لهذا «فيتو» الصين الأخير!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لقد ظن البعض أن الصين، هذه الدولة العظمى، التي بحكم مسيرتها الطويلة بقيت تساند الشعوب المضطهدة، وواصلت دعمها لحركات التحرر في العالم بأسره، قد تراجعت عن موقفها المعتدل والعقلاني تجاه الأزمة السورية، وأنها غدت تنحاز لروسيا، التي أصبحت دولة محتلة كاحتلال الاتحاد السوفياتي لأفغانستان في نهايات سبعينيات القرن الماضي، وباتت تؤيد نظاماً استبدادياً يشبه نظام الجنرال نغوين كاوكي في فيتنام الجنوبية، ونظام فولغينسيو باتيستا في كوبا قبل انتصار ثورتها العظيمة، التي رحل قائدها فيدل كاسترو عن هذه الدنيا الفانية قبل أيام.وحقيقة، وهذا إذا أردنا قول الحقيقة، إن الصين عندما صوتت ضد مشروع القرار المصري – الإسباني - النيوزيلاندي، فإنها لم تستهدف أياً من هذه الدول صاحبة هذا المشروع، كما أنها لم تستهدف المعارضة السورية لمصلحة نظام بشار الأسد، وبالطبع فإنها لم تقصد الانحياز لروسيا الاتحادية على حساب الدول الداعمة للشعب السوري ضد هذا النظام الاستبدادي، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية ومعظم الدول "الخليجية".لقد استهدفت الصين باستخدام "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي الأخير الولايات المتحدة تحديداً، وكان موقفها هذا، الذي فاجأ دولاً كثيرة، وأغضب الرأي العام العربي، رداً على إجراء الرئيس الأميركي المنتخب مكالمة هاتفية مع رئيسة تايوان تساي إينغ-وين، التي تعتبرها بكين مقاطعة صينية، ورداً على الهجوم الكاسح الذي هاجم فيه دونالد ترامب تخفيض الصين قيمة عملتها، واعتبر أن المقصود به التأثير على الاقتصاد الأميركي، خصوصاً في هذه الفترة الصعبة بالذات.