العالم يشهد أول اتفاق نفطي مشترك منذ 15 عاماً

نشر في 12-12-2016
آخر تحديث 12-12-2016 | 00:03
وزير الطاقة السعودي خالد الفالح
وزير الطاقة السعودي خالد الفالح
نجحت «أوبك» في إنجاز أول اتفاق تاريخي مع 11 دولة من خارج المنظمة لتقليص إنتاجها بنحو 558 مليون برميل يومياً.
توصل منتجو النفط من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وخارجها، إلى أول اتفاق مشترك منذ عام 2001 لتقييد إنتاج الخام وتخفيف تخمة المعروض في الأسواق، بعد استمرار تدني الأسعار على مدى أكثر من عامين، مما شكل ضغوطاً على ميزانيات الكثير من الدول وأثار اضطرابات في بعضها.

وفي خطوة مفاجئة على هامش اجتماع منظمة «أوبك» مع المنتجين من خارجها، أمس الأول، أعلنت السعودية استعدادها خفض الإنتاج أكثر من المستوى المطلوب منها، ووصف وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الاتفاق «بالتاريخي» وأنه يعزز التعاون على المدى البعيد.

كما أعلن أن بلاده مستعدة لخفض إنتاجها دون مستوى العشرة ملايين برميل يومياً، حيث كانت السعودية قد التزمت بالخفض حتى 10.6 ملايين برميل.

ونقلت وكالة «رويترز» عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قوله، إن المحادثات بين «أوبك» والدول غير الأعضاء بالمنظمة أنقذت بفضل «الآراء والأفكار الجديدة» لنظيره السعودي خالد الفالح.

وتوصلت «أوبك» إلى اتفاق بتقليص إنتاج أعضائها 1.2 مليون برميل يومياً، كما نجحت في إنجاز أول اتفاق تاريخي مع 11 دولة من خارج المنظمة لتقليص إنتاجها بنحو 558 مليون برميل يومياً.

ومع توقيع الاتفاق أخيراً، بعد نحو عام من المداولات داخل «أوبك» والشكوك في مدى استعداد روسيا - غير العضو بالمنظمة - للتعاون، يتحول تركيز السوق الآن إلى الالتزام بالاتفاق.

ومن المتوقع أن تنفذ روسيا، التي لم تفِ قبل 15 عاماً بوعود بتقليص الإنتاج جنباً إلى جنب مع أوبك، تخفيضاً حقيقياً في الإنتاج هذه المرة.

لكن محللين يتساءلون ما إذا كان الكثيرون من المنتجين الآخرين من خارج منظمة «أوبك» يحاولون تقديم الانخفاض الطبيعي في إنتاجهم على أنه إسهام منهم في الاتفاق.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، في المؤتمر الصحافي نفسه: «اتفاق اليوم سيسرع من استقرار سوق النفط ويحد من التقلبات ويجذب استثمارات جديدة».

واتفقت «أوبك» الأسبوع الماضي على تقليص الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً اعتباراً من يناير، وبلغ حجم إسهام السعودية في ذلك التخفيض 486 ألف برميل يومياً.

واتفق المنتجون المستقلون أمس، على تخفيض الإنتاج بواقع 558 ألف برميل يومياً بما يقل قليلاً عن الحجم، الذي كان مستهدفاً في البداية والبالغ 600 ألف برميل يومياً، لكنه يظل أكبر مساهمة من الدول غير الأعضاء في «أوبك» على الإطلاق.

وقال نوفاك، إن مساهمة روسيا في هذا الخفض ستكون 300 ألف برميل يومياً. وأضاف أن الخفض سيكون تدريجياً، وأنه بحلول نهاية مارس سيقل إنتاج روسيا 200 ألف برميل يومياً عن مستوياته في أكتوبر 2016 التي بلغت 11.247 مليون برميل، وهو أعلى إنتاج لها حسب التقديرات حتى الآن، مشيراً إلى أن إنتاج بلاده سينخفض إلى 10.947 ملايين برميل يومياً بعد 6 أشهر.

وقال غاري روس المراقب المخضرم لـ«أوبك»، ومؤسس بيرا إنرجي للاستشارات: «جميعهم يتمتعون بالأسعار الأعلى، ويميل الالتزام إلى أن يكون جيداً في المراحل المبكرة، لكن بعد ذلك، ومع استمرار ارتفاع الأسعار، سيتآكل الامتثال».

من ناحيته، قال أمارتيا سن من إنرجي اسبكتس الاستشارية، إنه» مقارنة بالشهرين الماضيين، عندما كانت التوقعات تتضاءل سريعاً فيما يتعلق بالتوصل لاتفاق، فهذا يعد تحولاً كبيراً، المشككون سيجادلون بشأن الالتزام، لكن لا يمكن التقليل من الرمزية في حد ذاتها». وبين روس أن «أوبك» ستستهدف سعراً للنفط عند 60 دولاراً للبرميل، لأن أي سعر فوق ذلك قد يشجع المنافسين على الإنتاج.

back to top