دعا عدد من النواب إلى موقف خليجي وعربي وإسلامي موحد من أجل وقف المجازر في سورية، مطالبين بقرار عاجل بقطع العلاقات مع موسكو وطهران، واستدعاء سفيريهما احتجاجا على حمام الدم المستمر هناك.

جاء ذلك خلال المهرجان الخطابي الذي شارك فيه عدد من النواب بدعوة من الحركة الدستورية الاسلامية "حدس"، وعقد في مسرح مجلس الأمة بمبنى صباح الأحمد.

Ad

وفي موازاة ذلك، اعلن النائب د. عبدالكريم الكندري جمعه عددا من تواقيع النواب اللازمة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمة، لبحث تداعيات عدوان نظام دمشق على أشقائنا السوريين في حلب.

وقال النائب د. جمعان الحربش بالمهرجان الخطابي، إن العالم يشهد منذ سنوات عدة ثورة الشعب السوري التي تآمر عليها العالم أجمع، مشيرا الى ان العالم انقسم حول الثورة ثلاثة أقسام: الأول الذي يباشر القتل وعلى رأسه روسيا وإيران والنظام السوري ثم ميليشيات الارهاب.

وأضاف: القسم الثاني هو المتآمر والمتثمل في أميركا، والثالث هو الدول العربية "إخوة يوسف" الصامتين والذين لا يقدمون ما تقتضيه حقوق الأخوة"، لافتاً إلى أن الذي يقتل السوريين في حلب هم إيران الإرهابية والنظام السوري وروسيا، ومن خلفهم داعش التي هي جزء منهم.

وأكد أن حلب وقفت سنوات طويلة تواجه العدوانين الروسي والايراني، والآن يصفى الرجال والنساء والاطفال في الميادين العامة، مشيرا الى ان المنظمات الدولية تنظر الى أي مساعدة تذهب الى هناك على أنها إرهاب.

وأضاف: "سنكون أول برلمان يطالب دول مجلس التعاون بطرد السفير الروسي وقطع العلاقات مع روسيا، لقد حوصر العالم الاسلامي بكماشة العراق وسورية وإيران ثم اليمن، وعلى العالم أجمع ان يتخذ موقفا مما يحدث".

وطالب الحربش وزارة الأوقاف بإرسال كتاب إلى أئمة المساجد بدعاء القنوت، مؤكدا أن أي خطاب شرعي يوجه للمسلمين بعيدا عن مآسيهم الآن هو خطاب كاذب، داعياً الى تيسير الامور أمام اللجان الخيرية وتوصيل المساعدات.

بيت الأمة

من جانبه، قال النائب ثامر السويط إن بيت الأمة أعاد هيبته بمثل هذا المهرجان الخطابي الذي يأتي نصرة لإخواننا في حلب الذين يتعرضون لحرب إبادة.

بدوره، قال النائب عبدالله فهاد: "التاريخ يثبت أن الكويت في صدارة الأمة، والأحرار عندما استعادوا بيت الأمة كانوا في مقدمة الأحداث، ونقف اليوم في نفس الخندق المدافع عن الأمة".

بدوره، قال النائب ناصر الدوسري: من 5 سنوات ونحن نشتكي بلا فائدة، ولابد على الحكومة أن تستدعي السفيرين الروسي والإيراني، متسائلا: لماذا قامت الدنيا عندما دخلت السعودية اليمن، ولا أحد يتكلم عن التدخل الإيراني والروسي في سورية؟

ودعا خطباء المساجد إلى رفع الأكف بالدعاء، مضيفا: "أقول حسبي الله ونعم الوكيل في من خذل الشعب السوري".

من جهته، قال النائب مرزوق الخليفة إن إخوة لنا في الإسلام والعروبة والإنسانية يبادون على مرأى ومسمع من العالم، ولا نجد أي كلمة تنديد أو استنكار"، مشيرا الى أنه وقع مع عدد من النواب طلبا لعقد جلسة خاصة لمناقشة كارثة حلب.

سياسات خرقاء

من ناحيته، قال النائب محمد هايف إن الأمة الإسلامية واحدة، ولا يمكن فصلها عن بعضها بالسياسات الخرقاء التي لا تقدر ما شرعه الله في دينه لنصرة كل المسلمين.

وأضاف أن المسلمين يغضون الطرف عما يحصل في سورية، وهذه مأساة كبيرة توجب على الأمة استحقاقا، خصوصا حكام الخليج والمسلمين، والذين إذا لم يستطيعوا تحريك الجيوش لنصرة الأشقاء بإمكانهم تحريك الأموال، معربا عن أسفه لوصف من يجمع الأموال للأشقاء في سورية بالإرهاب.

بدوره، ذكر النائب علي الدقباسي: "ما يجري في حلب يؤكد عدم وجود أي قيمة للمنظمات العربية لحقوق الإنسان، ومن بينها الجامعة العربية، وما يحدث يؤكد أن المجتمع الدولي موافق على ما يجري أو غير قادر على اتخاذ قرارات".

الحرب العالمية

من جهته، قال النائب محمد الدلال: "المنطلق الشرعي نصرة المسلمين إن استنصرونا"، مطالبا بالوقوف مع الشعب السوري، والكويت جزء من الأمة العربية، "وان أصاب ضرر أجزاء أخرى فعلينا أن نسعى لدعمه".

وفي تصريحات صحفيه متفرقة، قال النائب مبارك الحجرف: "تشهد مدينة حلب الشهباء جرائم حرب مروعة على أيدي قوات نظام بشار الأسد والميليشيات الموالية له، حيث تتعرض الأحياء الشرقية من المدينة لعمليات تستهدف تصفية سكان المدينة وتهجيرهم قسرا، وسط مواقف إقليمية ودولية لا تتجاوز حتى الآن بيانات الإدانة والشجب والاستنكار المعتادة".

ودان النائب د. محمد الحويلة بشدة القصف المتواصل على مدينة حلب السورية على يد القوات الحكومية السورية وحلفائها، ما تسبب في مقتل وجرح مئات المدنيين، وحمل النظام السوري والقوى الداعمة له مسؤولية الهجمات الوحشية والقصف العنيف الذي تتعرض له مدينة حلب، وزيادة المعاناة التي يقاسيها المدنيون الأبرياء في المدينة.

بدوره، شكر النائب اسامة الشاهين جهود النواب للتضامن مع المأساة السورية في ظل جرائم الابادة التي لم يتحرك لها مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية الذي يلاحق زعماء الدول.

أما النائب عبدالوهاب البابطين، فقال "لا تستوعب العقول أن يقوم نظام بإبادة جماعية لشعبه"، مبيناً أن "القضية اكبر من علاقات الدول ومحيط القارات".

وأضاف البابطين: "عندما يتم قتل الأطفاء واغتصاب النساء، ووقوع قتلى وجرحى بأعداد لا تحصى لا يمكن ان يقف أي انسان لديه حس الانسانية، ويقبل أن يكون دبلوماسيا"، مبيناً: "لم نتصور لحظة وجود زعيم عربي يهاجم شعبه بهذه الصورة البشعة، وإذا كان البعض يعتبره زعيماً فنحن نعتبره سفاحا".

شيء من التوازن

بدوره، قال النائب الدكتور وليد الطبطبائي: "قبل عشرة ايام قلت تحديداً إن حفلة الاوبرا تأتي اثناء مجازر ترتكب في حلب، وننشغل بالطرب والغناء ونترك ما هو اهم"، مؤكداً ان "المجلس اعاد شيئا من التوازن عندما جعل اول وقفة للتضامن مع حلب التي تركت تستغيث ولا مغيث".

وكشف الطبطبائي عن رسالة وصلته من فتاة في حلب تستغيث لانها ستغتصب بعد قليل، لافتاً إلى أنه لم يستطع إكمال تلك الرسالة لانه اجهش بالبكاء. وأضاف أن الفتاة اعلنت انها ستنتحر، بعدما قالت: "لا قيمة لمن يفتي بدخولي النار، لانني اريد ان اموت طاهرة".

وشدد الطبطبائي على أن "هذا ما يحدث في حلب، ونحن سلاحنا مكدس في الكويت والسعودية والامارات، كانوا يحتاجون الى مضادات طيران فقط، لكننا خذلناهم"، معلنا عن اعتصام امام السفارة الروسية.

من جهة اخرى، هنأ الشطي الشعب السوري بتحرير حلب من يد الارهابيين، مستدركا بالقول "ادين الاعمال الارهابية التي قام بها الارهابيون والجماعات المسلحة المتأسلمة بما فعلوه من جرائم ارهابية تستحق الادانة والاستنكار".

وتعليقا على دعوة احد النواب لوقفة احتجاجية امام السفارة الروسية في الكويت، قال الشطي: انها مسألة خطيرة جدا التعرض لسفراء الدول الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الامن.

وأضاف: "ليس من مصلحة الكويت الدخول في نزاع مع دولة عظمى كروسيا".

على صعيد اخر، أكد النائب خالد الشطي انه "من العبث مناقشة اي اجراءات تمس جيب المواطن قبل وقف الهدر الحكومي بشهادة ديوان المحاسبة في مصروفاتها".

وقال الشطي في تصريح صحافي "اي مساس بجيب المواطن مرفوض ويجب وقف الهدر الحكومي في ميزانية الوزارات بشكل عام ويجب ان نكون دقيقين في هذا الموضوع، فبعد وقف الهدر الحكومي سيقف المواطن بلا شك مع بلده واقتصاده وسيراعي الظروف الاقتصادية من انخفاض لاسعار النفط".