حزب المالكي يهدد الصدريين... والبصرة على حافة اقتتال

• «التحالف الوطني» يأسف للتظاهرات... ورفض كردي لتهديدات «الدعوة»
• تحرير حي الوحدة بالموصل

نشر في 14-12-2016
آخر تحديث 14-12-2016 | 00:04
رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز يمنح عراقيات أيزيديات جائزة «ساخاروف» لحقوق الإنسان في فرنسا أمس ( أ ف ب)
رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز يمنح عراقيات أيزيديات جائزة «ساخاروف» لحقوق الإنسان في فرنسا أمس ( أ ف ب)
طالب حزب «الدعوة الإسلامية» الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، أتباعه بالاستعداد لخوض «جولة فرسان حاسمة»، في تهديد ضمني لأتباع التيار الصدري، على خلفية الأحداث التي رافقت جولة المالكي بمحافظات جنوبية، وبينما دان «التحالف الوطني» الشيعي حادث الاعتداء على المالكي بالبصرة، رفض عضو بالكتلة الكردية تهديدات «الدعوة» وتحقيره لاحتجاجات المحافظة الغنية بالنفط ضد المالكي.
في خطوة من شأنها رفع حدة التوتر الشيعي الشيعي بالعراق، طالب حزب "الدعوة الإسلامية" جميع منتسبيه بالتأهب لـ"صولة فرسان ثانية حاسمة". في إشارة إلى تكرار حملة الجيش العراقي، إبان ترؤس نائب رئيس الجمهوري الحالي نوري المالكي للحكومة، ضد ميليشيات المهدي التابعة للتيار الصدري في وسط وجنوب البلاد في 2008.

وأدان "الدعوة الاسلامية"، في بيان أصدره، مساء أمس الأول، ما وصفه بـ"الاعتداء السافر" الذي قامت به فئة ضالة خارجة عن القانون في البصرة أخيراً، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وقال إن الاعتداء يكشف "خسة وهمجية من اقترفوه". ودعا الكتل السياسية لاتخاذ موقف حاسم يمنع مثل هذه الممارسة.

وذكر الحزب في البيان أن "الاعتداء على المحتفلين بذكرى المولد وبينهم القيادات المحلية لحزب الدعوة في محافظة البصرة وشيوخ العشائر والمواطنين الأبرياء وعوائل الشهداء والمضحين، يكشف عن خسة وهمجية من اقترفوه". ورأى الحزب أن "التصرفات التي حاولت هذه المجموعة المستهترة بالقانون والعرف أن تسيء بها إلى الرمز الأول في حزب الدعوة الإسلامية وأمينها العام نوري المالكي، تعبر عن خروجها على القيم السياسية والالتزامات القانونية والدستورية وأخلاق العراقيين".

وفي مؤشر على احتمال وقوع صدامات بين أنصار التيار الصدري واتباع المالكي بالبصرة هدد الحزب بأنه في حال لم تتخذ الجهات القانونية الإجراءات الرادعة ضد مثل تلك الممارسات فإنها ستواجه "صولة فرسان ثانية حاسمة"،

اسف التحالف

في غضون ذلك، أعرب "التحالف الوطني" الشيعي، عن أسفه لحادث "الاعتداء" الذي جرى في البصرة ومحافظات أخرى، وأعلن عن ادانته "الاعتداء" على رموزه القيادية. ودعا إلى محاسبة المقصرين وفق القانون.

وكان المستشار الاعلامي لنائب رئيس الجمهورية عباس الموسوي، أكد الأحد الماضي، أن ما حدث في محافظة البصرة هو محاولة من أطراف، لم يسمها، لـ"قتل" المالكي سياسياً وجسدياً، مبيناً أن التظاهرات لم تكن عفوية بل مدبرة من قبل جهات سياسية.

وشهدت محافظة البصرة، السبت الماضي، تظاهرة ليلية قرب ديوان المحافظة احتجاجا على زيارة زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وطالبوه بمغادرة المحافظة، ورددوا هتافات غاضبة ضده، فيما اقتحم البعض مقرا كان من المقرر أن يشهد احتفالا بذكرى المولد النبوي بحضور المالكي.

اعتراض كردي

في المقابل، أكد عضو مجلس النواب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي، أمس، أن التظاهرات المطالبة بالحقوق والمنتقدة لنقص الخدمات هي "حق مشروع"، معتبرا أن "تحقير المتظاهرين وتهديدهم بعمليات مسلحة "سياسة دكتاتورية مرفوضة".

وقال شنكالي إن "التظاهر السلمي حق مشروع كفله الدستور للشعب، ونعتقد أن البصرة من المحافظات التي ظلمت كثيرا خلال الحكومات السابقة".

وأضاف أن "حصول تصرفات فردية سلبية أو ردود أفعال غاضبة من البعض تجاه حالة الظلم التي يمرون بها وسرقة ثرواتهم لا يعني أن كل من خرج للمطالبة بحقوق هو إرهابي أو خارج عن القانون أو تاجر مخدرات"، مشددا على ضرورة ان "يعي تجار الازمات تلك المعاناة وان يعملوا على انصاف الشعب العراقي بدل محاربة الجميع لتحقيق مكاسب خاصة".

الموصل وتلعفر

وفي آخر تطورات معركة الموصل، أعلن الجيش العراقي سيطرته الكاملة على حي النور في المحور الشرقي للموصل، بينما قالت مصادر أمنية إن تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" شن هجمات على مواقع لميليشيات "الحشد الشعبي" بأطراف تلعفر وكبدها خسائر.

وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبدالأمير يارالله إن قوات جهاز "مكافحة الإرهاب" نفذت عملية أمنية، نجحت خلالها في تحرير حي النور بالساحل الأيسر للموصل من سيطرة تنظيم الدولة بالكامل، ورُفع العلم العراقي فوق مبانيه.

وكان قائد "الفرقة الذهبية" في جهاز "مكافحة الإرهاب"، اللواء معن السعدي، قد قال إن قواته أنهت أمس الأول المرحلة الأولى من عملية استعادة المحور الشرقي للموصل بالسيطرة على 35 حياً.

سجن وتسميم

وفي سياق متصل، قال الضابط بالشرطة الاتحادية كريم ذياب إن "القوات العراقية عثرت على ما وصفته بأنه أكبر سجن لتنظيم الدولة، حيث يضم زنزانات انفرادية محكمة الإغلاق، بعضها مخصص للرجال وأخرى للنساء، وقاعات كبيرة مخصصة للتعذيب".

من جانب آخر، كشفت عضو مجلس محافظة ديالى سميرة الزبيدي، أمس، عن تعزيز أمن محطتي اسالة شمال وشرق ب‍عقوبة، لدرء مخاطر "تسميم المياه" من قبل "جماعات متطرفة"، مشيرة إلى أن محطات الإسالة أهداف استراتيجية تستدعي تشكيل لجنة عليا لحمايتها.

نجل بارزاني

على صعيد منفصل، تجمع الآلاف من عناصر قوات "البيشمركة" الكردية يتقدمهم منصور البارزاني نجل رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، أمام محكمة أربيل لتسجيل شكوى ضد النائبة عن "كتلة التغيير" سروة عبدالواحد على خلفية تصريحات لها اعتبروها مسيئة لـ"البيشمركة".

واعتبرت النائبة رحاب العبودة، الأحد الماضي، أن ما تتعرض له النائبة سروة عبدالواحد من قبل سلطات إقليم كردستان هو "انتهاك" لحقوق أعضاء البرلمان وتحديداً النساء، مؤكدة أن التظاهرات التي شهدتها أربيل أخيراً كانت "مدفوعة من الحزب "الديمقراطي الكردستاني".

وأصدرت حكومة كردستان، في 8 ديسمبر الحالي، بياناً حول تصريحات عبدالواحد لإحدى الفضائيات العربية، مطالبة "كتلة التغيير" بنشر توضيح حول تلك التصريحات، فيما اعتبرت عبدالواحد، البيان "تشويها لسمعتها"، متهمة المحاكم في محافظة أربيل بأنها "تابعة للحزب الديمقراطي".

كما ردت على بيان حكومة الإقليم وقالت إنه يقضي بـ"إهدار دمها" من قبل منصور مسعود البارزاني، معتبرة أن ما أسمتها بـ"العائلة الحاكمة" في الإقليم زيفت مقولتها، كما "زيفت" التاريخ وأدخلت جيوش صدام حسين والأتراك ليقتلوا الثوار منذ عقود، فيما أشارت الى أن دمها "أمانة عند الله والشعب الكردي" ولن تسكت لـ"الباطل".

نجل بارزاني يتقدم تجمعاً لـ«البيشمركة» لتسجيل شكوى ضد نائبة بـ«كتلة التغيير»
back to top