يعيش لبنان حالة من التفاؤل بإمكان تأليف حكومة جديدة برئاسة زعيم تيار "المستقبل" سعد الحريري قبل عيدي الميلاد ورأس السنة آخر الشهر الجاري. ويقف خلف هذا التفاؤل الخطاب الذي ألقاه مساء أمس الأول الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الذي وصف بأنه إيجابي، إضافة الى اللقاء الذي جمع الحريري مع رئيس مجلس النواب زعيم حركة "أمل" نبيه بري، الذي يشكل رقما صعبا في عملية عرقلة التأليف.

وعلى الهامش، تحدث مراقبون عن "أجواء مفتوحة" بين حزب الله وحزب القوات اللبنانية بعد خطاب نصرالله أمس الأول، الذي عبر فيه عن أمله بألا تعود هناك خصومة أو عداوة بين أي من الأحزاب اللبنانية، وأكد فيه ألا مشكلة مع القوات ولا مع اتفاق معراب بين "القوات" والتيار "الوطني الحر"، وألا توتر شيعيا - مسيحيا.

Ad

في المقابل، وصف الرئيس السابق لجهاز الإعلام والتواصل في حزب "القوات اللبنانية" ملحم الرياشي، الذي يعتقد أنه سيشغل وزارة الإعلام في الحكومة العتيدة، خطاب نصرالله بأنه "كلام جديد بكل معنى الكلمة".

وأكد رياشي أن "يد القوات دائما ممدودة من أجل حماية السلام اللبناني"، مضيفا أنه "بالرغم من الاختلافات بين القوات وحزب الله في ملفات عدة، لكن يد القوات اللبنانية ممدودة للحزب".

وعن تشكيل الحكومة، قال الرياشي إن "اليوم هناك عقدة في حقيبة تيار المردة، ولكن أعتقد أن في مطلع الأسبوع المقبل ستحل، وهذا سيسهل ولادة الحكومة".

وبشأن الأوضاع في المنطقة، قال: "الأزمة في المنطقة لم تنته، ولكن ملامحها بدأت تتضح، والحوار اليوم مع (الرئيس السوري بشار) الأسد لا ينفع، لكنه ينفع مع سورية مع إيران مع روسيا، وحياد لبنان يجب أن يكون مباركا من الأمم المتحدة". وتابع: "على مستوى القيادة لم نتوقف عند زيارة (مفتي سورية) الشيخ حسون، وأي شخص يستقبله رئيس الجمهورية أو البطريرك الراعي لا دخل لأحد به، ولكن لا يمكن منع ردة الفعل الشعبية".

في سياق آخر، توجه القيادي في "التيار الوطني الحر"، النائب السابق سليم عون، للفريق الشيعي قائلا: "كما نتفهم الخصوصية الشيعية وقبول حزب الله بالقليل وإعطاء حلفائه الكثير، فكذلك عليهم أن يتفهموا الخصوصية المسيحية، وألا يقفوا بوجهها ويتصدوا لها، خصوصا أننا لا نأخذ شيئا من حصة أحد، وقد ارتضينا كتيار وطني حر أن نتقاسم حصتنا مع حليفنا وشريكنا حزب القوات".

في سياق آخر، نفذ الجيش اللبناني، أمس، حملات دهم لمخيمات النازحين السوريين في مناطق البقاع وشمال لبنان.

وقال مصدر أمني إن الجيش دهم مخيمات مشاريع القاع المتاخمة للحدود مع سورية، بحثا عن أسلحة ومطلوبين. وتم توقيف العشرات، ومصادرة أسلحة حربية وذخائر.

وأضاف المصدر أن دورية من مخابرات الجيش اللبناني أوقفت في بلدتي زغرتا ومرياطة في الشمال أعدادا من السوريين لتجولهم من دون أوراق قانونية.