الأسد يسيطر على 93% من حلب... و«داعش» يضرب في تدمر

• موسكو تنهي الهدنة وتجلي 10 آلاف مدني
• الكونغرس يفوض ترامب تسليح المعارضة بمضادات طائرات

نشر في 10-12-2016
آخر تحديث 10-12-2016 | 00:05
جانب من الدمار في حي الجديدة بحلب القديمة     (أ ف ب)
جانب من الدمار في حي الجديدة بحلب القديمة (أ ف ب)
تسود حالة من الترقب، بانتظار معركة قد تكون نهائية في حلب، بعد أن استؤنفت الأعمال القتالية في الأحياء الشرقية، التي أوقفتها موسكو لإجلاء مدنيين.
ووسط انسداد دبلوماسي، منح الكونغرس الرئيس الأميركي المنتخب ورقة ضغط قوية
في الملف السوري، هي تفويض لتسليح معارضين بمضادات للطائرات.
في إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقف الأعمال القتالية في مدينة حلب - شمال سورية، لإجلاء مدنيين، قال أمس إن "الهدنة الإنسانية" انتهت، وإن القتال سيعود حتى طرد المسلحين.

واتهم لافروف الولايات المتحدة بالمماطلة في المحادثات الرامية إلى إبرام اتفاق يسمح للمقاتلين بالخروج بسلام من حلب، مضيفا أن واشنطن تتبنى مواقف "غربية" ومتناقضة في المحادثات.

وأعلنت موسكو، أن أكثر من 10 آلاف مدني، بينهم 4 آلاف طفل، غادروا المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في حلب خلال الهدنة التي استمرت أقل من 24 ساعة.

غارات وقصف ومعارك

وقالت وزارة الدفاع السورية، إن قوات النظام باتت تسيطر على 93 في المئة من أحياء المعارضة، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات النظام السوري استأنفت غاراتها الجوية مساء أمس على الأحياء الشرقية.

وكان النظام شن حملة قصف مدفعي عنيف قبل استئناف الغارات. ودارت اشتباكات عنيفة تخللها قصف مدفعي في حي بستان القصر، أحد أبرز الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل، والواقع على تماس مع الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام.

مفقودون

وأعربت الأمم المتحدة، أمس، عن قلقها إزاء معلومات حول فقدان المئات من الرجال، بعد هروبهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام، وكذلك منع آخرين من الفرار من مناطق المعارضة.

وقال المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان روبرت كولفيل في جنيف، إن التقارير تتحدث عن فصل الرجال عن النساء، وإن أعمار الرجال الذين فقد الاتصال معهم تتراوح بين 30 و50 عاما، وان عائلاتهم قالت إنها فقدت الاتصال بهم، بعد الفرار من مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في حلب قبل أسبوع أو عشرة أيام.

وأضاف: "نظرا إلى سجل الحكومة السورية الرهيب في الاعتقالات التعسفية والتعذيب والاختفاء القسري، نحن بالطبع قلقون للغاية على مصير هؤلاء الأفراد". وتحدث عن "ادعاءات بممارسات عقابية ضد مدنيين دعموا مجموعات المعارضة المسلحة".

وذكر أن نحو "150 ناشطا يخشون أن يتم توقيفهم من جانب السلطات إذا فروا" من حلب.

وأشار كولفيل في المقابل إلى أن اكثر من 100 الف شخص بقوا داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب، وقد انحسرت إلى حد بعيد، محذرا في الوقت نفسه من أن الأرقام غير واضحة حتى الآن. ووفق كولفيل، فإن "مجموعات المعارضة المسلحة تمنع وفق بعض التقارير مدنيين يحاولون الفرار" من مغادرة مناطقها.

في غضون ذلك، ولليوم الثاني على التوالي، واصل "داعش" هجومه المفاجئ على منطقة تدمر في ريف حمص، وقتل 15 عنصرا من قوات النظام في كمين نصبه مقاتلو التنظيم في محيط حقل المهر النفطي في ريف تدمر، ليرتفع بذلك عدد قتلى قوات النظام منذ الخميس إلى 49 عنصرا على الأقل".

وشن "داعش" أمس الأول سلسلة هجمات متزامنة ومباغتة على حقول للنفط والغاز في ريف حمص الشرقي، ما تسبب في مقتل 34 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

وتمكن الجهاديون إثر ذلك من التقدم والسيطرة على حواجز لقوات النظام وتلال ومواقع عدة، بينها قرية جزل شمال غرب تدمر. وتبعد أقرب نقطة يتواجد فيها الجهاديون حاليا وفق المرصد، أربعة كيلومترات عن مدينة تدمر الأثرية.

واستعادت قوات النظام السيطرة على مدينة تدمر في مارس، بدعم من الغارات الروسية، بعد طرد الجهاديين الذين كانوا استولوا عليها في مايو 2015.

واستقدمت قوات النظام أمس، وفق المرصد، تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، في محاولة لاستعادة المواقع التي خسرتها في الساعات الأخيرة. كما شنت الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام غارات على مناطق الاشتباك ومناطق سيطرة التنظيم في الريف الشرقي.

ويحتفظ الجهاديون بسيطرتهم على مناطق في ريف حمص الشرقي. وغالبا ما يشنون هجمات على مواقع تابعة لقوات النظام، لكنها المرة الأولى التي يتمكنون فيها من السيطرة على مواقع منذ طردهم من تدمر.

وبعد ساعات على إعلان الرئيس بشار الأسد رفضه أي عملية سياسية مع المعارضة، أكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية والمغتربين السورية، أن "سورية على استعداد لاستئناف الحوار السوري السوري دون تدخل خارجي ودون شروط مسبقة".

جاءت تصريحات المصدر، ردا على تصريحات أدلى بها مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، أمس الأول، قال فيها إن الوقت حان للنظر مجددا للمناقشات السياسية.

ومن نيويورك، حيث شارك في جلسة للجمعية العامة للامم المتحدة، أعلن ديميستورا أمس، أنه يعتزم مقابلة أعضاء من فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، لمناقشة النزاع السوري.

الكونغرس

إلى ذلك، أقر مجلس الشيوخ الأميركي، بأغلبية ساحقة، مسودة قانون "تفويض الدفاع الوطني"، التي تتضمن موازنة "البنتاغون" لعام 2017. التشريع تضمن تفويضا للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يستطيع بموجبه تزويد المعارضة السورية التي يتم التحقق من خلفياتها وفق النص، بمضادات للطائرات تُحمل على الكتف من طراز "مانباد". التشريع يشترط موافقة وزيري الخارجية والدفاع.

من جانبه، قال الكرملين، أمس، إن قرارا أميركيا برفع بعض القيود على شحنات الأسلحة لمقاتلي المعارضة السورية محفوف بالمخاطر، لأن السلاح قد يقع في نهاية الأمر في أيدي "إرهابيين"، على حد وصفه. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف إن مثل هذا القرار إذا تمت الموافقة عليه فسيمثل تهديدا للشرق الأوسط والقوات الروسية في سورية.

سلاح

إلى ذلك، لفت ناشطون معارضون إلى أن "7 مروحيات شحن أميركية تحمل أسلحة وذخائر وصلت إلى قاعدتها العسكرية في مدينة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي"، مشيرين إلى أنه شوهد رتل مكون من عدد من الآليات محملة بالعناصر والعتاد تابع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وهو في طريقه إلى مدينة عين عيسى.

تزامن ذلك مع استئناف تركيا عملية "درع الفرات" التي توقفت لأيام. وأعلن الجيش التركي، أنه دمر 10 أهداف لتنظيم داعش في شمال سورية بغارات جوية، وأن مقاتلي عملية "درع الفرات" المدعومين من أنقرة انتشروا على طريق سريع يربط بين بلدتي الباب ومنبج المهمتين في المنطقة.

back to top