في ثاني محطة إقليمية له بعد زيارة الأردن، زار رئيس التحالف الوطني العراقي الشيعي عمار الحكيم، أمس، إيران، بهدف الترويج لمبادرة التسوية السياسية بين الأطراف العراقية.

واستقبل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الحكيم، وأعرب عن دعمه لـ "أهداف التحالف". وعبر خامنئي عن رضاه عن إجراءات حكومة حيدر العبادي الخاصة بـ"الحشد الشعبي" الشيعي، في إشارة الى القانون الذي أقره البرلمان قبل أيام وسط رفض شيعي. وقال إن "قوات الحشد الشعبي أو القوات الشعبية ثروة عظيمة ورصيد كبير لعراق اليوم والغد حيث ينبغي دعمها وتقويتها".

Ad

وكان مراقبون اعتبروا أن قانون تشريع "الحشد" يحول الميليشيات الشيعية العراقية إلى قوات حرس ثوري عراقي على غرار تلك الموجودة في إيران.

وهاجم المرشد التواجد الأميركي بالعراق وشكك في جدوى مساندة واشنطن للحملة العسكرية ضد تنظيم "داعش"، وأوصى خامنئي، الحكيم بأنه "لا ينبغي أبدا الثقة بالأميركيين".

المالكي والصدر

إلى ذلك، اعتبر حزب "الدعوة" الإسلامية، أن الذين تظاهروا في البصرة ضد الأمين العام للحزب، نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، هم "نفر قليل من الخارجين عن القانون الذين أنهى المالكي جرائمهم في صولة الفرسان وهم يتبعون كتلة سياسية معروفة بالشغب"، موضحا ان "هؤلاء الخارجين عن القانون سيواجهون صولة فرسان أخرى بإذن الله تعالى دفاعاً عن البصرة الفيحاء وأهلها الطيبين الذين سيدافعون عن مدينتهم ويحموها من المجرمين".

وكان المالكي شن في مارس 2008 خلال وجوده في السلطة حملة عسكرية ضد ما اسماه وقتها "الميليشيات الخارجة عن الدولة"، استهدفت أنصار التيار الصدري في البصرة وأسفرت عن مقتل واعتقال المئات وسط معارك استخدمت فيها كل انواع الأسلحة.

في المقابل، اعتبر مدير مكتب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بغداد، باسم المياحي، أن "نوري المالكي وأنصاره غير قادرين على تنفيذ تهديدهم للقيام بصولة فرسان ثانية"، مضيفاً أن "المالكي فقد رصيده الشعبي، وهو الأمر الذي ظهر خلال زيارته الأخيرة لمحافظات جنوب العراق والتي شملت البصرة والناصرية والعمارة ولم يعد يملك أي قبول جماهيري".

واتهم المياحي عناصر حماية المالكي بإطلاق الاعيرة النارية على المحتجين الذين اقتحموا المركز الثقافي الذي كان مقررا أن يستضيف مؤتمراً حزبياً يحضره المالكي. وأكد أن "خمسة اشخاص من المتظاهرين أصيبوا جراء محاولة تفريقهم خلال تواجد المالكي في البصرة".

في هذه الأثناء، رأى الأمين العام لـ"حركة النجباء" أكرم الكعبي أن مشروع "التسوية السياسية" الذي اقترحه العبادي سيعقد الأمور ويبرئ الخائن والمجرم. وشدد على أن شخصيات وصفها بـ"القتلة" لا يجب أن تشملهم التسوية.

من ناحيته، هاجم نائب عن ائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، التسويةَ، قائلا ان بعض الشخصيات مكانها السجون لا طاولات التسوية.

العبادي بالموصل

من جانب آخر، وصل رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، إلى جبهات القتال في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى قبيل نحو اسبوعين من حلول نهاية العام الحالي الذي قال مرارا إنه سيكون "عام الانتصار" على "داعش" بهزيمته في معقله الرئيسي الذي يحتله منذ أكثر من عامين.

وجاءت زيارة العبادي إلى نينوى بعد يوم من محادثات أجراها مع وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر الذي زار بغداد بصورة مفاجئة وبحث فيها آخر تطورات المعارك بالموصل التي تشهد حملة انطلقت قبل نحو ثمانية أسابيع وتحظى بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم المتشدد.

وكشف وزير الدفاع الأميركي، أمس، أن التحالف الدولي يعتزم عقد اجتماع جديد في لندن بعد غد في العاصمة البريطانية لندن لمناقشة الخطوات المقبلة في محاربة "داعش".

وقال كارتر، في تصريح أدلى به من قاعدة "القيارة" جنوب الموصل، إن "القوات العراقية تخوض معركة ليست سهلة في الموصل لكنها قادرة على استعادة المدينة بما تمتلكه من قدرات.

ووصف كارتر مباحثاته مع رئيس الوزراء العراقي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بـ"المثمرة والبناءة للغاية".

من جهته، قال قائد قوات التحالف الجنرال ستيفن تاوسند إن "أكثر من ألفي مسلح قتلوا ضمن عملية استعادة الموصل وفقا للتقديرات الميدانية"، مرجحا "تواجد ما بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف مسلح من التنظيم داخل المدينة".

تحرير أحياء

في غضون ذلك، قال قائد الفرقة الذهبية في جهاز مكافحة الإرهاب، اللواء معن السعدي، إن "قوات مكافحة الإرهاب انتهت من المرحلة الأولى من استعادة الموصل بتحرير وتطهير 35 حيا في الجانب الأيسر شرقي الموصل".

وأضاف: "ستكون هنالك عملية تنظيم وترتيب لصفوف القوات وتسليم الأرض لقطعات الجيش والشرطة"، لافتا إلى أنه "بعد تسليم الأرض ستستأنف عمليات التحرير باتجاه نهر دجلة لتحرير ما تبقى من الجانب الأيسر".

وصدت قوات الجيش، أمس، هجوما لتنظيم الدولة بالقرب من مقبرة التلفزيون شرقي الموصل. وعلى صعيد المحور الغربي من المعارك، فقد لقي مسؤول عسكري في "الحشد الشعبي"، يدعى أبوفضة الدراجي، مصرعه، أمس الأول، في معارك مع مسلحي تنظيم الدول بمنطقة تلعفر، شمال البلاد.

في سياق منفصل، استنكر "تحالف القوى"، أمس، التفجير الذي وقع في الفلوجة مساء أمس الأول.

واتهم التحالف السني رئيس الوزراء بـ"التنصل عن وعد قطعه بإعطاء السيطرة الأمنية لأبناء المدينة من منتسبي الأجهزة الأمنية، عقب تحريرها من داعش، كونهم الأعرف بهويات الداخلين".

وأصدر التحالف بيانا عدد فيه ملاحظته على إدارة الملف الأمني في المدينة. وجاء فيه أن "وجود فصائل مسلحة من الحشد الشعبي وتعدد الهويات والمرجعيات السياسية والأمنية يتيح للإرهابيين التستر والتسلل لداخل المدينة بحجة الانتماء لهذا الفصيل أو ذاك".

في المقابل، حملت قوى شيعية مقاتلي العشائر والمقاتلين السنة في "الحشد العشاري" مسؤولية الخرق الامني، واتهمتهم بعدم الانضباط.