هل تعرفان ما يجعل وقع القصة في «سولي» قوياً لدى الناس؟

Ad

• توم هانكس: في عام 2009، كانت صدمة اعتداءات 11 سبتمبر لا تزال قوية وكان الناس يجفلون لدى سماع أبسط صوت. تصوروا ما كان ليقول سكان نيويورك لو شاهدوا طائرة «إيرباص» تحاول الهبوط فوق نهر «هادسون»! كانوا ليظنوا أنها ستنفجر حتماً! لكن حصل العكس تماماً! ما حدث في ذلك اليوم أثّر بشدة في مخاوفنا. أراد مخرج الفيلم كلينت إيستوود أن يقول إن الوثوق بالمؤسسات لا يزال ممكناً مع أنها تخذلنا باستمرار. سيبقى فيلمه مادة مهمة خلال القرون المقبلة.

• سولي: قبل عشر سنوات، كان الوضع ليبدو مختلفاً. في عام 2009، كانت الولايات المتحدة في ذروة الأزمة المالية وكان الناس يحتاجون إلى أنباء سارة ليستعيدوا ثقتهم بالمؤسسات الرسمية. تمكّن الناس فجأةً من الوثوق بالطبيعة البشرية مجدداً. لا أحب أن يعتبرني الناس بطلاً لكني بدأتُ مع مرور الوقت أفهم أن الأمل تجدّد بعد ما قمتُ به.

أصبحتَ مشهوراً بقدر الطيار تشارلز ليندبيرغ.

• سولي: قمتُ بأول رحلة جوية في مارس 1967، في تكساس. كنت أبلغ 16 عاماً. منذ ذلك الحين، قدتُ الطائرة لأكثر من 20 ألف ساعة. حين اضطررتُ إلى الهبوط في ذلك اليوم، فهمتُ سريعاً أن ما حصل للتو سيغير حياتي. كنتُ أستعد لمواجهة حدث مخيف بهذا الشكل منذ أكثر من 30 سنة. لكني لم أكن مستعداً للشهرة. أنا شخص خجول ومتحفظ ولا أبحث عن الأضواء. لكن يذكّرني الناس يومياً بما حصل. إنه حدث إيجابي لحسن الحظ!

توم، هل تتذكر متى انقلبت حياتك فجأةً مثل سولي؟

• توم: حصل ذلك يوم أدركتُ أنني لم أعد مضطراً إلى القلق لأنني أملك ما يكفي من المال. فهمتُ أنني المسؤول الوحيد عن حياتي. بفضل مهنتي أصبحتُ ثرياً واكتسبتُ النفوذ وأعرف أن الناس سيصغون إليّ حين أريد التعبير عن آرائي. لكني لم أتعمّد يوماً بلوغ هذا الهدف. «سولي» بطل طبعاً لكني أعتبره في المقام الأول رجلاً بارعاً في عمله. أتمنى أن يقول الناس عني الأمر نفسه!

سولي، ما فعلتَه كان أشبه بالأعجوبة. ما كانت أهم ميزة لديك وسط تلك الظروف الاستثنائية؟

• سولي: حافظتُ على هدوئي. إذا لم نستطع التحكم بنفسنا، كيف يمكن أن نتحكم بالحوادث؟ استفدتُ من النشوء في كنف عائلةٍ تعطي الأولوية للتعليم والقراءة. كان والداي يتوقعان مني التميّز في كل ما أفعله. حاولتُ طوال حياتي أن أقدّم أفضل ما لديّ.

قرارات ومعطيات

هل صحيح أنك لم تقابل مساعد الطيار جيفري سكايلز إلا قبل يومين من الرحلة؟

• سولي: تلقينا نحن الاثنان تدريباً عالي المستوى. لو شاهدَنا أحد في مقصورة الطائرة في ذلك اليوم لظنّ أننا نطير معاً منذ سنوات. بعد الحادثة، حرصتُ على القيام بآخر رحلة مع جيف قبل تقاعدي. تفاهمنا من دون الحاجة إلى الكلام.

توم هل اضطررتَ يوماً إلى اتخاذ قرار عاجل غيّر مسار حياتك؟

• توم: كنت في التاسعة عشرة من عمري. في صباح أحد الأيام، تلقّيتُ رسالة تدعوني إلى التمثيل في مسرح يبعد مسافة 2000 كلم عن منزلي. كنت أصبحتُ أباً للتو ولم أنهِ دراستي بعد ولم أكن أملك فلساً في البنك.

كانت الظروف كافة تدعوني إلى رفض العرض لكني سمعتُ حدسي. رميتُ أغراضي في سيارتي القديمة وانطلقتُ. كان المستقبل في انتظاري.

سولي، امتدّ التحقيق على 15 سنة بعد هبوط الطائرة وخضعت المعطيات والتسجيلات كافة وقراراتك للتدقيق. كيف عشتَ هذه الفترة؟

• سولي: كانت هذه الفترة شاقة جداً ولم أعد أنام بسلام. في عام 1991، حقّقتُ شخصياً بحادث أودى بحياة كثيرين. سمح لي موقعي بمعرفة أهمية التحقيقات. خلال الهبوط الذي دام لثوانٍ، أدركتُ أن كل كلمة نقولها وكل حركة نقوم بها ستخضع للتدقيق طوال عشرات السنين. لكنّ هذه الفكرة لم تُلهِني عما كنت أفعله. لن أغيّر شيئاً لو تكررت تلك الحادثة.

سياسة

توم، أنت أحد أقوى مؤيدي الحزب الديمقراطي لكنك أعلنت أن الوضع سيكون على ما يرام رغم فوز ترامب. أتصور أن الطيار يقول الكلام نفسه للركاب قبل الهبوط مباشرةً...

• توم: [يضحك] يجب أن نتوقف عن اعتبار فوز ترامب نهاية العالم! بدل العيش في حالةٍ من الهلع، لننتظر ما سيحصل. لن يتوقف العالم عن الدوران. عشتُ طفولتي حين كانت الفوضى عارمة في الشوارع ووسط العائلات ومع ذلك بقيت الولايات المتحدة بلداً ديمقراطياً ولا تزال كذلك!

يُعتبر كلينت إيستوود من الأشخاص القلائل الذين دعموا دونالد ترامب علناً في هوليوود. هل تكلّمتَ معه عن السياسة؟

• توم: طبعاً لا! يكون موقع التصوير أكثر مكان غير سياسي في العالم. لا أفهم كيف يمكن أن تقسم السياسة الأشخاص الذين يتبادلون الاحترام. صوّت أصدقاء مقرّبون لي لصالح دونالد ترامب. لا أشاركهم آراءهم لكني لن أغضب منهم.

• سولي: أعترف بأنني ما زلت تحت وقع الصدمة. أعطيتُ صوتي لهيلاري كلينتون لأنني أقدّر دوماً أصحاب الخبرة. تحقق الولايات المتحدة النجاح حين تبقى أمينة لقيمها. أتمنى ألا ننسى ذلك خلال السنوات الصعبة التي تنتظرنا. في ما يخص كلينت إيستوود، لطالما أبهرني بهدوئه وصبره وكان يحرص دوماً على طمأنتي ويذكّرني بضرورة أن أثق به.

الكونغرس
يقول الطيار «سولي» إن في عام 2009، طُلب منه أن يترشّح لدخول الكونغرس لكنه رفض، ويتابع: «أصبحتُ مدافعاً عن الأمن. كي أتكلم بذكاء عما أعرفه، يجب أن أتمكن من التعبير عن رأيي بحرية».

أما توم هانكس، الذي يظن ستيفن سبيلبرغ أن فرصة فوزه كبيرة إذا ترشّح للانتخابات، كما صرّح يوماً، ويوافقه الرأي مايكل مور، فيذكر في هذا الشأن: «لا أرغب في ذلك لأي سبب! يستعمل معظم السياسيين اللغة الخشبية خوفاً من إثارة استياء الناس. أما أنا فأحرص على قول الحقيقة بغض النظر عن العواقب.

ويختم سولي: «وأنا واثق أيضاً من فوز توم إذا ترشّح».