خاضت القوات العراقية، أمس، مواجهات عنيفة مع مقاتلي تنظيم داعش في حي الزهور، الذي يعد أهم حي في المنطقة الشرقية من مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال البلاد.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية عراقية، أن «الفرقة الذهبية» في جهاز مكافحة الإرهاب نفذت عملية عسكرية كبيرة أسفرت عن تحرير حي الزهور، أكبر الأحياء السكنية شرقي المدينة بالكامل، وأن القوات على مشارف حيي النور والمشراق من المحور الجنوب الشرقي، وحي المثنى من المحور الشمالي للمدينة.

Ad

وفي شأن متصل، ذكرت مصادر أن «داعش» أخلى حيي «البعث» و«الوحدة» جنوب الموصل من سكانهما تحت تهديد السلاح، كما أجبر آلاف السكان على التوجه نحو الجسر العتيق وعبوره باتجاه الجانب الأيمن في المدينة.

وتمكنت القوات أمس الأول من السيطرة على مناطق عدة في حيي الأعلام والشهداء شرق الموصل.

«الحشد» و«داعش»

في موازاة ذلك، أعلن إعلام ميليشيات «الحشد الشعبي» تمكن الحشد بعد «عملية نوعية» من استعادة كامل ناحية تل عبطة التابعة لمدينة الحضر والواقعة بجنوب غرب الموصل.

في المقابل، أعلنت وكالة أعماق التابعة للتنظيم الذي يطلق على نفسه اسم «الدولة الإسلامية» مقتل 15 من أفراد القوات العراقية، بينهم آمر لواء جنوب شرقي المدينة.

وكانت الوكالة أفادت بمقتل 15 جنديا عراقيا آخرين أمس الأول كانوا محاصرين في مستشفى السلام بحي الوحدة في جنوب شرقي الموصل.

50 ألف قتيل

في السياق، أعلن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «دعش» في العراق وسورية، الكولونيل جون دوريان، مقتل 50 ألفا من عناصر التنظيم المتشدد منذ أن بدأ التحالف حملته قبل عامين.

ووصف المسؤول هذا الرقم بأنه «تقدير متحفظ». وقال إن «مئات من المسلحين قتلوا في الموصل».

لكن الولايات المتحدة حذرت مرارا من أن التنظيم يمكنه تجنيد مقاتلين جدد بسرعة.

وأوضح المسؤول الأميركي، أن الضربات الجوية للتحالف يمكن تكثيفها في بعض الأماكن، مثل الموصل، حيث تخوض القوات العراقية منذ 17 أكتوبر الماضي معركة شرسة لاستعادتها من جانب التنظيم.

المالكي و«المؤامرة»

إلى ذلك، قال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أمس، إن «مؤامرة داعش هي التي أدت إلى حل الجيش وإثارة الطائفية».

وفي كلمة ألقاها خلال زيارته إلى محافظة ذي قار، أضاف المالكي أن «المؤامرة لم تكن تستهدف الأنبار والموصل، بل كانت تستهدف إسقاط العملية السياسية والدستور والسيطرة على بغداد».

واعتبر المالكي أن «الحشد الشعبي»، هو الضمانة لاستمرار العملية السياسية.

ورأى أن «نار داعش ستنطفئ قريبا في العراق، وهذا سيكون عاملا مساعدا لنهايتها في سورية، لكن علينا أن نحذر من تباشير ظلامية تتحرك الآن لإيقاد حرب جديدة تحت عنوان الأقاليم وعناوين متعددة، وأخطرها هو تقسيم على أساس عسكري، وتشكيل حرس لكل إقليم، بذريعة أن المناطق التي حررت من داعش يجب أن يحميها أبناؤها بمعزل عن الحكومة».

وتطرق رئيس الوزراء السابق إلى جهود التسوية السياسية المطروحة حاليا، وقال إن «التسوية فيها مبادئ والتزامات، من بينها ألا تكون مع البعث المقبور، ومع من صنع الفتنة وأدخل الإرهاب ومع من تلطخت أيديه بالدماء».

ودعا المالكي العشائر إلى «توعية أبنائها، وحثهم على المشاركة في الانتخابات، وإفشال كل مساعي الانقلاب السياسي الذي يسعى إليه أعداء العملية السياسية».

أحذية وحجارة

وفي وقت سابق، استقبل سكان مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، المالكي الذي يشغل أيضا منصب الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامي، بالأحذية والحجارة لدى زيارته لمدينتهم أمس الأول، كما أظهر فيديو تداولته وسائل التواصل الاجتماعي.

ونظم المئات من الأهالي في ساحة الحبوبي وسط المدينة تظاهرة احتجاجية منددة بسياسات المالكي عندما كان رئيسا للحكومة.

انتقالية الموصل

في غضون ذلك، دعا نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، إلى تشكيل هيئة سياسية انتقالية من أبناء الموصل، لإدارة المدينة بعد استعادتها من قبضة تنظيم الدولة، لحين إجراء انتخابات مجالس المحافظات.

وعلى هامش لقائه بالسفير الأميركي لدى بغداد، دوغلاس سيليمان، قال علاوي إن «هناك ضرورة لترشيد المعارك في الموصل، بما يكفل حماية المدنيين، وإغاثة النازحين، وتوفير المستلزمات الإنسانية العاجلة لهم في مواجهة ظروف الشتاء القاسية».

وتداول العديد من السياسيين العراقيين على مدى الأسابيع الماضية، ما قالوا إنه مقترح حكومي يقضي بـ«تنصيب حاكم عسكري» على محافظة نينوى بعد استعادتها، «نظرا لخصوصيتها السياسية والأمنية».

من جهتها، قالت ساجدة محمد، عضو البرلمان عن نينوى، إن «الإدارة الحالية، المحافظ ومجلس المحافظة، سيتولون الإشراف على المدينة بعد تحريرها»، رافضة اللجوء إلى تشكيل هيئة سياسية جديدة تتولى إدارة المحافظة، بدلا من الإدارة الحالية المنتخبة.

وأضافت، وهي عضو كتلة اتحاد القوى السني (53 مقعدا في البرلمان من أصل 328 مقعدا)، أن «هناك مجلس محافظة ومحافظا منتخبين بشكل قانوني، ولا يمكن اللجوء إلى تشكيل هيئة سياسية جديدة تتولى إدارة المحافظة لمرحلة ما بعد داعش حتى موعد الانتخابات».

تقسيم العراق

في سياق آخر، اتهم إمام جمعة النجف صدرالدين القبانجي، أمس، إسرائيل بـ«التخطيط لتقسيم العراق»، وشدد على أن التعايش السلمي في العراق هو «الحل لمرحلة ما بعد داعش». وفي شأن منفصل، حذر القبانجي واشنطن من تجديد العقوبات ضد طهران.

من ناحية أخرى، أقدمت جهة مجهولة على اختطاف آمر لواء «عامرية الصمود» بالحشد العشائري (فصائل عشائرية سنية)، وضابط رفيع بالجيش في العاصمة بغداد.