العراق: 120 قتيلاً في غارة على سوق قرب الحدود السورية

النواب السنة يدعون إلى تحقيق بعد سقوط مدنيين... والجيش يتهمهم بترديد دعاية «داعش»

نشر في 09-12-2016
آخر تحديث 09-12-2016 | 00:00
عراقيون في انتظار الحصول على مساعدات خارج نقطة توزيع تديرها الأمم المتحدة في حي الزهراء شرق الموصل أمس	(رويترز)
عراقيون في انتظار الحصول على مساعدات خارج نقطة توزيع تديرها الأمم المتحدة في حي الزهراء شرق الموصل أمس (رويترز)
تسببت غارة جوية شنتها مقاتلات عراقية على سوق القائم بمحافظة الأنبار في مقتل 120 وإصابة 170 أمس الأول، وبينما طالب نواب السنة بفتح تحقيق لمعاقبة المسؤول عن مقتل المدنيين بالقائم، أكدت قيادة القوات العراقية المشتركة أن الغارة استهدفت عناصر «داعش» بالمدينة الخاضعة له، واتهمت السياسيين بترديد دعاية التنظيم المتشدد.
في وقت تشهد عملية تحرير مدينة الموصل العراقية تباطؤا بسبب مقاومة عناصر تنظيم «داعش» الشديدة، قتل 120 وأصيب 170 من المدنيين في غارة جوية على مدينة القائم، الواقعة بمحافظة الأنبار قرب الحدود مع سورية.

وجاءت الغارة الدامية على المدينة، التي لا تزال خاضعة للتنظيم المتشدد، فيما تخوض القوات العراقية مواجهات شرسة في عمق الجانب الأيسر من مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، وتتقدم باتجاه نهر دجلة، بهدف فرض تفوقها في العملية التي انطلقت قبل سبعة أسابيع.

تنديد وتحقيق

وندد رئيس البرلمان سليم الجبوري، في بيان، بالغارة الجوية «التي طالت المدنيين العزل في القائم، واستهدفت السوق الكبير، وتسببت في استشهاد وجرح العشرات منهم، وعدها جريمة يجب محاسبة مرتكبيها».

وأعلن النائب عن محافظة الأنبار فارس الفارس، أمس، أن «ما حصل مجزرة كبرى تتحملها الحكومة المركزية، وتحالف القوى السنية فتح تحقيقا رفيعا لمعرفة هوية الطائرات التي نفذت الغارات».

وأشار إلى أن «هناك معلومات وصلت لنا أكدت أن الطائرات المنفذة عراقية»، مطالبا رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخل لمعاقبة الجهات التي نفذت المجزرة بصفته القائد العام للقوات المسلحة.

روايات ونفي

في هذه الأثناء، تعددت الرويات بشأن هوية المستهدفين بالغارة الدامية على القائم.

وقال متحدث باسم مجلس محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية إن الغارة شنتها طائرة عراقية، واستهدفت سوقا في ساعة الذروة، وتسببت في مقتل عائلات بأكملها.

من جهتها، أكدت القوة الجوية العراقية أنها وجهت ضربات لعشرات من عناصر «داعش» في القائم أمس الأول. واعتبرت قيادة العمليات المشتركة، في البيان، أن «إعلان بعض السياسيين حول قتلى مدنيين في القائم هو من دعايات تنظيم داعش».

في موازاة ذلك، اتهم قيادي قبلي في مدينة الحديثة القريبة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف بشن الغارات الجوية على سوق القائم.

لكن المتحدث باسم التحالف الكولونيل جون دوريان قال إن «مقاتلات التحالف لم تشن غارة على تلك المنطقة في ذلك الوقت».

معركة الموصل

وبينما تلملم القائم جراحها، تتقدم القوات العراقية في معركة الموصل الصعبة والمعقدة، نظرا لأن التنظيم يبني قوته فيها منذ سنتين، هذا الموعد يتجاوز التاريخ الذي حدده رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بالقضاء كليا على «داعش» مع حلول نهاية العام الجاري.

ودفعت المواجهات، خلال تقدم القوات العراقية لاستعادة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، وآخر أكبر معاقل التنظيم فيه، آلاف الأهالي من المدينة إلى النزوح إلى مخيمات مزدحمة، حيث يواجهون ظروفا صعبة مع انخفاض درجات الحرارة إلى أقل من الصفر.

التسوية السياسية

في سياق آخر، أكد القيادي في «ائتلاف متحدون» محافظ نينوى المقال أثيل النجيفي، أمس الأول، وجود قيادات شيعية كثيرة ترفض «التسوية السياسية» التي طرحها التحالف الوطني الشيعي مؤخرا.

وحذر النجيفي من «إقصاء» ممثلي مدينة الموصل من العملية السياسية، لافتا إلى أنه لا يمانع في عقد لقاء مع رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.

ذكر النجيفي، في حديث متلفز، انه «يجب أن تكون هناك إرادة سياسية للحل تخرج من التحالف الوطني»، لافتا إلى أن «هناك قيادات شيعية تريد التسوية، وأخرى كثيرة ترفضها، لأنها تريد فرض إرادة المنتصر على الجميع بعد انتهاء المعركة على داعش».

وأضاف: «ليس لدي مانع بالجلوس مع المالكي، وليست هناك حساسية منه»، مشيرا إلى أن «المالكي كان يعتبر تنبيهاتي له قبل سقوط الموصل سياسية وتهدف لإضعاف الجيش».

وأشار إلى أنه «يجب عدم إقصاء أهالي الموصل من العملية السياسية، وأنه لا يوجد للموصل في البرلمان سوى ائتلاف متحدون»، متابعا: «اننا نحصل في كل انتخابات على أعلى الأصوات».

وكان رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم أكد، أمس الأول، أن «التسوية الوطنية» التي طرحها التحالف مؤخرا تعتمد «التنازلات والضمانات والطمأنة المتبادلة»، بينما دعا الدول العربية إلى دعم «مشروع سياسي جديد» في العراق.

قوة سنية

في شأن آخر، أوضح النجيفي أن «حرس نينوى قوة تختلف عن الحشود العشائرية». واتهم بعض المؤسسات في بغداد بوضع عراقيل للحيلولة دون تشكيل «قوة حقيقية من أهل نينوى، لأنها لا تريد أن تكون للسنة قوة عسكرية تقاد من قبل جهة سياسية سنية».

وبشأن اتهامات بتلقي «حرس نينوى» أموالا من تركيا قال: «كلا، نحن وعدة تجار وشخصيات من الموصل نعطي أولئك المقاتلين مكافآت، ونقوم بهذا العمل دون أن نطلب من الحكومة أي شيء».

وتابع: «لم نرفض دخول حرس نينوى ضمن الحشد الشعبي، وهناك أكثر من أربعة تأكيدات لرئيس الوزراء على إدخالهم في الحشد، لكن هناك جهات تعرقل ذلك»، معربا عن تحسسه لوجود «تأثير لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على الحشد الشعبي الشيعي».

وكان المتحدث باسم «حرس نينوى» محمود سورجي أكد، في وقت سابق، أن تركيا قدمت مساعدات «جيدة» لتلك القوات، موضحا أن 24 ضابطا تركيا يشاركون في تدريب القوات.

النجيفي: قيادات شيعية ترفض «التسوية» وتمنع تشكيل قوة سنية بقيادة سياسية
back to top