يثير الاعتزاز هذا التضامنُ الخليجي الشامل مع المملكة العربية السعودية في سعيها إلى وقف العدوان على حدودها وجنودها والتسلل إلى أراضيها المحاذية لليمن.

Ad

إنه تضامنٌ يبعث الأمل في بناء خليجي موحد وثابت بعدما ظننا بعضَ الوقت أن التفاصيل الكثيرة التي تعترضه هي عقبات يصعب تجاوزها، وأن عدم السير فيه بوتيرة سريعة قد يؤدي إلى نكوص عنه.

لا غرابةَ في مسارعة الدول الخليجية كلِّها إلى شد أزر الرياض في معركتها لردع المتمردين والمتطرفين الذين يريدون بالمملكة سوءاً منفذين مشاريع تخريبية ومستحيلة. وحسناً فعل أمير البلاد بوضعه قدرات الكويت العسكرية في تصرف المملكة للذود عن حياضها. فبقدر ما أن الخطوة رمزية ومعنوية، فإنها تنمُّ عن وعي دولتنا لخطورة ما يجري في اليمن وخطورة ما تتعرض له المملكة التي هي قلب الوحدة الخليجية وعصبها الأساسي.

لا يخفى على أحد أن المكون الأهم لكل تعاون خليجي أو وحدة خليجية مُرتجاة أو تقدم في اتجاه التنمية والتحديث هو الاستقرار. والاستقرار تحديداً هو المستهدف في المملكة، وهو الذي تعرض لهجمات غير مسبوقة من «القاعدة» وأخواتها وكل الذين تطلق عليهم المملكة اسمَ «جماعة الفكر الضّال»، وإذ نجحت المملكة على مدى العقدين الماضيين في محاربة المتطرفين التكفيريين سواء بالتصدي الأمني الناجح لهم أم ببرامج إعادة التأهيل، مثبتة أمنها واستقرارها ومؤكدة صلابة الدولة فيها، يبدو أن مَن لا مصلحة له في أن يراها سائرة في خطى الإصلاح والريادة يريد أن يصطاد في الماء العكر محاولاً جرَّها إلى مواجهات تثير حساسيات وتلعب على أوتار العصبيات.

ساء بعضَهم على ما يبدو أن يسير الملك عبدالله بن عبدالعزيز بثقة وقوة في اتجاه وصل المملكة بالحداثة وتطورات العالم التقنية فيفتتح جامعة العلوم والتكنولوجيا التي يفخر بها كل سعودي وعربي. وساءهم حتماً أن تتمكن تلك «القوة الهادئة» من بثِّ الحياة في الجمود واستخدام الحكمة في مواءمة التطوير مع التقاليد. وأزعج آخرين أيضاً أن ترسّخ السعودية زعامتَها العربية فيؤكد خادم الحرمين تمسّكه بالحقوق الفلسطينية والمقدسات معلناً من الكويت «أن المبادرة العربية للسلام قد لا تبقى طويلاً على الطاولة إذا استمر التعنت الإسرائيلي»... لذلك ربما يراد لأحداث من هنا وتفجيرات من هناك أن توقف عجلةَ الإصلاح أو تبتزّ المملكة في أكثر من مكان لها ثقل وتأثير فيه.

لن يُكَتب النجاح للذين يريدون شراً بالمملكة. فزعامتها العربية واقع، وسياستها المتوازنة ضمانة، وسلوكها السلمي في دعم أشقائها في أي بقعة متوترة من العالم العربي لا يحتاج إلى شهادة أحد. من أجل ذلك، فإن رفع الصوت بالتأييد لما تتخذه المملكة من إجراءات واجب على كل عربي، وإعلان أن استقرار المملكة من استقرار أي دولة خليجية واجب خليجي. أما الواجب الآخر فهو أن تتأكد دولنا في مجلس التعاون، ونحقق بجدية نحن في الكويت، في ما أثاره السفير اليمني عن دعم يحصل عليه الحوثيون من بعض الأشخاص والجهات. فلا يجوز أن يستمر تمويل الحركات الفتنوية والانفصالية أو بؤر التمرد من أموال أهلنا أو مواطنينا، ولا يجوز أن تبقى تلك المنابع السامَّة بلا تجفيف. إنها مسؤولية توازي خطوة إعلان الاستعداد للقتال إلى جانب الجيش السعودي.

وليحمِ الله المملكةَ من أي مكروه.