كن متفرداً في عالم يعشق التشابه والنسخ الكربونية المكررة! كن متفرداً في زمن يحاول طمس شخصيتك وحصر تفكيرك، فيقوم بتعليبك في هوية أو قالب كي يسهل تدجينك وشد لجامك! فعالمنا يهاب الفرد ويراه مصدر تهديد، ويحب الجماعة المنقادة.اعرف نفسك واكتشف أعماق حقيقتها وبواطن شغفها، كي تأتي إلينا بعد رحلتك المجيدة محملاً بالدان الثمين وليد إبداعك، فنحن عطاش لإنجازاتك من العلم والأدب والفنون التي تلون عالمنا وتعطيه معنى وقيمة.
لا تخالف كي تُعرف فحسب، فليس الاختلاف من أجل الاختلاف هدفك، بل الغاية هي أن تكتشف أصالة ذاتك وتعطيها حقها في التعبير والاختيار، سواء أكان ذلك في إبداء فكرة تؤمن بها، أم في اختيار لباس تحبه، أم في الإقامة في مكان تفضله. خذ من العادات ما ينفعك واترك البالي من تقاليدها، وكن مجدداً مع الاحتفاظ بجوهرك، فأنت المعدن الأصيل، يظهر بريقك بين أكوام الـ«فالصو» المتراكمة.اسمح لنفسك بالتنفس والنمو كما تحب تحت شمس الحرية. غذّها بفضول القراءة عما يثير اهتمامك، ونمّها بمزاولة الأنشطة التي تشعل شغفك، فالشغف هو ذلك الشيء الذي يوقظك صباحاً، ويقلبك ليلاً كي تخط سطراً أو ترسم نجماً... هو مصباحك المنير ورفيقك المخلص في درب الحياة الموحش.كن نفسك وإن كان الثمن غالياً. قد يهاجمونك ويهمشونك، قد تشعر بالغربة حتى في بيتك ووطنك، قد يتهمونك بأبشع التهم! لكن ليس ذلك ثمن السنوات النفيسة الضائعة لإرضاء من حولك على حساب نفسك، فتستيقظ يوماً وأنت في منتصف العمر متحسراً على ما فات من زمن أفنيته في عيش حياة لا تعكس حقيقتك. قم ببناء جسور التواصل مع هؤلاء حتى إن رفضوك بدايةً، فلا أحد فينا جزيرة وحيدة منعزلة على ذاتها.طريق التفرد وعر ويستوجب الكثير من الشجاعة، فهل نجرؤ على عيش حياة تشبهنا؟
مقالات - اضافات
كن متفرداً
09-12-2016