لبنان: عون والحريري رفضا طلباً من «حزب الله» لتوسيع الحكومة
تستمر الاتصالات الحكومية بهدف تذليل العقبات، التي تحول دون تشكيل الحكومة الأولى في عهد الرئيس ميشال عون، والتي تركزت في مطالب تيار "المردة" وحصر قبوله الدخول في الحكومة بحصوله على حقيبة من ثلاثة، إما الاتصالات، أو الأشغال، أو الطاقة، أما العقبة الثانية فهي إصرار رئيس مجلس النواب نبيه برّي على الاحتفاظ بحقيبة الأشغال التي تلقى حزب "القوات اللبنانية" وعوداً بالحصول عليها.وقالت مصادر متابعة، إن "حصة حركة أمل في حقيبتي المال والأشغال هي خارج البحث، ولا شيء يمنع مبادلة وزارة الأشغال مع فرنجية"، مضيفةً أن "حزب الله سعى إلى توسيع مروحة التمثيل في الحكومة بجعلها ثلاثينية، لكن قوى 8 آذار تردد أن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري لم يقبلا بها".ولفتت المصادر إلى أن "الأكيد هو اقتناع جميع الأطراف بضرورة تأليف الحكومة، وتقديم التنازلات من أجل الوصول إلى صيغة ترضي الجميع، لذلك فإن توقع التنازلات من الجميع أمر وارد".إلى ذلك، أمل الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري أمس، في أن "يتصاعد الدخان الأبيض قريباً، وأن تولد الحكومة الجديدة من رحم التوافق على تحقيق مصلحة اللبنانيين والاهتمام بأولوياتهم، التي شبعت تعطيلاً وأن نكون على مشارف انطلاقة العهد الجديد على دروب التعاون بين كل المؤسسات الدستورية".
وأضاف: "لا مصلحة لأحد في أن يمضي عكس التيار الذي يعمل لإنقاذ لبنان، وكل المعادلات التي جلبت أو كادت تجلب الويلات على اللبنانيين تسقط تباعاً".في موازاة ذلك، التقى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أمس، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان إليزابيت ريتشارد، وشدد على "ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، من أجل مواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي يمر بها لبنان".وأكد المشنوق "جهوزية وزارته لإجراء الانتخابات النيابية المقبلة مع ضمان احترام المهل التي نص عليها القانون".في السياق، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر أمس في بكركي، أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان "في زيارة شكر على رعاية غبطته لتدشين مزار السيدة العذراء في الباحة الخارجية للصرح البطريركي". وكانت مناسبة لعرض أبرز التطورات اللبنانية.وقال كنعان بعد اللقاء: "تداولنا في المناسبة المسارات الحالية أكان على الصعيد الحكومي أم على صعيد توجهات العهد، بالنسبة إلى التكتل الذي أنتمي إليه، خصوصاً على خلفية قانون الانتخاب، وقد استمعنا إلى توجيهات غبطته وملاحظاته، التي نعتبرها قيمة دائماً، وسنستكمل ذلك بعد القيام بجولة قررناها بدءاً من الأسبوع المقبل على المرجعيات الوطنية من أجل فصل مسار تأليف الحكومة عن إقرار قانون الانتخاب. فنحن نعتبر أن قانون الانتخاب مطلوب بإلحاح، وأمس قبل اليوم، ولا نجد أي مبرر لعدم شروع مجلس النيابي فوراً في إقرار قانون جديد للانتخاب".وختم: "نحن حريصون على إطلاق عمل المؤسسات الدستورية لاسيما مجلس الوزراء ضمن إطار الأصول الدستورية والميثاقية، لأننا نكون بذلك قد انطلقنا في مسار جدي يؤهل لبنان ودولته لمرحلة جديدة يطمح إليها اللبنانيون، ولا تعيدهم إلى الوراء، وإلى الأوضاع السيئة التي كانت سائدة".
«السفير» إلى إلإغلاق
أفادت معلومات مؤكدة من بيروت، أن ناشر ومالك ورئيس تحرير صحيفة "السفير" اللبنانية، أبلغ العاملين بقراره، الإقفال النهائي للجريدة، بسبب أزمة مالية نهاية السنة الحالية، أي بعد حوالي ثلاثة أسابيع.وكان طلال سلمان قرر إغلاق الصحيفة في مارس الماضي، لكنه تراجع مؤقتا عن القرار، وأعلن وقتها أن "الجريدة مستمرة، بسبب كمية العواطف الهائلة التي أحاطنا بها الرأي العام اللبناني، فرأينا أن نستمر ونتحمل بعضنا بعضا، ولو كانت مدة الاستمرار شهرا أو شهرين".وفي تعليق على إغلاق "السفير"، حذر مدير تحرير صحيفة "النهار"، أعرق صحيفة لبنانية، من مصير مشابه في حال "لم تتولد ردة فعل وطنية"، ولم تبادر الدولة إلى دعم الصحافة الورقية.
إشكال بين إبراهيم الأمين و«أمل»
في محاولة لتبرئة "حزب الله" من اتهام باغتيال الشيوعيين في ثمانينيات القرن الماضي، قال رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" الموالية للحزب إبراهيم الأمين، خلال برنامج تلفزيوني، إن "حركة أمل والسوريين يتحملون مسؤولية هذه الاغتيالات بنسبة 95 في المئة".واستدعى كلام الأمين رداً من عضو كتلة "التنمية والتحرير" (أمل) النائب هاني قبيسي، الذي كان مسؤولاً عسكرياً وأمنياً في الحركة، نفى فيه صحة هذه الاتهامات، معتبراً أن "الاتهامات التي ساقها الأمين تنم عن حقد".وقال قبييسي، إن "حركة أمل هي التي تعرضت للاغتيال، ونحن جاهزون لفتح هذه الملفات عبر الإعلام، إذا ما أراد الأمين ذلك". واندلعت معارك دامية بين أمل وحزب الله في الثمانينيات من القرن المنصرم راح ضحيتها مئات القتلى. والأمين كان سابقاً عضواً في الحزب الشيوعي الذي قاتل أمل وحزب الله في مراحل معينة من الحرب الأهلية.