انسحب مقاتلو المعارضة السورية، أمس، من 6 أحياء كانت لاتزال تحت سيطرتهم في جنوب شرق مدينة حلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي اعتبر أن «معركة حلب وصلت إلى نهايتها»، وباتت سيطرة قوات نظام الرئيس بشار الأسد وحلفائه عليها «مسألة وقت وليس اكثر».

وقال زيد الصالح، وهو لواء في جيش الأسد ورئيس اللجنة الأمنية في حلب، إن عملية الجيش السوري لاستعادة شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة في مراحلها الأخيرة، مضيفا أن أمام المسلحين إما الاستسلام أو الموت.

Ad

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «انسحب مقاتلو الفصائل بعد ظهر أمس بشكل كامل من أحياء بستان القصر والكلاسة وكرم الدعدع والفردوس والجلوم وجسر الحج».

ويأتي هذا الانسحاب بعد ساعات على سيطرة قوات النظام على حيي الشيخ سعيد والصالحين بعد ليلة تخللها قصف كثيف.

وباتت الفصائل المقاتلة تسيطر عمليا على حيين رئيسيين هما السكري والمشهد، عدا عن أحياء أخرى صغيرة.

وتحدث المرصد عن «وجود جثث في الشوارع لا تعرف هوية أصحابها» في تلك الأحياء.

وقال شهود عيان في حي المشهد إن الحي يشهد اكتظاظا كبيرا بعد نزوح مدنيين من أحياء أخرى إليه مع تقدم الجيش، من دون أن يتمكنوا من إحضار أي شيء معهم من منازلهم.

وبين المدنيين الذين لا يعرفون الى أين سيذهبون، عدد كبير من النساء والأطفال الخائفين والذين يبحثون عن رغيف خبز. وقد افترش بعضهم الأرض فيما ينام آخرون وبينهم نساء على الحقائب أو يدخلون الى المحال التجارية للاحتماء والنوم داخلها.

ودفعت المعارك المستمرة نحو 130 ألف مدني الى النزوح من الأحياء الشرقية، معظمهم الى أحياء تحت سيطرة قوات النظام، حسبما ذكرت روسيا أمس.

المعارضة

وفي باريس، قال منسق المعارضة السورية رياض حجاب إن الهزيمة في حلب لن تضعف عزم المعارضين للأسد على الإطاحة به من السلطة.

وقال حجاب بعد الاجتماع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه إذا كان الأسد وحلفاؤه يعتقدون أن التقدم العسكري في أحياء معينة من حلب سيعني أن المعارضة ستقدم تنازلات، فهذا لن يحدث، مشددا على أن المعارضة لن تقدم تنازلات.

تدمر

إلى ذلك، بث تنظيم «داعش»، أمس، مشاهد من مدينة تدمر التي سيطر عليها، متسببا في إرباك كبير لموسكو التي شنت أكثر من 100 غارة على المنطقة كما كانت تمتلك قوات هناك. وحملت موسكو واشنطن مسؤولية فشلها في التصدي للتنظيم.

وقال المتحدث باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف: «نأسف لغياب التنسيق الفعلي حتى الآن مع البلدان الأخرى وفي طليعتها الولايات المتحدة التي لا تريد التعاون» مع روسيا في هذا المجال.

وأضاف أن «هذا التعاون كان سيتيح لنا منع الإرهابيين من شن هذا النوع من الهجمات».

واعتبر بيسكوف أن «خسارة تدمر تسيء إلى صورة الإنسانية المتحضرة برمتها... التي لا تفعل شيئا ضد الإرهابيين الدوليين في تنظيم الدولة الإسلامية».

واتهم أيضا الولايات المتحدة بأنها تسببت «في هرب مجموعات كبيرة الى حد ما من الإرهابيين من العراق، مما أتاح لها تشكيل محموعات كبيرة على الأراضي السورية والانتقال الى الهجوم».

وانتقد وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك إيرولت، أمس، «شكلا من أشكال الكذب الدائم» من جانب روسيا في النزاع السوري، متهما موسكو بأنها «تدعي» مكافحة الإرهاب وتتيح لتنظيم «داعش» استعادة تدمر.

وقتل 50 مدنيا على الأقل بينهم 11 طفلا، أمس، جراء غارات لم يعرف إذا كانت سورية ام روسية استهدفت بلدات عدة تحت سيطرة الجهاديين في محافظة حماة بوسط سورية، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلا أن مصادر أخرى تحدثت عن مقتل حوالي 80 شخصا.

وأشار المرصد الى «تسجيل عشرات حالات الاختناق» من جراء هذه الغارات من دون أن يتمكن من تحديد صحة ادعاءات السكان عن استخدام غازات سامة.