتم الشروع في استعماله إلا مؤخراً.وأضاف: "السردية العربية شهدت تحولاً مهماً منذ بداية الثمانينيات، مما ساهم في تطور المصطلح السردي، حيث اتسعت جغرافيته لتشمل جميع الأخبار والتراجم والروايات والقصص، وغيرها من الأجناس الأدبية ومختلف الخطابات، وأصبح ينظر لها من منظور البرهان، أي من حيث العرض المقنع لشيء حدث او يُزعم انه حدث".وبيّن يقطين أن قضية تناول السرد من القضايا والظواهر التي بدأت تستأثر باهتمام الباحثين والدارسين العرب، ويرى أن العرب مارسوا السرد والحكي، شأنهم في ذلك شأن الأمم الأخرى، في أي مكان، بأشكال وصور متعددة.بين الهزيمة والثورة
وشدد على أن الأحداث الكبيرة هي التي تصنع المواقف الكبيرة، كما أن الآلام العظيمة هي التي تصنع الأمم العظيمة، لذلك من دون شك تأثر فن السرد بحدثين مهمين في العالم العربي، الأول "هزيمة 1967"، التي كانت وجع الأمة كلها، والثاني "الربيع العربي"، الذي اختلف حوله الكثيرون، ليصبح السرد الجزء الأساس في الخطاب الذي يعرض فيه المتكلم الأحداث القابلة للبرهنة والمثيرة للجدل، وبناء على ذلك ليست القصة حكاية تحكى فقط، بل خطوة برهانية.وشدد على أن السرد موجود حيثما وجدت الحياة، لكن الوعي به حتى في الغرب لم يتحقق إلا مع تطور تحليل الخطاب السردي، وظهور علمين يهتمان به منذ الستينيات من القرن العشرين، هما السرديات والسيميائيات الحكائية.