تسبب الاستخدام الخاطئ لخاصية "أنا آمن"، التي يتيحها موقع فيسبوك عبر تطبيق Safety Check، في انتقاد جماهيري واسع للخدمة، التي فُعلت لأول مرة في مصر، أمس الأول، بعد حادث تفجير إرهابي استهدف كمينا أمنيا في ضاحية الهرم، أودى بحياة ضابطين و4 جنود. واعتبر خبراء في مجال الأمن والسياحة أن الخدمة التي تظهر لمستخدمي "فيسبوك"، للتأكد من سلامتهم من عدمه لم تكن موفقة، خاصة أنها أتيحت لكل مستخدمي الموقع على مستوى البلاد، وليس في نطاق الحادث فقط، ما أعطى انطباعا عالميا بضخامة الحدث، بعد تسجيل ملايين المصريين على التطبيق بأنهم آمنون، فيما قد يؤثر ذلك سلبا على موسم سياحة "أعياد الميلاد"، حيث لم تزد الحجوزات السياحية في منتجع شرم الشيخ على 2 في المئة، حتى الآن. وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق اللواء شوقي صلاح إن تداول هذا التطبيق في حادث صغير وليس في كارثة طبيعية مثل الزلازل أو البراكين، يشير إلى وجود استهداف لمصر هدفه إظهار الأوضاع عموماً بأنها غير آمنة. وأضاف صلاح، لـ"الجريدة"، "يجب عدم الانسياق وراء استخدام مثل هذه التطبيقات، لأن الجهل بها يساعد بشكل غير مباشر في تشويه صورة الأمن المصري، ما يؤثر سلبا على سمعة مصر، وبالتالي تقلص السياحة الوافدة". الأمر ذاته أكده نقيب السياحيين باسم حلقة قائلا: "الانسياق وراء هذا التطبيق عقب الانفجار له دور في تضخيم أبعاد هذه الواقعة، وهذا من شأنه أن يدفع السائحين إلى العزوف عن زيارة مصر خلال موسم السياحة الشتوي، الذي يصل ذروته بالتزامن مع أعياد الميلاد".في السياق، أكدت عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقا ليلى عبدالمجيد ان استخدام التطبيق يعكس مدى الجهل بنوعية هذه البرامج التي من شأنها التخصص في مناطق الكوارث والحروب، مضيفة لـ"الجريدة": "ما حدث مجرد خدعة إلكترونية استخدمت كأداة من أدوات حروب الجيل الرابع".
يذكر أن تطبيق Safety Check انطلق عالميا في أكتوبر 2014، وتم تفعيله لأول مرة في فرنسا، نوفمبر 2015 عقب الهجوم الإرهابي الذي ضرب باريس، ليتمكن المتواجدون في نطاق الحادث من طمأنة ذويهم على سلامتهم، وهي الفكرة التي أعلنها مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ، في طوكيو، لافتا إلى أن ما دفعهم في "فيسبوك" إلى التفكير فيها هو كارثة "تسونامي" عام 2011.
دوليات
خاصية «أنا آمن» في «الفيسبوك» تهدد «السياحة الميلادية»
11-12-2016