الأفلام المصرية... لماذا تهرب إلى المهرجانات العربية؟

نشر في 12-12-2016
آخر تحديث 12-12-2016 | 00:02
فيلم «مولانا»
فيلم «مولانا»
مع كل دورة لمهرجان القاهرة يبدأ البحث عن فيلم مصري للمشاركة فيه، والأمر نفسه واجهه مهرجان الإسكندرية في دوراته الماضية. على العكس، تجد مشاركة مصرية قوية في المهرجانات العربية سنوياً، خصوصاً دبي. فهل قيمة الجوائز ومستوى التنظيم هما الدافع إلى تفضيل مهرجانات أخرى على نظيرتها المصرية؟
عن هذه القضية كانت لنا هذه المتابعة.
يرى د. محمد العدل أن المجاملات والتعقيدات تحكم المهرجانات المصرية، ومن بينها استبعاد فيلم مصري جيد مجاملة لفيلم آخر متواضع، أو غيرها من مشكلات نسمع عنها في كل دورة، في حين أن المشاركة في مهرجانات عربية أخرى تخضع لجودة الفيلم فحسب.

ويضيف العدل أن تعامل النقاد مع الفيلم المصري المُشارك في مهرجان القاهرة يكون قاسياً بغض النظر عن مستواه الفني، ما يتسبب في ابتعاد كثير من المنتجين والمخرجين عن المشاركة في المهرجانات المصرية.

من جانبه، يؤكد مجدي أحمد علي، مخرج فيلم “مولانا” الذي يُشارك في الدورة المقبلة لمهرجان دبي، أن من غير المنطقي تفضيل مهرجان على آخر، ولا يمكن الحكم على وطنية المخرجين أو المنتجين بعرض أفلامهم في مهرجانات عربية أو دولية، مؤكداً أهمية مهرجان القاهرة باعتباره أحد أهم الفعاليات الثقافية في العالم العربي وأقدمها. ويضيف أنه سبق وشارك في مهرجان القاهرة، ولكن من غير المنطقي أن نضع إنتاجنا السينمائي كله في منطقة واحدة، خصوصاً أن أي فيلم يُعرض في أي مهرجان حول العالم هو في النهاية شرف لبلده، ويقدم دعاية وحضوراً قوياً للسينما المصرية في المحافل الدولية، لذلك فوجود أفلام مصرية في مهرجانات أخرى يعد أمراً إيجابياً.

في السياق نفسه، يوضح المخرج شريف البنداري، أن ثمة علاقة مميزة تجمعه بمهرجان دبي السينمائي، حيث يشارك فيه هذا العام للمرة الخامسة، وهذه الدورة تشهد أول أعماله الروائية الطويلة “علي معزة وإبراهيم”، مؤكداً أنه يفضل مهرجان دبي، خصوصاً أن الأفلام المعروضة ضمن برامجه تلقى رعاية واهتماماً فنياً وإعلامياً، إضافة إلى أن الفيلم حاصل على دعم «إنجاز» من المهرجان، وبالتالي لا بد من عرضه حصرياً في دبي.

رأي النقد

ترفض الدكتورة ماجدة واصف المقارنة بين مهرجان القاهرة وأي مهرجان آخر، مشيرة إلى أن للأول تاريخاً كبيراً وقديماً من الضروري أن نحترمه ونحافظ عليه، مضيفةً أن مهرجان دبي يقام تحت رعاية العائلة الحاكمة مما يجذب مجموعة كبيرة من الرعاة، إضافة إلى أن الإمارات دولة مفتوحة تقدم أنواع التسهيلات كافة، وأصبحت مركزاً تجارياً للسينما، إلى جانب صندوقها لدعم الأفلام إنتاجياً.

الناقدة علا الشافعي ترى بدورها أن لكل مخرج ومنتج الحق في اختيار المهرجان الذي يذهب إليه ولا علاقة للمشاركة فيه بالوطنية أو عدم احترام مهرجان القاهرة، بل يعود الأمر إلى مزايا يحصل عليها من هذا المهرجان أو ذاك. وتضيف أن مجدي أحمد علي يتواصل مع مهرجان دبي قبل أن ينتهي من تصوير الفيلم، ولشريف البنداري علاقة وطيدة بالتظاهرة السينمائية نفسها وشارك فيها بأكثر من فيلم وحصل على دعم مادي لعمله الجديد، وبالتالي فإن قرار المشاركة في دبي أمر طبيعي.

وتوضح علا أن مهرجان دبي رغم حداثته نجح في تطوير نفسه حتى أصبح جاذباً للمبدعين العرب وغيرهم، حيث يجدون المقابل المادي وقيمة الجوائز عاليين وجودة التنظيم كذلك، فضلاً عن دعم المشاريع السينمائية الجادة في أي مكان، في حين اكتفينا نحن بالحديث عن الريادة وأن لدينا أقدم مهرجان والأعظم في المنطقة، ولم نسع إلى تطوير نفسنا، لذا تأتي كل دورة أضعف من السابقة.

وتضيف أن على الدولة أن تدعم المهرجان بشكل أقوى وتسعى إلى تطويره وإلا سيأتي اليوم الذي لا نجد فيه أية أعمال تُشارك فيه سواء مصرية أو غيرها لأن المنافسة قوية ونحن لم نستعد لها بعد.

بدورها ترى الناقدة ماجدة خيرالله أن مهرجان القاهرة عرض مجموعة من الأفلام المصرية، عملين في المسابقة الرسمية، وعملين قصيرين في مسابقة «الغد» إضافة إلى عمل في آفاق السينما العربية، وفيلمين وثائقيين على هامشه. أما ما يتعلق بالأفلام المصرية المعروضة في دبي، فالدافع إلى ذلك يتعلق بالمزايا الضخمة والإغراء المادي، فضلاً عن ارتفاع قيمة الجوائز في حالة فوز الفيلم، على عكس ميزانية مهرجان القاهرة التي تعتبر ضعيفة بشكل كبير إضافة إلى غياب الرعاة، لذا فإن لأصحاب الأفلام عذرهم في المشاركة في «دبي».

back to top