«كلام الأمس واليوم»... أوبريت «كامل الدسم»
استدعى شعراء الماضي والحاضر عبر لوحات حوارية وغنائية في 80 دقيقة
استدعى أوبريت كلام الأمس واليوم مجموعة من الشعراء والملحنين من الجاهلية إلى الوقت الحالي، وقدم توليفة غنائية وموسيقية ساحرة.
قدم فريق «أصوات الإبداعي» القادم من فرنسا بمشاركة أعضاء أكاديمية «لوياك» للفنون الأدائية «لابا» عرضا فنيا متميزا، تحت عنوان «كلام الامس واليوم»، جمع بين الموسيقى والغناء والرقص والأداء، أمس الأول، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا واستمر ما يقارب 80 دقيقة، محلقاً بالحضور في رحلة تاريخية وجغرافية استحضرت الشعراء والمغنين من الجاهلية إلى وقتنا الحاضر.ولم يكتف القائمون على الأوبريت الفرنسيين من أصول عربية (المغرب والجزائر) كاتبه مراد عموري، ومؤلف موسيقاه وملحن أغانيه مالك بيكي، ومخرجه حفيظ زكي، بالامتاع البصري والحسي للتوليفة الرائعة لهذا العمل الذي يعد اقرب إلى الاوبرا الفرنسية، وإنما حاولوا تنشيط ذاكرة الحضور عبر الحوار الذي كان يربط بين المشاهد سواء الغنائية او الراقصة من خلال التجديد والتشكيك والتفسير لشعر وشعراء الماضي والحاضر عن طريق إعادة أقلمة الأغاني والموسيقى والرقص لعمل جسر يربط بين الماضي والحاضر.وخلال الفكرة التي اعتمدت على رجل قادم من المغرب العربي إلى مكان ما في الشرق العربي يسمى «هضبة الزمان» ليتعرف على شاعر مجهول، ذكر كل شيء في ديوانه الشعري إلا اسمه، وهو ما يكتشف الجميع في نهاية العمل الفني الجميل أن كل الحضور هم الشاعر المجهول.
واستدعى الأوبريت خلال لوحاته شعراء الجاهلية ومنهم عروة بن الورد، وطرفة بن العبد، حتى وصل إلى العصر الحديث مع الشعراء ابراهيم ناجي، حيث غنت له الفرقة الموسيقية اغنية الاطلال التي شدت بها أم كلثوم ولحنها رياض السنباطي في الاستهلال للعمل، حيث جمعت بين الرقص من خلال راقصة تميزت بالتعبير الحركي لكل كلمة في القصيدة وكل جملة لحنية بشكل مبهر، وصولا إلى الشاعر الفلسطيني محمود درويش من خلال قصائده التي تتكلم عن الأمل والألم. كما قدم الأوبريت خلال حواره تعريفات مختلفة عن كلمة «الخمر» حيث كانت عند عنترة بن شداد تعبيرا عن البطولة، وعند طرفة بن العبد رمزا للفقر، وعند حسان بن ثابت رمزا لأعلى درجات التصوف. وقال مالك بيكي لـ«الجريدة»: «إننا حرصنا أن يكون الأوبريت أقرب إلى الأوبرا الفرنسية، ولكن مع بعض الاختلافات التي تلائم روح الشرق، وتتمثل في أن الأوبريت يقدم أغاني بدلا من الألحان، وحواره كلامي بدلا من الحوار الغنائي، والهدف منه الترفيه والسخرية من المواقف، ولا يقصد إثارة العواطف القوية أو تقديم قضايا حيوية».وأضاف: «حرصنا أيضا على أن تكون اللوحات الحركية أو الراقصة بشكل إيمائي لكي تخدم فكرة العمل، وتربط بين الحوار المشاهد، أو تكون تمهيداً لمشهد آخر».كما بين أن كل أنواع الرقص التعبيري الهادفة والتي دخلت في صلب أوبريت «كلام الامس واليوم» تروي قصة بواسطة أو تعبر عن معاني قصيدة أو تجسد جملة لحنية عبر الأجساد، فالرقص في الأساس حكاية تقدم بالجسد، وطالما هناك حكاية، فالحكاية تعبر عن حالة ما، حزن أو فرح، أو ألم، أو خوف أو تمرد، وهذه الحالة تتطور، ويطلق عليها دراما، وتصبح جزءاً من العرض المسرحي.وشدد على أنه رغم ان فترة التدريب بين القادمين من فرنسا وشباب لوياك لابا التي لم تتجاوز 10 أيام فإنهم استطاعوا تقديم مفهوم الأوبريت الذي هو حكاية أو حلم أو مسرحية غنائية كاملة الأركان.
مالك بيكي: عملنا أقرب إلى الأوبرا الفرنسية ولكن بروح الشرق