قصص وحكايات كثيرة، لأكثر من 50 أسرة قبطية، تضررت بشكل مباشر من تفجير "الكنيسة البطرسية"، فبينما فقدت بعض الأسر أقاربها، لحقت كوارث بعائلات أخرى، أصيب وسقط منها أكثر من شهيد ومصاب، فالحصيلة الأولية للقتلى كشفت عن وجود شقيقتين، هما مارينا وفورينا فهيم حليم، تخرجت إحدهما في الجامعة قبل شهور قليلة.

أما عائلة إدوارد فهيم، الرجل الستيني، ففاجعتها في الحادثة كبيرة، نظرا لسقوط 7 من أبنائها بين قتلى ومصابين، فحماة ابنته قتلت في الحادث، بينما أصيب 6 من أطفالهم بإصابات مختلفة، حيث اعتادت العائلة أداء قداس الأحد في الكنيسة البطرسية منذ سنوات، وبينما تشيع العائلة جنازة حماة ابنته يتواجد هو برفقة أحفاده الأطفال الراقدين في مستشفى دار الشفاء، لتلقي العلاج، ومنهم فتاة في غرفة العناية المركزة، بعد إصابتها بشظايا بالغة نتيجة الانفجار.

Ad

حفيدة إدوارد، التي لم تكمل عامها الـ11، إصابتها هي الأكثر خطورة بين حالات باقي بنات عمومتها المصابين، حيث يرافقها جدها في المستشفى لمتابعة حالتها الصحية، التي لم تستقر بعد، حيث أخبره الأطباء أن أمامها 24 ساعة أخرى لاستقرار حالتها بشكل كامل، بعدما استخرجت الشظايا من جسدها في عملية جراحية استغرقت عدة ساعات.

أما نبيل حبيب، ابن الـ45 عاما، فكان قادما لتوه من مسقط رأسه في محافظة المنيا، شمال الصعيد، ليواصل عمله باليومية كعامل في الكاتدرائية، بعدما احتفل بقدوم مولوده الجديد فادي، حيث لم يره سوى يومين، ليعود من أجل استكمال عمله، ليتركه مع ابنتيه دون عائل أو مصدر دخل، حيث لا توجد تأمينات عليه في جهة عمله.

ووقف ريمون، الشاب العشريني، على باب غرفة عادية في مستشفى الشفاء، بانتظار الاطمئنان على ابنة شقيقه إيفون التي أصيبت بشظايا في الرئة نتيجة الانفجار، بينما انهار في البكاء حزنا على فراق والدته، التي سقطت شهيدة في الحادث.

ولم تلحق الطبيبة الشابة نيفين نبيه، التي تخرجت قبل 3 سنوات في كلية الطب، موعد عملها في مستشفى الشيخ زايد، الذي تعمل به، حيث توجهت لحضور القداس قبل العمل، ليصل خبر وفاتها إلى زملائها فيصيبهم الحزن على رحيل الشابة الجميلة، التي كانت تساعد المرضى في المستشفى الذي يستقبل الفقراء يوميا.