واصلت قوات النظام السوري مدعومة بمجموعات مسلحة موالية لها، أمس، تقدمها نحو الاحياء الاخيرة التي لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة شرق حلب، في محاولة لتحقيق "تحول في مجرى الحرب"، حسبما وصف الرئيس السوري بشار الاسد.ومن شأن استكمال النظام المدعوم من روسيا وإيران سيطرته على ثاني المدن السورية أن يشكل نكسة كبيرة للمعارضة المدعومة من الغرب ومن دول عربية عدة. وسيشكل ذلك أكبر إنجاز عسكري للنظام استراتيجيا ورمزيا منذ بدء النزاع في 2011.
في موازاة استمرار العمليات العسكرية الكثيفة والتقدم السريع لقوات النظام على الارض، يبقى الافق الدبلوماسي مسدودا، إذ لم ينجح وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف خلال اللقاءات التي جرت بينهما في ألمانيا أمس الأول وأمس في التوصل الى اتفاق على وقف لاطلاق النار في حلب حيث يعيش المدنيون المتبقون في الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة تحت وابل من القصف من دون كل مقومات الحياة.
80 في المئة
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بأن المعارك تتركز اليوم في احياء صلاح الدين وبستان القصر، وأن مقاتلي المعارضة يردون بقصف الاحياء الغربية بالقذائف.وباتت قوات النظام تسيطر على ثمانين في المئة من الاحياء التي كانت تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين.ونددت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" غير الحكومية المدافعة عن الاطفال بتحول "عشرات آلاف الاطفال" في حلب الى "أهداف سهلة". كما توقفت مديرة المنظمة سونيا خوش في بيان عند وضع النازحين من حلب و"اشخاص يسيرون في الشوارع من دون اي شيء إلا ملابسهم لتقيهم من البرد"، منتقدة غياب أي تحرك دولي.
إجلاء
وتم ليل الاربعاء ــ الخميس إجلاء أكثر من 150 مدنيا، أغلبيتهم مرضى او من ذوي الاحتياجات الخاصة، من مركز طبي في حلب القديمة إثر سيطرة قوات النظام عليها، حسبما اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر.وقالت اللجنة، في بيان صدر أمس، إن الصليب الاحمر نقل أيضا جثث 11 شخصا قتلوا خلال المعارك التي شهدتها المنطقة قبل أيام كانت في المبنى. وتمت العملية بالاشتراك مع الهلال الاحمر السوري.وتسببت المعارك في حلب منذ نحو الشهر بنزوح ثمانين ألف شخص من الاحياء الشرقية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.الإعدام
وقال رئيس المجلس المحلي في حلب، أمس، إن أكثر من 800 شخص قتلوا وأصيب ما بين ثلاثة آلاف و3500 في شرق حلب المحاصر في الأيام الستة والعشرين الماضية، في حين ينتظر باقي المدنيين المحاصرين حكما فعليا بالإعدام.وقال بريتا حاجي حسن خلال زيارة لجنيف حيث سيجتمع مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستافان دي ميستورا: "اليوم 150 ألف شخص مهددون بالإبادة. ندعو لوقف القصف وتوفير ضمانات بالمرور الآمن للجميع".وأعلن مجلس محافظة إدلب، أمس الأول، عدم قدرة المحافظة على استقبال المزيد من المهجرين قسرياً، بسبب الظروف الراهنة.حمص
إلى ذلك، قُتل 26 عنصرا من قوات النظام السوري، أمس، في هجوم شنه مقاتلو تنظيم "داعش" على مواقعها في محافظة حمص وسط البلاد، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.وقال المرصد إن عددا من قوات النظام اصيبوا كذلك "خلال هجمات عنيفة ومتزامنة نفذها عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في محيط حقول جزل والمهر وشاعر النفطية، ومحيط منطقة حويسيس بالبادية الشرقية لحمص".وأضاف انه خلال الهجوم تمكن عناصر التنظيم من "انتزاع السيطرة على عدد من الحواجز والمواقع والنقاط والتلال، مجبرين قوات النظام على التراجع والانسحاب من نقاط تمركزها".وكان التنظيم المتطرف يسيطر على العديد من البلدات في حمص من بينها مدينة تدمر الاثرية، الا انه اجبر عن الخروج من جميع مناطقها باستثناء البادية الشمالية.ويهاجم عناصر التنظيم بانتظام مواقع قوات النظام السوري في المنطقة وحقول النفط الواقعة تحت سيطرة الحكومة.وتسيطر فصائل معارضة مسلحة مختلفة على بعض الاجزاء الجنوبية من حمص.وفي مناطق اخرى من البلاد، قال المرصد السوري ان 22 مدنيا على الاقل قتلوا في ضربات جوية على عدة مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم"داعش" شمال سورية.