الغانم رئيساً لمجلس الأمة

النواب أدوا القسم الدستوري

نشر في 11-12-2016 | 13:23
آخر تحديث 11-12-2016 | 13:23
No Image Caption

انتخابات الرئاسة

فاز النائب مرزوق الغانم في انتخابات رئاسة المجلس بعد حصوله على 48 صوتاً مقابل 9 أصوات لعبدالله الرومي و8 أصوات لشعيب المويزري.

وبعث حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ببرقية تهنئة إلى معالي مرزوق على الغانم رئيس مجلس الأمة عبر فيها سموه عن خالص التهنئة بالثقة التي اولاه اياها اخوانه أعضاء مجلس الأمة بانتخابه رئيساً لمجلس الأمة متمنياً له كل التوفيق والسداد.

مبتهلاً سموه إلى المولى تعالى أن يوفق الجميع لكل ما فيه خير وخدمة الوطن العزيز وتحقيق كل ما يتطلع إليه من نماء ورفعة وازدهار وأن يديم عليه نعمة الأمن والأمان والرخاء.

وبعث سمو ولى العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ببرقية تهنئة إلى معالي مرزوق علي الغانم رئيس مجلس الأمة ضمنها سموه خالص تهانيه بمناسبة انتخابه رئيساً لمجلس الأمة متمنياً له كل التوفيق والسداد كما بعث سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ببرقية تهنئة مماثلة.

أداء القسم

أدى أعضاء مجلس الامة (وزراء ونواب) اليمين الدستورية اليوم الاحد في الجلسة الاولى لدور الانعقاد العادي الاول من الفصل التشريعي ال15 وذلك لمباشرة أعمالهم في المجلس وفقا للمادة (91) من الدستور.

وتنص المادة المذكورة على انه "قبل أن يتولى عضو مجلس الأمة أعماله في المجلس أو لجانه يؤدي أمام المجلس في جلسة علنية اليمين الآتية .. أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن والأمير وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق".

افتتاح المجلس

دعا حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه اليوم الأحد أعضاء مجلس الأمة إلى أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الكويت وجعلها المعيار الأول لكل مايصدر عنهم بمعزل عن الاعتبارات الشخصية والعائلية والفئوية والطائفية والقبلية والطبقية.

وأكد سموه حفظه الله خلال كلمته في افتتاح دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة ضرورة تحمل المواطنين مسؤولياتهم الوطنية في رفض دعوات الفتنة البغيضة وشق الصف والتعاون التام مع الجهات المختصة لحفظ امن الوطن واستقراره.

وشدد سموه على أنه آن الاوان للانتقال الى مرحلة جديدة من التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي ترتقي إلى مستويات التحديات على مختلف الصعد وتجسد وحدة الهدف والمصير بين الاشقاء وتعزز تلاحمهم فيما يحقق التنمية الشاملة لشعوب الدول ويحفظ أمنها واستقرارها.

وفيما يلي نص كلمة سموه:

"بسم الله الرحمن الرحيم

(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)

صدق الله العظيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين.

اخواني وابنائي رئيس واعضاء مجلس الامة المحترمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أحييكم بأطيب تحية ويسرني أن نلتقي اليوم لافتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الخامس عشر وباسم الله وعلى بركته وهديه نفتتح أعمال هذا الدور ونسأله تعالى أن يلهمنا السداد ويأخذ بأيدينا جميعاً لما فيه خير ورفعة وطننا وشعبنا وأمتنا أنه سميع مجيب.

وفي فاتحة هذا الفصل التشريعي أتوجه لكم بخالص التهنئة على ثقة الشعب الغالية معرباً عن عميق ارتياحي وسروري لما أفرزته النتائج من وجوه شابة طموحة تثير مشاعر الأمل والتفاؤل وتعزز الطاقة المتجددة لبناء وطننا الغالي ولا يفوتني في هذا الصدد أان انوه بالدور البناء الذي قامت به وسائل الاعلام الرسمية والخاصة في تجسيد الممارسة الديمقراطية وتشجيع المواطنين على اداء واجبهم الوطني وتعزيز الطرح الايجابي لقضايانا الجوهرية وفي رحاب مرحلة جديدة من العمل الوطني اجد لزاما كوالد للجميع ورأس السلطات الثلاث تذكيركم فالذكرى تنفع المؤمنين.

لقد حملكم الوطن امانة ثقيلة واولاكم اهل الكويت ثقتهم فاحرصوا غاية الحرص على اداء الامانة والارتقاء الى مستوى الثقة وان تضعوا نصب اعينكم دائما مصلحة الكويت وتجعلوها المعيار الاول لكل مايصدر عنكم من قول او عمل في الشأن العام بمعزل عن اي اعتبارات اخرى شخصية او عائلية او فئوية او طائفية او قبلية او طبقية او مناطقية.

الاخوة الاعضاء...المحترمين

لقد اشرت مرارا ومن على هذا المنبر الى الاخطار المحدقة بنا من كل جانب كما نبهت مرارا الى ضخامة التحديات التي تعترض مسيرتنا وتعرقل سعينا الدائم لحماية امن الوطني واستقراره واسعاد المواطنين وحفظ كرامتهم وضمان مستقبل كريم لهم ولاجيالهم القادمة.

وانه لمن بواعث القلق الشديد ان هذه الاخطار قد تصاعدت وهذه التحديات قد تزايدت فالارهاب الهمجي عرف طريقه الى ديرتنا الوادعة المسالمة الامنة مستهدفا اشعال نار الفتنة وشق الصف والنيل من وحدتنا الوطنية.

وان الحمد والفضل لله الذي حالت عنايته ويقظة العيون الساهرة على امن الوطن وجهودهم المشهودة دون وقوع المزيد من الجرائم الارهابية ومع ذلك يبقى الحذر واليقظة واجبا وطنيا عاما ادعو اخواني وابنائي المواطنين الى تحمل مسؤوليتهم الوطنية في رفض دعوات الفتنة البغيضة وشق الصف والتعاون التام مع الجهات المختصة لحفظ امن الوطن واستقراره وان وحدتنا الوطنية من اهم نعم الله وافضاله على هذا البلد الطيب واهله وهي السور المنيع الذي يحمي مجتمعنا نعمل جميعا على التمسك بها ونحرص على دعمها وصيانتها.

اما التحدي الاخر الذي يهدد مسيرتنا فهو الانخفاض الهائل في ايرادات الدولة جراء انهيار اسعار النفط في العالم ما اوقع عجزا كبيرا في الموازنة العامة للدولة لا مفر من المبادرة الى اتخاذ اجراءات فعالة لمعالجته والتخفيف من اثاره.

وانني على ثقة بان مجلسكم الموقر واخواني وابنائي المواطنين جميعا تدركون بأن خيار تخفيض الانفاق العام اصبح امرا حتميا من خلال تدابير مدروسة لاصلاح الخلل في الموازنة العامة ووقف الهدر واستنزاف مواردنا الوطنية وتوجيهها نحو غايتها الصحيحة مع الحرص على للتخفيف عن كاهل محدودي الدخل ومراعاة العدالة الاجتماعية و بالمراجعة الدورية لهذه الإجراءات وتقويمها تبعا لوضع إيرادات الدولة.

وهي جزء من برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي يكون للقطاع الخاص فيه دوره الحيوي الفاعل يلتزمه به الجميع و تقوم الحكومة بإعداد كافة أدواته و تفاصيله العملية الزمنية يعرف فيه المواطن دوره و ما يمكن أن يحققه هذا البرنامج له للأجيال القادمة و يضمن مشاركته الإيجابية و تحمل مسؤوليته الوطنية.

اخواني وابنائي واحبائي المواطنين

ما كان بودي أن يأتي يوم أطلب منكم فيه التخلي عن شيء من الوفرة التي حرصت دوما أن تظل لكم ولكنني واثق بأنكم لا تقلون عن آبائكم و أجدادكم حبا للكويت ووفاء لها واستعدادا للتضحية من أجلها.

إخواني ... وأبنائي

في ظل الأوضاع الراهنة عالميا و إقليميا من حولنا على وجه الخصوص و ما تنطوي عليه من مخاطر مصيرية و ما تحمله من نذر

تطورات مفاجئة قد لاتخطر على بال وما يجري حاليا من تشريد وتهجير الملايين وبعد اتساع مخططات العبث والتخريب وتنوع ادواته وتعدد اطرافه وانغماس قوى كبرى في هذه المعمعة لذلك ينبغي التزام الاولويات وتقديم الاهم على المهم ويجب ان يدرك الجميع ان هذا ليس وقت الترف السياسي او التكسب على حساب مصلحة الكويت العليا.

واذا كان قدرنا ايها الاخوة ان نتحمل مسؤوليتنا الوطنية في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة فاننا على ثوابتنا الراسخة في التعامل مع محيطنا وهذا العالم في بعديها العربي والاسلامي واطارها الاقليمي والدولي ملتزمين بنهجنا المعتدل المعهود جسر سلام ومحبة من اجل التقدم البشري وخير الانسانية جمعاء وقد آن الأوان للانتقال الى مرحلة جديدة من التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي ترتقي الى مستوى التحديات على مختلف الاصعدة وتجسد وحدة الهدف والمصير بين الاشقاء وتعزز تلاحمهم فيما يحققق التنمية الشاملة لشعوب هذه الدول ويحفظ سيادتها وامنها واستقرارها.

وفي هذا الصدد يطيب لي ان اعبر عن عظيم السرور واللاعتزاز بزيارة اخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود والوفد المرافق له لبلده الكويت بما تعكسه من عمق روابط الأخوة والمودة بين البلدين الشقيقين -قيادة وشعبا- على مدى التاريخ وتضامنهما الوثيق في مواجهة مختلف المصاعب والمحن.

مستذكرا بكل التقدير والعرفان الدور التاريخي الذي قامت به المملكة من أجل نصرة الحق الكويتي ومؤكدا على الدور المشهود الذي تضطلع به بقيادة الملك سلمان في تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتكريس الأمن والسلام والازدهار في المنطقة.

الأخوة رئيس وأعضاء المجلس.. المحترمين

لا شك بأن التنمية المستدامة هي هدفنا الأول وغايتنا الأسمى في الحاضر والمستقبل وهي التحدي الدائم الذي يقرر مصير بلدنا ومجتمعنا.

إن أولوية قضايا الأمن والاصلاح المالي الاقتصادي ومواجهة آفة الفساد بلا هودة لا يعني أبدا نسيان أو إغفال ما يعانيه وطننا من علل وما يوهن مجتمعنا من أمراض مزمنة مما يستدعي وضع برامج وخطط علمية مدروسة بعيدة المدى لعلاجها والقضاء عليها وإنقاذ الوطن والمجتمع من شرورها وفي مقدمة ذلك ضرورة تطوير وزيادة الاهتمام برعاية الشباب والاستماع إليهم ومشاركتهم وتربيتهم على الاعتدال وتحصينهم ضد التطرف والفكر المنحرف وتثقيفهم على قبول الاختلاف والرأي الآخر وتعدد وجهات النظر وتعزيز روح التعاون والعمل الجماعي ويجب فتح أبواب المستقبل أمام الشباب وإيجاد فرص عمل حقيقية لعشرات الآلاف الذين يدخلون سوق العمل كل عام.

وهناك أيضا تطوير وتحسين الخدمات العامة كالصحة والإسكان والبنى التحتية وقبل كل ذلك ضرورة مراجعة مناهج وأساليب التعليم وتحديثها بما يواكب التطورات التي يشهدها العالم.

إخواني... أبنائي

إننا على إيمان ثابت بأن الكويت التي تجاوزت المحن والشدائد على مر الزمن قادرة بعون الله وفزعة أهلها الأوفياء على مواجهة كل التحديات والمخاطر وقيادة المسيرة إلى بر الأمان.

سيروا على بركة الله متعاونين متآزرين لخدمة وطنكم فمنه العون والقوة ونسأله تعالى أن يكتب لنا النجاح والتوفيق وأن يحفظ بلدنا ويديم عليه نعمة الأمن والأمان ويدرأ عنا شرور الفتنة والفرقة لتظل كويتنا الغالية دائما دار عز وأمان ورفاه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

رئيس السن

=

"بسم الله الرحمن الرحيم حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه سمو ولي العهد حفظه الله سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر الاخوة أعضاء مجلس الأمة المحترمين ضيوفنا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، بالنيابة عن اخوتي وأخواتي أعضاء مجلس الأمة وبالأصالة عن نفسي يشرفني يا صاحب السمو أن أرفع إلى مقامكم الكريم أسمى آيات الشكر والتقدير لتفضلكم بتشريف حفل افتتاح دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة سائلا المولى عز وجل أن يمتع سموكم بموفور الصحة والعافية وأن يحفظ سمو ولي عهدكم ذخرا وسندا لكم. كما أتوجه بالتهنئة لسمو رئيس مجلس الوزراء الموقر وأعضاء الحكومة على ثقة صاحب السمو أمير البلاد ولزملائي وزميلاتي أعضاء مجلس الأمة الذين فازوا بثقة المواطنين متمنيا لكم جميعا التوفيق والسداد في أداء رسالتهم السامية.

يا صاحب السمو إن مجلس الأمة الذي يتشرف اليوم بحضوركم افتتاح دور انعقاده العادي الأول هو ثمرة انتخابات عامة حرة نزيهة تمت تحت إشراف قضائي كامل. وهو بجميع اعضائه يمثلون المجتمع الكويتي بمختلف أطيافه. وقد أجريت هذه الانتخابات بعد أن رأيتم سموكم بثاقب نظركم أن من شأن الظروف الاقليمية الدقيقة والتحديات الأمنية والاقتصادية الراهنة وما تحمله من مخاطر ومحاذير أن تجعل من الحكمة العودة الى الشعب مصدر السلطات ليعبر عن توجهاته في مواجهة تلك التحديات.

وسوف يكون هذا المجلس عند حسن ظن الشعب الكويتي به وقادرا على ذلك بإذن الله ثم بفضل توجيهاتكم الحكيمة والمعاونة الصادقة من جانب الحكومة وأعضائها. وقد كان الدستور حريصا على التأكيد على ضرورة التعاون المتبادل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية عندما نص صراحة على أن نظام الحكم في دولة الكويت يقوم على أساس فصل السلطات مع تعاونها وفقا لأحكام الدستور.

وقد أثبتت التجربة في الفصول التشريعية السابقة أن التعاون بين السلطتين وتلاقيمها وتآزرهما وليس تصادمهما هو الطريق الوحيد والمسار الآمن لتحقيق ما يصبو إليه الشعب الكويتي من اصلاحات هيكلية في المجالات المختلفة مالية واقتصادية وإدارية والتعامل مع التحديات الخارجية الدولية والاقليمية بما يتفق مع سياستنا الخارجية التي تقوم على دعائم ثابتة أهمها استقلالية القرار الكويتي والتعاون الكامل والوثيق مع اشقائنا الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وتنمية علاقاتنا الخارجية مع سائر الدول على أساس الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل.

يا صاحب السمو إن المواطن الكويتي ينتظر منا الكثير مجلسا وحكومة. فالخدمات الصحية ومخرجات التعليم لا تزال دون المستوى المطلوب ولا تزال طلبات الرعاية السكنية تتراكم على الرغم مما قام به مجلس الامة في الفصل التشريعي السابق وبالتعاون مع الحكومة من جهد صادق في هذا الشأن وهو التعاون الذي نأمل المزيد منه حتى نضع حدا لهذه القضية التي تشغل أذهان الكثير من المواطنين.

كما انه لا تزال الحكومة تبحث في المجال الاقتصادي عن التعاون العادل بين النشاط العام والنشاط الخاص بحيث لا يطغي أحدهما على الآخر بالمخالفة لأحكام الدستور ومذكرته التفسيرية وبما يتفق ومقتضيات التوفيق بين الصالح العام ومصالح الأفراد.

كما انه وعلى الرغم من تعدد الاجهزة الرقابية فالفساد لا يزال قائما يراه الجميع جهارا نهارا في تحد سافر للقوانين.

وهذا الفساد المستشري كفيل وحده بإجهاض كل محاولات التنمية.إن مكافحة الفساد باتت ضرورة قصوى في الظروف المالية والاقتصادية التي نواجهها. فالكويت تمر الآن بمنعطف طول الأمد من ضعف الايرادات الامر الذي يحتم ولوج حقبة اصلاح اقتصادي تنموي بقناعة مجتمعية عامة. ولا يمكن اقناع المواطنين بأن للاصلاح الاقتصادي ثمنا لا بد للمواطن ان يتحمله وهو يرى بعينيه ان ما يخصم من جيبه يتحول اضعافه الى جيوب الفاسدين.

إن تطبيق الدستور نصا وروحا وحسن اختيار القيادات الادارية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتوقيع الجزاء الرادع والناجز على كل من يخالف القوانين المعمول بها ومواجهة حالات استغلال النفوذ والتربح غير المشروع على حساب الدولة بكل حزم هو السياج المنيع الذي يصون حياتنا الدستورية من العواصف التي تعكر صفوها وتعيق مسيرتها.

وبفضل قيادة سموكم الرشيدة وتوجيهاتكم السامية سوف نعمل معا مجلسا وحكومة في تناغم يضمن تحقيق المصالح والاهداف الوطنية وإعلاء شأن الوطن ويحقق الحياة الطيبة لجمهور المواطنين وتدعيم مبدأ المشروعية وسيادة القانون ولا يكون ذلك إلا بالتعاون الصادق وبالحوار الهادئ الذي يستهدف المصلحة العامة والبعيد عن اللدد في الخصومة أو تصفية حسابات سابقة لا مناص من تجاوزها.

ونأمل أن يكون العمل البرلماني خلال هذا الفصل التشريعي بالأسلوب الذي يليق بنا كممثلين للأمة بما يحمله من رقي العبارة في الحوار واحترام تعدد الآراء واختلاف الرؤى تجاه القضايا العامة والايمان بأن طريق الاصلاح لا يكون إلا داخل قاعة عبدالله السالم وليس خارجها في الميادين والساحات ومن خلال القنوات التي نص عليها الدستور وهي عديدة تكفل تصحيح المسار إذا ما تم استخدامها في مواضعها المقررة وبالأسلوب السليم.

يا صاحب السمو إن دول الشرق الأوسط تمر بمرحلة هامة في تاريخها إذ تسودها أحداث تهدد أمنها ومستقبلها في ظل علاقات دولية معقدة ومتشابكة. ودولة الكويت ليست بمنأى عن هذه الاحداث وتداعياتها الامر الذي يوجب الالتزام بسياسة خارجية حرة تحفظ للقرار الكويتي استقلاله إزاء أي ضغوط خارجية.

وفي ضوء ذلك تظهر اهمية الدور الهام الذي يقوم به مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي هو بغير شك الدرع الواقي لجميع دوله. فإن التلاحم بين دول المجلس وتوثيق العلاقات التي تربط بينها وبصورة خاصة في النواحي السياسية والأمنية أصبح الآن أكثر من أي وقت مضى ضرورة قصوى.

وسوف يساعد على ذلك عمق الروابط التاريخية التي تربط شعوبها اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا. وفي ظل القوى العظمى التي تسيطر اليوم على مقدرات العالم لم يعد أمام الكيانات الدولية الاخرى سوى التوحد في كيانات اكبر حتى تسطيع ان تفرض وجودها وسياساتها واحترامها في محيط دولي ملتهب لا يعرف سوى لغة المصلحة ودون اعتبار لأي مبادئ أخلاقية أو انسانية.

يا صاحب السمو نسأل الله العلي القدير جلت قدرته أن يحفظ الكويت وشعبها وأن يسبغ عليها دائما نعمة الامن والاستقرار. كما نسأله ان يوفقنا جميعا لما فيه خير الكويت ورفعة شأنها وأن نكون دائما عند حسن ظن المواطنين فينا وأن يمتع سموكم وسمو ولي عهدكم بموفور الصحة والعافية ويحفظكم ذخرا للوطن وأبا وقائدا للمواطنين.

(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).

شكرا على حسن استماعكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

رئيس الورزاء

أكد سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء اليوم الاحد أن الحكومة ستكون على قدر المسؤولية العظيمة لتنفيذ التوجيهات والنصائح السامية لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لتحقيق التطلعات والإنجازات المشهودة ومواجهة التحديات الجسام لدفع عجلة الإصلاح والتطوير.

وقال سمو رئيس مجلس الوزراء في كلمة ألقاها خلال افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة إن "الحكومة حرصت وتحرص دائما على تعزيز العلاقة الإيجابية مع مجلس الأمة في إطار نهج يسمح بوضع صيغة توافقية للارتقاء إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا لتحقيق المأمول من الغايات والتطلعات على مختلف الأصعدة والمجالات من خلال حسن التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في إطار أحكام الدستور واللائحة الداخلية لمجلس الأمة والأعراف البرلمانية السليمة".

وأضاف أن الحكومة تتطلع بكل الأمل والتفاؤل والثقة الواجبة إلى مجلس الأمة الموقر لترسيخ التعاون البناء والتفاعل الإيجابي من أجل النهوض بوطننا الغالي والارتقاء به إلى المكانة التي يستحقها ونحن قادرون على تحقيق ذلك.

وفي ما يلي نص الكلمة: "بسم الله الرحمن الرحيم (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) صدق الله العظيم حضرة صاحب السمو الشيخ / صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد حفظكم الله ورعاكم سمو الشيخ / نواف الأحمد الجابر الصباح ولي العهد حفظكم الله الأخ رئيس مجلس الأمة الموقر الأخوات والإخوة أعضاء المجلس المحترمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يطيب لي ونحن نلتقي اليوم في مجلسكم الموقر إيذانا ببدء دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الخامس عشر أن أرفع لمقامكم حضرة صاحب السمو حفظكم الله ورعاكم أسمى آيات الاعتزاز والامتنان على ثقة سموكم الغالية بتكليفي والأخوة الوزراء بحمل أمانة المسؤولية في هذه المرحلة الهامة من تاريخ الكويت الغالية كما أكرر التهنئة للأخوة الأفاضل أعضاء مجلس الأمة الموقر لفوزهم بثقة أبناء الأمة وتكليفهم بحمل مسؤولية رعاية مصالح الوطن وتحقيق تطلعاته.

ولا شك أن توجيهاتكم السديدة يا صاحب السمو ونصائحكم الغالية التي استمعنا إليها بكل جدية واهتمام مقدرين لها واعين لمضمونها سنكون بعون الله على قدر المسؤولية العظيمة لتنفيذ هذه التوجيهات والنصائح الغالية لتحقيق التطلعات والإنجازات المشهودة ومواجهة التحديات الجسام لدفع عجلة الإصلاح والتطوير.

الإخوة أعضاء المجلس المحترمين إن الحكومة حرصت وتحرص دائما على تعزيز العلاقة الإيجابية مع مجلس الأمة الموقر في إطار نهج يسمح بوضع صيغة توافقية للارتقاء إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا لتحقيق المأمول من الغايات والتطلعات على مختلف الأصعدة والمجالات من خلال حسن التعاون بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية في إطار أحكام الدستور واللائحة الداخلية لمجلسكم الموقر والأعراف البرلمانية السليمة والحكومة تتطلع بكل الأمل والتفاؤل والثقة الواجبة إلى مجلس الأمة الموقر لترسيخ التعاون البناء والتفاعل الإيجابي من أجل النهوض بوطننا الغالي والارتقاء به إلى المكانة التي يستحقها ولا شك أننا بعون الله قادرون على تحقيق ذلك.

الإخوة أعضاء المجلس المحترمين إعمالا لحكم المادة (98) من الدستور سوف تتقدم الحكومة لمجلسكم الموقر في القريب العاجل ببرنامج عملها فور الانتهاء من إعداده ويستهدف هذا البرنامج إيجاد معالجة جذرية لأهم المشكلات التي تشغلنا جميعا وإيجاد الحلول الناجعة لها وليسمح لي مجلسكم الموقر بأن استعرض أمام حضراتكم بعض ملامح ما تطمح الحكومة إلى إنجازه ضمن برنامجها الذي سوف تتقدم به.

ويأتي في مقدمتها استكمال تنفيذ الخطة الإنمائية الثانية (2015/2016 - 2019/2020) وما تضمنته من مشروعات استراتيجية محفزة للنمو الاقتصادي ومشاركة القطاع الخاص فيها وجاذبة للاستثمار الأجنبي منها ما ستنفذه جهات حكومية بمفردها ومنها ما سيشارك فيه القطاعان العام والخاص ولعل أهم هذه المشروعات محطة كهرباء الخيران ومشاريع معالجة النفايات والمدن العمالية بجنوب الجهراء ومدينة جنوب المطلاع ومشروعات مطار الكويت والجامعة والمستشفيات.

وكذلك مشروعات النفط مثل مصفاة الزور ومصانعها الملحقة ومشروع الوقود البيئي وهي مشاريع عملاقة ستدفع الكويت للدخول بقوة في مجال البتروكيماويات وستزيد القيمة المضافة لثرواتنا.

هذا إلى جانب مشروعات القوانين ذات الصلة والتي نأمل أن يتم إنجازها بالتعاون مع مجلسكم الموقر بالسرعة الممكنة.

الأخوة أعضاء المجلس الموقر إن تحديات المستقبل كبيرة لوضع الكويت في مصاف دول العالم على المؤشرات الدولية وأهمها التحديات في إعادة الهيكلة المالية العامة للدولة وتنويع القاعدة الإنتاجية وتفعيل الإجراءات الداعمة لمسار الإصلاح المالي والاقتصادي.

كما أن تركيز الجهود خلال الفترة القادمة لتطوير رأس المال البشري بتوجيه التعليم لتلبية احتياجات التنمية وتنفيذ مشروعات تطبيقات الحكومة الإلكترونية سيحقق مردودا سريعا في زيادة مستوى الشفافية وسرعة إنجاز المعاملات وبالتالي سيمتد هذا المردود على تهيئة بيئة الأعمال لتكون أكثر جذبا للشباب الكويتي للعمل في قطاعات الأعمال وللمستثمرين الأجانب لزيادة أعمالهم داخل الكويت.

هذا إلى جانب وضع حلول جذرية لمشكلات البيئة ومحاولة الاستفادة من تجارب الآخرين في حل تلك المشاكل واستثمار الطاقات المعطلة في الاستفادة من صناعات إعادة التدوير ورفع ترتيب الكويت في مؤشر الأداء البيئي.

حضرة صاحب السمو حفظكم الله ورعاكم الأخوة أعضاء المجلس الموقر لقد أقسمنا يا حضرة صاحب السمو أمام الله سبحانه ثم أمام سموكم بحمل المسؤولية والعمل الجاد على ترجمة رؤيتكم السامية وتفعيل العمل التنموي وتعزيز اقتصادنا الوطني وتدعيم مقوماته وتلبية احتياجات المواطنين خاصة في مجال الخدمات الحيوية كالتعليم والصحة والإسكان وقضايا التنمية ومشاركة الشباب وهي قضايا سوف نتفق مع مجلسكم الموقر على أولوياتها وجميع ما يتخذ بشأنها من إجراءات وحلول لنعمل معا على ما يبدد هموم أهل الكويت ويرفع عنهم معاناة ضغوط الحياة ويعزز ثقتهم بأداء أجهزة الدولة إلى جانب تفعيل دورهم الإيجابي باعتبار أن بناء الدولة مشروع وطني شامل يتحمل الجميع مسؤوليته.

كما أن أمامنا تحديا كبيرا في إصلاح سوق العمل والذي نرى أنه الأساس في اختلال التركيبة السكانية بما يستوجب دفع الجهود لتشجيع الشباب للاتجاه للعمل في القطاع الخاص وتنفيذ المشروعات بما يساهم في إصلاح سوق العمل والتركيبة السكانية.

الأخوة أعضاء المجلس الموقر إن أي إنجاز نطمح إليه لا يمكن أن يتم دون المتابعة الجادة والمحاسبة العادلة والشفافية المطلقة والأخذ بكل مقومات الإصلاح وهي تحتاج إلى مؤازرة مجلسكم الموقر ودعمه الدائم للحكومة سعيا لتحقيق الهدف المشترك "مصلحة بلدنا الحبيب".

وتضع الحكومة دائما نصب أعينها التوجيهات السامية بأن حماية دولة الكويت وتعزيز أمنها واستقرارها هو الهدف الأسمى.

ولن تألو الحكومة جهدا للارتقاء بمعايير العمل الأمني من أجل تنفيذ برامجها لتطوير وتحديث كافة القطاعات الأمنية لتحقيق أعلى معدلات الأداء للمحافظة على الأمن والاستقرار وتطوير الخدمات الأمنية التي تقدم للمواطنين والمقيمين.

الأخ الرئيس الأخوة الأعضاء المحترمين نعلم جميعا أننا نعيش مرحلة لعلها الأكثر تعقيدا في تاريخ منطقتنا العربية فالتطورات العالمية متسارعة الإيقاع تتشابك وتتداخل فيها المصالح وقد تتصادم وقدرنا أننا دائما في وسط هذه التوازنات والحسابات السياسية والأمنية والاقتصادية بجميع أبعادها وأنه واقع المتغيرات الإقليمية الذي نبه إلى خطورته حضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه والذي يجب ألا نغفل عنه ولا نملك حياله إلا أن تتوحد الجهود وتتراص الصفوف خلف قيادتنا الحكيمة وأن نحسن التصرف لحماية أمن الكويت واستقرارها ودفع عجلة التعاون الخليجي والعربي والإسلامي إزاء المخاطر التي تتعرض لها منطقتنا العربية.

إن الكويت الغالية هي الأمانة الكبرى التي سوف نسأل عنها أمام الواحد الديان أولا ثم أمام حضرة صاحب السمو حفظه الله ورعاه وأمام مجلسكم الموقر وأهل الكويت جميعا وأن قدرنا جميعا وخيارنا هو العمل الجاد المتواصل لتبقى الكويت بإذن الله دائما وأبدا موطن الأمن والرخاء والتقدم الحضاري الذي ننشده نسأل الله سبحانه أن يكون خير سند ومعين لنا جميعا على بلوغ الأهداف والغايات التي نطمح إليها في ظل راية حضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما.

والله الموفق لنا جميعا...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

back to top