استيقظ أهالي قرية منشأة عطيفة، التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم (140 كيلو جنوب غرب القاهرة) على وقع نبأ تفجير أحد أبنائها، ويدعى محمود شفيق محمد مصطفى، للكنيسة «البطرسية»، وسط القاهرة، الأحد الماضي، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا والمصابين، ليبقى السؤال مفتوحا: «لماذا يقدم شاب على تنفيذ عمل انتحاري ضد مصلين أقباط؟». وتثبت الحياة الصعبة، التي عاشها منفذ الهجوم، أن الإرهاب يختار رواده من البيئات الأكثر فقرا، فمحمود كان يدرس في كلية العلوم، التابعة لجامعة الفيوم، وتم حبسه قبل نحو عامين على ذمة قضية تظاهر وحيازة سلاح بدون ترخيص، وتم الإفراج عنه بعد ذلك بكفالة، لكنه فصل من الجامعة. وقالت والدته، وهي امرأة بائسة ومنتقبة، إنها لم تر ابنها منذ ديسمبر 2015، وبدت عيناها حزينتين، لدرجة أنها بللت جزءا من النقاب، لكن صوتها بدا باكيا، وهي تحاول أن تنفي عن ابنها التهمة البشعة، قائلة: «ابني بيخاف ربنا، ولا أتخيل أنه يعمل كده، وعايزه أشوف جثته علشان أتأكد انه هو».

ولم تتمالك الأم نفسها، وانهارت باكية وهي تقول: «كان بيكلمني في التلفون على فترات، وآخر مرة كانت منذ أسبوع تقريبا، وكان خايف يرجع البيت، بسبب هروبه من حكم قضائي». وتابعت: «والد محمود توفي منذ عامين، وكان متطوعا في القوات المسلحة، وتم فصله من الخدمة وحبسه مدة عامين بسبب اتهامه بسرقة التعيينات (مواد غذائية خاصة بأفراد الجيش)».

Ad

وأضافت أن لديها أربع فتيات وولدين أحدهما يدعى بلال ألقي القبض عليه في فبراير الماضي، بسبب اتهامه بالانضمام الى جماعة «الإخوان» الإرهابية، أما شقيقه الثاني محمد فيعمل سائق «توك توك»، وتم القبض عليه أمس الأول. من جانبه، ذكر أحد جيرانه، ويدعى أحمد، لـ«الجريدة»، أن محمود شفيق كان شخصا عاديا، إلا أنه كان منطويا وعلاقاته محدودة، لافتا إلى أن غالبية أفراد عائلته معرفون بالانتماء إلى جماعة «الإخوان».

وقال رئيس جامعة الفيوم د. خالد حمزة، لـ«الجريدة»، إن محمود شفيق تم فصله من كلية العلوم في مايو 2016، لافتا إلى أنه استنفد مرات الرسوب المحددة في الفرقة الأولى، وهي عامان دراسيان.

وأوضح د. حمزة أن الإرهابي محمود لم يحضر إلى الجامعة لاستلام الملف الخاص به، على الرغم من مرور أكثر من ستة أشهر على تاريخ فصله، نظرا لهروبه من أحكام قضائية عدة.