في وقت لا تزال التجاذبات وردود الأفعال تخرج تباعاً للتعليق على مجيء مفتي سورية الشيخ أحمد حسون إلى لبنان وزيارته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومن ثم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أرخى الوضع في سورية وتقدم نظام الرئيس بشار الأسد في مدينة حلب بثقله على المشهد اللبناني الهش.

وعاد الحديث إلى الواجهة عن سياسة النأي بالنفس التي اعتمدها لبنان الرسمي منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية في سورية في عام 2011 التي تحولت الى حرب اهلية.

Ad

جاء ذلك، بعد إعلان الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة صحافية نشرت أمس أنه "لا يمكن للبنان أن يكون بمنأى عن الحرائق حوله ويتبنى سياسة اللاسياسة أو ما سمي بالنأي بالنفس".

ورأت مصادر مقربة من "حزب الله" أن "سورية المنتصرة في حلب واضحة في قولها للبنانيين إن نفوذها عائد إلى الداخل اللبناني، وهو ما ينبغي أن يدركه جيداً كل الأطراف الذين كانوا في تحالف 14 آذار والذين سلكوا سياسة النأي بالنفس في مواجهة الإرهاب". وأشارت المصادر إلى أنه "من الأفضل لو يبدأ الرئيس عون زياراته الخارجية من دمشق لتكون أول الغيث والباكورة".

وقال الأسد إنه "لم تتم دعوة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون بعد لزيارة دمشق بسبب الانشغال بتشكيل الحكومة"، مشيراً إلى أن "تمكن اللبنانيين من انتخاب رئيس هو انتصار للبنان، وانتخاب اللبنانيين لشخص حوله إجماع هو أيضا انتصار للبنان".

وأثار حديث الأسد تساؤلات حول البيان الوزاري للحكومة العتيدة، الذي قد تشكل أيضاً كتابته أزمة جديدة بحال انتهت مشكلة التأليف.

ورد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أمس، على كلام الأسد، قائلاً: "من مصلحة الأسد بالذات، أن يستمر لبنان بسياسة النأي بالنفس لأن لبنان إن حكى لا يمكن أن يكون إلا ضده".

في سياق منفصل، وعلى رغم طغيان التهدئة المرافقة للمشاورات الحاصلة حول عملية التأليف، والتي لم تثمر حتى الساعة ما يساهم في إنتاج ولادة حكومية سريعة تكون بمثابة عيدية نهاية العام، تنصرف القوى المؤثرة نحو إشاعة أجواء إيجابية من جهة وتكثيف اﻻتصالات بهدف حلحلة العقد بالقدر اليسير.

وأمل البطريرك الراعي أن "يتم تشكيل الحكومة الجديدة قبل عيد الميلاد"، ودعا الى "دعم رئيس الجمهورية لأنه بذلك ندعم الوطن بكامله، خصوصاً أنه أصبح المسؤول، استناداً إلى قسمه، عن وحدة الشعب اللبناني وخير لبنان".

وقال إثر لقائه الرئيس عون في القصر الرئاسي ببعبدا: "لدى فخامة الرئيس دائما أمل بأن تنتهي الأمور بسهولة. وفيما خصنا، فإننا ندعو دوما الى ان تتشكل الحكومة وتكون حكومة تضم الجميع وهذا هو تفكير الرئيس وتكون جامعة وتوحد كي نتمكن من النهوض لأن التحديات كبيرة للغاية".

جنبلاط: الأسد انتصر وكثيرون يريدون قتلي

اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط، في حديث صحافي نشر أمس، أن "بشار الأسد انتصر في حلب، مستفيدا من تخلي معظم المجتمع الدولي عن الشعب السوري، ولاحقا سينقض على إدلب، وهذا يعني أن تأثيره في لبنان سيزداد، وأن القبضة الإيرانية - السورية على البلد ستشتد".

وشرح جنبلاط التهديدات التي يشعر بأنه يتعرض لها، مشيرا إلى أن التحذيرات التي تلقاها منذ فترة من جهات أمنية رسمية جدية، "ما فرض علي عدم التحرك إلا في حدود ضيقة جدا"، كاشفا أن "حزب الله" نصحه كذلك بأن يأخذ جانب الحيطة والحذر ويخفف تنقلاته.

ورأى أنه مهما تعددت تسميات المجموعات التي تحاول اغتياله فإن المتهم الأساسي يبقى من وجهة نظره هو النظام السوري، مضيفا: "لقد قيل لي إن داعش يريد قتلي، ثم أبلغوني أن الكاوبوي كان يخطط أيضا لاغتيالي بإيعاز إسرائيلي. وفي أحدث المعلومات التي وصلتني أن عماد ياسين، الذي اعتقلته مخابرات الجيش في عين الحلوة، اعترف بأنني كنت مدرجا على لائحة أهدافه".