فيروز شابة متألّقة في عامها الثمانين وبطلة فيلمين عنها
• «رسائل إلى فيروز» و«فيروز» يكشفان أسرار سفيرتنا إلى النجوم
لم تقوَ الأعوام الثمانون على فيروز، سفيرة لبنان إلى النجوم، ولم تخفف وهجها، بل تبقى هذه السيدة التي صنعت مجد لبنان بصوتها الشجي أيقونة، كتبت بإبداع يزيده توالي الزمن إشعاعاً.
فيروز الحاملة همّ الوطن والحالمة بلبنان نموذجي كما رسمه الأخوان رحباني، تشكل على الدوام محور أعمال سينمائية ومؤلفات أدبية، تحاول الولوج إلى عمق هذه الشخصية- الأسطورة واكتشاف مزيد من الأسرار التي تحيط بحياتها وفنها.
فيروز الحاملة همّ الوطن والحالمة بلبنان نموذجي كما رسمه الأخوان رحباني، تشكل على الدوام محور أعمال سينمائية ومؤلفات أدبية، تحاول الولوج إلى عمق هذه الشخصية- الأسطورة واكتشاف مزيد من الأسرار التي تحيط بحياتها وفنها.
كان لأغاني فيروز وقع مهم في نفس المخرج اليمني أيبي ابراهيم المقيم في ألمانيا. كان كلما استمع إلى أغنية لها تصف لبنان ومناطقه يشتغل خياله، حتى قرر زيارة هذه المناطق، كما قال، وتنفيذ فيلم قصير عن فيروز.الفيلم بعنوان «رسائل إلى فيروز» ويتناول فيروز الإنسانة والفنانة، وعرض في إطار «مهرجان الفيلم العربي القصير» في دورته الثالثة عشرة، من تنظيم «نادي لكل الناس» (3 – 7 ديسمبر 2016) في بيروت. تألفت لجنة التحكيم لهذه السنة من المخرجين: المصري خيري بشارة، العراقي قيس الزبيدي، اللبناني جان كلود قدسي، المنتجة اللبنانية عبلة خوري، والممثل اللبناني فادي أبي سمرة.
وكان الإعلامي الفرنسي فردريك ميتران (وزير الثقافة الفرنسية السابق) بدوره، أخرج «فيروز» (52 دقيقة)، حول هذه الفنانة العظيمة التي يحيط الغموض بشخصيتها. عرض الفيلم للمرة الأولى عام 1998 ويتوقف عند أهم المحطات الفنية والشخصية التي عاشتها فيروز من خلال صور وأشرطة من الأرشيف إضافة إلى مقابلة معها ومقاطع من أغانيها.تكمن أهمية فيلم «فيروز» في أنه تضمّن مقابلة معها، ومشاهد نادرة لها منذ طفولتها مروراً بنجاحاتها في عالم الفن، وعلاقتها بزوجها عاصي الرحباني والعائلة. كشفت فيه أنها ولدت في منطقة «البسطة - زقاق البلاط» في بيروت وعاشت في عائلة متواضعة لكن سعيدة. كان جلّ همها الاستماع إلى الموسيقى، ولم تستهوها الألعاب التي كان يعشقها الأطفال، ونظراً إلى ضيق حال أهلها، لم تكن تملك ثمن آلة راديو فكانت تسترق السمع من عند الجيران. أضافت: «كانت حياتي في الطفولة والمراهقة هادئة وبسيطة، وكانت ضيعتنا ساكتة مثل طفولتي، ما كنت ألعب مثل الأولاد. كنا نقضي اليوم جدتي وأنا في الأعمال المنزلية. كانت الحياة محدودة لكني أحببتها. كنت أغني وحدي إذ لم تملك جدتي راديو، وكلما أسمع أغنية «ستي» أتذكرها طبعاً هي التي كانت تخبرني قصصاً عن حياتها».تابعت: «لم أشعر بأي هم نظراً إلى الحياة الهادئة التي كنت أعيشها في طفولتي. لم أكن أعرف أحداً سوى جدتي وأمي وأبي، كلهم رحلوا».كذلك كشفت في الفيلم كيف دخلت الإذاعة اللبنانية وغنت أمام لجنة التحكيم أغنية لأسمهان وفريد الأطرش ونجحت، موضحةً أنها في تلك الفترة تعرفت إلى عاصي ومنصور، وكانا موظفين في الإذاعة، وانطلق المشوار معهما وبدأ الفن اللبناني... وهذا الفن كان مختلفاً كلياً عن الجمل الموسيقية العادية».تابعت: «كان عاصي صارماً، وهذا أمر مهم لأني ابنة تلك المرحلة القاسية. كنت أخاف من الأنواع الموسيقية الجديدة، لكن إصراره كان يشجعني، وكان عندما يقرر أمراً يمشي فيه ولا تهمه مواقفي، فشكّل نوعاً من الفن الجديد في مواجهة الفن الذي كان سائداً. لذلك لم نكن محبوبين، مع ذلك أصرينا ومشينا ومرت المرحلة».
فيروز الوطن
فيروز الحاملة أعوامها الثمانين، ما زالت في نظر محبيها تنضح شباباً ويطالبونها بإصدار ألبوم جديد، هي التي انتشرت أخبار عنها في 2010 تفيد بأنها تحضر لألبوم جديد مع زياد الرحباني. إلا أن الخبر الذي حمّس كثيرين وأعاد إليهم الأمل ذهب أدراج الرياح، بعد خلاف وقع بين الفنانة وابنها وحدوث قطيعة بينهما، بسبب تصريحات إعلامية له حوال انتماء والدته السياسي. غنّت فيروز الوطن، كل الوطن، ووحدت أجزاءه خلال حرب اغتالته وجعلته أشلاء مرمية على قارعة الدول الكبرى، فكان لها الفضل في اجتماع اللبنانيين المتناحرين حول شخصيتها، وإجماعهم على وطن حقوق الإنسان الذي تغنيه، وعلى الحكم العادل البعيد كل البعد عن المصالح وقضايا الفساد. اليوم، مع دخول لبنان عهداً رئاسياً جديداً ترتفع الأصوات مطالبة بأن يكون 2017 عام تكريم لفيروز، فتلقى الأضواء على مسيرتها الفنية وحياتها الخاصة وعلاقتها بزوجها وأولادها... فيروز التي شاركت في ثلاثة أفلام سينمائية هي: سفر برلك، بنت الحارس وبياع الخواتم، حلّت عام 2014 ضمن أقوى مئة شخصية في العالم خلال استفتاء أجرته مجلة Arabian Business للمال والأعمال، وضمّت اللائحة 12 نجماً أبرزهم السيدة فيروز، ونانسي عجرم، وباسم يوسف، وجورج قرداحي، ويسرا، وأحلام، وعمرو دياب، ومصمم الأزياء إيلي صعب، والإعلامي مصطفى الأغا، والمغني السعودي قصي خضر، والمخرجان السوريان الليث حجو وسيف السباعي. قالوا عنها
أطلق ملايين المعجبين بفن فيروز في عيدها الثمانين في نوفمبر الماضي هاشتاغات #من_قلبي_سلام_لفيروز و#فيروز و#فيروزيات. ومن نجوم الفن الذين وجهوا إليها أماني جميلة في هذه المناسبة مارسيل خليفة، فقال: «لولا فيروز لكنت يتيم الأم. كنت أحمل سنين قليلة وأمشي ولداً على الطريق الطويل في اتجاه الأغنية، أبحث عن أمّي. وحدنا يا ورد راح نبكي. هذا هو طعم أغنية فيروز الأول. فتّشت فيها عن أمي وبعد سنين فتّشت عن حبيبتي وفتّشت فيها عن وطني وليس المكان الذي ولدت فيه هو وطني، صوتك هو وطني. شموع كثيرة تضاء لفيروز اليوم في عيد ميلادها لكنّها أقل من الشموع التي أضاءتها طيلة 80 عامًا للعشّاق، للحب، للحريّة وللوطن... فيروز غنّي كثيراً لأن البشاعة تملأ الوطن».كذلك كتبت وفاء الكيلاني: «فيروز هي الأغنية التي تنسى دائماً أن تكبر! هي التي تجعل الصحراء أصغر.. وتجعل القمر أكبر! محمود_ درويش».
«رسائل إلى فيروز» للمخرج اليمني أيبي ابراهيم شارك في «مهرجان الفيلم العربي القصير»